بكين-سانا
اكد يانغ جيتشي عضو المكتب السياسي للجنة المركزية مدير المكتب للجنة الشؤون الخارجية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني أن العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة مهمة للاستقرار الدولي الأمر الذي يتطلب من الجانبين التعامل بشكل صحيح مع بعضهما رغم الاختلافات موضحاً أن المجتمع الدولي يدرك أن الإدارة الأمريكية هي من أشعلت فتيل النزاع بشكل أحادي الجانب مع الصين.
وقال يانغ في مقالة نشرتها وكالة شينخوا: “إنه في الفترة الأخيرة طرح بعض الساسة الأمريكيين مختلف النظريات السخيفة واحدة تلو الأخرى وشنوا هجوماً على الحزب الشيوعي الصيني والنظام السياسي الصيني بنية خبيثة وقاموا عمداً بتحريف تاريخ العلاقات الصينية الأمريكية على مدى 50 عاماً حتى حاولوا إنكارها بشكل كامل كما حاولوا خداع الشعب الأمريكي وتضليل الرأي العام الدولي بالأكاذيب”.
وأشار يانغ إلى أن المجتمع الدولي يدرك أن الإدارة الأمريكية هي التي أشعلت فتيل النزاع بشكل أحادي الجانب، واتخذت سلسلة من الأقوال والأفعال الخاطئة التي تشكل تدخلا في الشؤون الداخلية الصينية وتضر بالمصالح الصينية وتلقي بظلال ثقيلة على العلاقات الثنائية وذلك أدى إلى مشهد معقد وخطير للغاية لا مثيل له في العلاقات الثنائية منذ تبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين وقال: “ورداً على هذه الخطوات أوضحت الحكومة الصينية موقفها بشكل شامل واتخذت خطوات حازمة للحفاظ على سيادة الصين وأمنها القومي ومصالحها التنموية وصيانة استقرار العلاقات الصينية الأمريكية بعزيمة لا تتزعزع”.
وأضاف المسؤول الصيني: “إن التطور السليم والمستقر للعلاقات الصينية الأمريكية أمر يتعلق بمصير البلدين والعالم حاضراً ومستقبلاً ويتفق مع التطلعات المشتركة للشعبين وشعوب العالم ولن نسمح للقلة القليلة من الساسة الأمريكيين بجر العلاقات الثنائية إلى الهاوية لخدمة مصالحهم الأنانية” لافتا إلى أن الشعبين الصيني والأمريكي يتمتعان بتاريخ طويل من التواصل الودي.
وبين يانغ أن الصين الجديدة أقامت بعد تأسيسها العلاقات الدبلوماسية مع دول عديدة في العالم على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة والاحترام المتبادل للسيادة وسلامة الأراضي وقال: “منذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح وتحت قيادة الحزب الشيوع الصيني أحرز الشعب الصيني باجتهاده وحكمته إنجازات تنموية كبيرة وخلال هذه العملية استفادت الصين من تواصلها وتعاونها مع دول العالم لتحقيق التنمية السريعة وفي الوقت نفسه، وفرت الصين قوة دافعة مستمرة وفرصة مهمة لتنمية البلدان الأخرى بما فيها الولايات المتحدة”.
واستعرض يانغ تاريخ العلاقات الصينية الأمريكية وقال: “بالطبع لم تكن مسيرة تطور العلاقات الصينية الأمريكية مفروشة بالورود طوال السنوات الـ41 الماضية وكانت هناك تقلبات وتعرجات خطيرة في هذه المسيرة غير أن الصين والولايات المتحدة استطاعتا السيطرة على النزاعات والخلافات والتعامل مع القضايا الحساسة بشكل ملائم انطلاقا من المنظور التاريخي والمصلحة العامة ما حافظ على زخم التطور السليم للعلاقات الصينية الأمريكية وقد أثبتت الحقائق أنه لا توجد عقبة مستحيل تجاوزها بالنسبة للصين والولايات المتحدة وأهم شيء هو التحلي بالنية الصادقة لتبادل الاحترام والمساواة والسعي إلى الأرضية المشتركة مع ترك الخلافات جانبا وتحمل المسؤولية تجاه التاريخ والشعب”.
وأشار المسؤول الصيني إلى أن بلاده قدمت مساهمات مهمة في صيانة السلام والاستقرار في العالم وتعزيز التنمية المشتركة لكافة البلدان موضحاً أن “بعض الساسة الأمريكيين المتعجرفين والجاهلين ينتهكون ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية، ويتدخلون في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بصورة فظة وتعسفية.. وإن المحاولات الأمريكية التي تهدف إلى تشويه النظام السياسي الصيني والإيقاع بين الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني ستبوء بالفشل حتما .. وكلما كثف الساسة الأمريكيون محاولاتهم لقطع الارتباط القوي بين الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني أثاروا سخط الشعب الصيني وزادوا عزمه على الكفاح والتقدم تحت القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني”.
وشدد يانغ على أن الصين ليس لديها أي رغبة في التدخل في الشؤون الداخلية الأمريكية وبالمقابل يجب على الجانب الأمريكي احترام اختيار الصين لطريقها التنموي والحقوق المشروعة للشعب الصيني وقال: “إن الموقف الصيني من تطوير العلاقات الصينية الأمريكية ثابت ودائم ويتسم بدرجة عالية من الاستقرار والاستمرارية ونعمل دائماً على تطوير العلاقات الصينية الأمريكية القائمة على عدم التصادم وعدم المجابهة والاحترام المتبادل والتعاون والكسب المشترك وفي الوقت نفسه ندافع بكل حزم عن سيادة بلادنا وأمنها ومصالحها التنموية وإن الهدف الجذري للصين هو رفع مستوى معيشة الشعب الصيني وتقديم مساهمات أكبر في السلام والاستقرار والتنمية والازدهار إقليمياً وعالمياً”.
ودعا المسؤول الصيني الولايات المتحدة إلى الحوار البناء مع الصين وبذل الجهود المشتركة لدفع العلاقات الصينية الأمريكية القائمة على التنسيق والتعاون والاستقرار بما يعيد العلاقات الثنائية إلى مسارها الصحيح وإدارة الخلافات والسيطرة عليها تجنباً لسوء الحكم الاستراتيجي وقال: “لا بد للجانب الأمريكي من نبذ عقلية الحرب الباردة واللعبة الصفرية والتصرفات الخاطئة الأخرى.. نأمل من الجانب الأمريكي تعزيز التنسيق مع الصين وتهيئة ظروف مواتية لتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاقية التجارية بين البلدين ووقف التنمر على الشركات الصينية وتوفير بيئة عادلة ومنفتحة وغير تمييزية لاستثمار وأعمال الشركات الصينية”.
وتابع.. “يجب على الجانبين مواصلة التنسيق والتعاون في شبه الجزيرة الكورية وأفغانستان والشرق الأوسط والأمن السيبراني وتغير المناخ والصحة العامة وغيرها من القضايا الدولية والإقليمية، بما يأتي بفوائد أكثر على الشعبين وشعوب العالم من التعاون بين الصين والولايات والمتحدة والدول الأخرى”.
وأكد المسؤول الصيني أن الحفاظ على استقرار العلاقات الصينية الأمريكية يتفق مع رغبة الشعب ويتماشى مع الاتجاه العام داعيا صانعي القرار في الولايات المتحدة إلى احترام الحقائق التاريخية والإصغاء إلى دعوات دول العالم وتصحيح الأخطاء وتغيير النهج المتبع وبذل جهود مشتركة مع الجانب الصيني لإدارة الخلافات والسيطرة عليها على أساس مبدأ الاحترام المتبادل وتوسيع التعاون على أساس المنفعة المتبادلة والعمل سوياً على إعادة العلاقات الصينية الأمريكية إلى مسار التطور السليم والمستقر.
ودعا يانغ المجتمع الدولي إلى تعزيز التعاون لمواجهة جائحة فيروس كورونا اذ لا يمكن الانتصار على الجائحة إلا بتضافر الجهود وقال: “على الساسة الأمريكيين الوقف الفوري لتسييس الجائحة ووضع علامة جغرافية على الفيروس، ووقف تحميل الجانب الصيني المسؤولية، بل ويجب عليهم تحمل المسؤولية تجاه شعبهم والوفاء بالتزاماتهم الدولية المطلوبة كدولة كبرى، والعمل مع المجتمع الدولي على تعزيز التعاون العالمي في مكافحة الجائحة وإنقاذ أرواح البشرية”.