حمص-سانا
حمل الفنان التشكيلي محمد محفوض الوطن بين ضلوعه لأكثر من ثلاثين عاما وشكلت أعماله الفنية في المغترب رسالة حب للوطن ليعود اليوم ويجسدها في معرض فني استضافته صالة صبحي شعيب للفنون التشكيلية في مدينة حمص.
واستطاع محفوض أن يجمع في معرضه الثالث له في سورية بعد سنوات الغربة الطويلة مختلف المدارس التشكيلية بألوانها وأنماطها وموضوعاتها وتقنياتها البصرية.
وتحدث محفوض لسانا الثقافية عن تجربته الفنية التي بدأت منذ سن العاشرة حين كان طالبا في الابتدائي ليقيم في عمر الخامسة عشر معرضه الأول في صالة صبحي شعيب حيث أبهر الجمهور الذي سارع إلى اقتناء لوحاته البسيطة آنذاك وكان معظمها يجسد الطبيعة وفن البروتريه بتقنيات مختلفة.
وبعد العشرين من عمره التحق محفوض بكلية الفنون الجميلة ليصقل موهبته بما درسه سابقا في الثانوية الصناعية فأصبح ملما بالنحت والحديد والألوان الزيتية والتعتيم الداخلي والرسم بالحبر الصيني والمائي.
ولفت إلى أنه صادف خلال تدريسه لمادة الفنون الجميلة في المدارس بالإمارات الكثير من الطلبة السوريين الوافدين والذين تميزوا عن أقرانهم بحب الإلمام والإبداع فقدم لهم تجربته وساعدهم وأطلق العنان لمواهبهم.
وحول أعماله في هذا المعرض وما يميزها يشرح محفوض أن أعماله لا تنتمي إلى مدرسة فنية معينة وإنما إلى جميع المدارس التشكيلية بما فيها المدرسة التنقيطية التي ظهرت في عصر النهضة وتلاشت بعده لافتا إلى أنه عمل أكثر من مئة وخمسين لوحة فنية بتنقيط اللونين الأبيض والأسود والتي لاقت إعجاب الجمهور.
وحول الموضوعات التي يجسدها في أعماله أشار إلى أن المرأة بمختلف صورها العاشقة والمتأملة والحامل المجددة للحياة تستحوذ على معظم أعماله في المعرض الذي حمل اسم (حديث الروح) فيما اعتمد في الأعمال الأخرى على موضوع العين بمختلف أشكالها وألوانها وانعكاساتها البصرية لأنها تشكل مرآة الروح وهي المعبر الصادق عما يجول في النفس من مشاعر فرح أو حزن وغيرها.
ووجه محفوض رسالة إلى كل الفنانين التشكيليين قائلا: “نحن نتعاطى باللون الذي هو أجمل ما في الطبيعة فدعونا نكمل بعضنا بالألوان فلا ضغينة ولا أنانية ولنكن كلنا لوحة فنية كما أن الفنان سواء كان عازفا أو فنانا تشكيليا أو ممثلا فهو جواز سفر سوري لكل أنحاء العالم”.
يذكر أن محفوض أقام عشرات المعارض الفنية الفردية والجماعية في سورية وخارجها وحصد على العديد من المراكز الأولى فيها.
حنان سويد