حماة-سانا
تشكل زهرة النيل السامة أو ما يسمى بزنبقة الماء تهديداً للبيئة والثروة المائية والمسطحات والسدود في محافظة حماة نتيجة ما تلحقه بها من تلوث وحصول فاقد مائي فيها ما يستدعي بذل الجهود وايجاد حلول لمكافحتها والتصدي لمخاطرها.
وتزداد خطورة هذه النبتة السامة مع اتساع رقعة انتشارها في الآونة الأخيرة بشكل كبير خصوصاً في المناطق غير الآمنة التي يتعذر فيها مكافحتها واستئصالها ما يؤدي إلى انتشارها الكثيف في مختلف المسطحات المائية في المنطقة والمناطق المجاورة حيث تطفو على سطحها وتتكاثر بسرعة كبيرة مستهلكة كميات هائلة من المياه والأوكسجين منها ما يغير قوامها ويجعلها فاسدة وذات رائحة كريهة.
وأكد عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعة في محافظة حماة المهندس رفيق عاقل أن ظروف المناخ زادت في انتشار هذه الزهرة في المسطحات المائية بالمحافظة “خاصة سد محردة ما يرفع درجة التلوث فيه ويشكل خطراً يهدد عمل المضخات العائمة في البحيرة التي تقوم بضخ المياه الخامية إلى شركة توليد كهرباء محردة”.
ويرى عاقل أن أحد حلول الحد من انتشار هذه النبتة يكمن بالمباشرة بتشغيل المفيض الاحتياطي للسد والحل الآخر يتمثل بنشر عدو حيوي لهذه الآفة يتغذى على زهرة النيل لكون لها تجارب ناجعة في هذا المجال مع تجريف جزئي لقنوات الري.
بينما يعتبر مدير الموارد المائية بمحافظة حماة أزهر أزهر أن الطريقة المثلى لمكافحة هذه النبتة وفقاً للباحثين والمعنيين في وزارة الزراعة باعتبارها الجهة المسؤولة عن مكافحتها هي التعزيل الميكانيكي واستئصال النبتة يدوياً من خلال عمال يتجولون في مختلف المسطحات المائية عبر القوارب في حين تبقى المكافحة الكيميائية الحل الأخير نظراً للتداعيات والآثار السلبية الناجمة عن استخدام المبيدات والمواد الكيماوية على البيئة والإنسان.
ويعزو مدير الموارد المائية اتساع انتشار النبتة واستفحالها من جديد الى توفر البيئة المناسبة لها وارتفاع درجة الحرارة ونوعية المياه الملائمة وقلة الآليات الثقيلة البواكر فضلاً عن الظروف الأمنية الراهنة التي تمنع أعمال مكافحة النبتة في الكثير من المناطق التي تشكل بؤءر انتشار كثيف لها.
كما يرى مدير الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب غازي العزي أن أي أعمال إزالة ميكانيكية للنبتة في المصارف المائية بمنطقة الغاب “لن تكون مجدية إذا لم يتم استئصالها من مصدر تكاثرها وخصوصاً في الجهة الشمالية الشرقية من سد محردة” الواقعة في منطقة غير آمنة إضافة إلى وجود بعض المناطق التي تشكل أيضا بؤر انتشار الزهرة ولاسيما في الأراضي والبساتين الواقعة شرق حلفايا.
ويؤكد العزي أن تشغيل المفيض الاحتياطي للسد بالتزامن مع عمل البواكر سيساهم بشكل كبير في التخلص من أعداد كبيرة من النبتة التي يعود بدء انتشارها في المسطحات المائية في المنطقة لعام 2009.
ويلفت العزي إلى أن الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب كانت على وشك أن تعلن في العام 2011 التخلص نهائياً من نبتة النيل السامة غير أن الظروف الأمنية والأزمة التي ألمت بالبلاد حالت دون ذلك وأدت إلى سرعة تكاثر هذه النبتة من جديد وخصوصاً في المناطق التي تشهد أوضاعاً غير مستقرة داعياً إلى إطلاق مشروع وطني لمكافحة هذه الآفة بالتعاون مع مختلف القطاعات والفعاليات المعنية حفاظاً على البيئة والمسطحات المائية.
ويعرب أهالي منطقة الغاب عن استيائهم من الانتشار الواسع والخطير لهذه الزهرة في مختلف قنوات تصريف المياه والقنوات المائية في الفترة الأخيرة داعين الجهات المعنية بالمحافظة إلى اطلاق حملة واسعة للتصدي لهذه الآفة البيئية الخطيرة لما تسببه من استنزاف المياه وموت الكائنات الحية فيها.
عبد الله الشيخ