حماة-سانا
الشاعر والباحث والموسيقي والكاتب والمخرج المسرحي مصطفى الصمودي نذر حياته كلها للثقافة وانطلق من دراسته للأدب العربي لتشمل الشعر والمسرح والموسيقا والبحوث والدراسات ونهل الثقافة من صغره ونشر العديد من الكتب في أكثر من جنس أدبي على صعيد الدراسات والبحوث والشعر والمسرح.
واعتبر الصمودي في حديث لـ سانا الثقافية أن المسرح للأسف موجود في آخر سلم الأجناس الأدبية رغم أنه أبو الفنون مشيرا إلى ضرورة أن تدخل مادة المسرح في المناهج الدراسية لفتح عقول الأطفال عن ماهية المسرح حتى يعشقوه.
وبين الصمودي أنه عندما تتم تنشئة جمهور على تلقي المسرح فإننا نعده ليكتب المسرح مشيرا إلى أنه عاصر المسرح بتوجهاته الثلاثة التمثيل والإخراج والتأليف وحاول دائما في التمثيل أن يهيمن على الممثل الذي يقف أمامه لأنه يؤمن بالصمت الناطق وهو أن ترتسم ملامح المشهد بينه وبين الممثل الآخر على وجهه ليفهمها الصغير والكبير لا أن يبقى الممثل كالخشبة الناطقة يسرد الجملة ويمضي.
أما عن آخر مسرحية أخرجها الصمودي كما يوضح فكانت من تأليف الكاتب الانكليزي كريستوفر مارلو واسمها يهود مالطا أدى فيها دور التاجر اليهودي بارباس في حين كانت مسرحية بين الصمت والصوت آخر ما كتبه للمسرح والتي استشرف فيها كل ما يحدث في هذه المرحلة لأن على المؤلف أن يغمض عينيه وينظر بعين قلبه لافتا إلى أنه تأثر بكل نص مسرحي جيد سواء أكان مؤلفا مشهورا أم مغمورا.
أما عن تقييمه لوضع المسرح في المحافظة فرأى أن المسرح حاليا في حماة كباقي المسارح في سورية تتنفس في السبات الشتوي من خلال خلق جو مسرحي عبر المهرجانات التي تقام.
وعن علاقته بالشعر أوضح صاحب ديوان شموع الذكريات أنه يستفيد من الشعر في الكثير من الأمور وأنه لا ينقطع عنه أبدا لافتا إلى أن شعره متنوع بين الخليلي والتفعيلة والنثر الحديث وغالبا ما تبدأ أشعاره بالرموز وتنتهي بالإبهام مشيرا إلى أنه لا يزال يكتب الشعر الخليلي حتى الآن وقصيدة التفعيلة والقصيدة الموسيقية ولديه عدة أنواع استهدف بها سويات الناس المختلفة لأن الموضوع هو من يفرض نفسه عليه.
ورأى الصمودي أن الشعر عمل فردي على صعيد التأليف والأداء ويرتد على الشاعر وحده نتيجة ما كتب أو ما ألقى سلبا أو إيجابا أما المسرح فهو عمل جماعي بكل ما تحويه الكلمة من معنى فيه المؤلف والمخرج والممثلون واللغات السمعية والبصرية لذا فإن تعثر فريق ما فلا بد أن يؤثر على الفريق الآخر المشارك معه في العمل ولهذا السبب كان الشعر أسبق إليه من المسرح الذي كان دخوله إليه عن طريق المصادفة بعد انتسابه إلى نادي الفارابي بحماة لتعلم الموسيقا.
ويؤكد صاحب ديوان من عليها السلام التي عنى بها بلده التي عشقها أن الوطن ليس قطعة أرض وإنما أهل ومجتمع يعيش الناس بها متشاركين الآلام والآمال والتاريخ فيقول فيه..
قمران يشجيني هديلهما وصداهما الريان في أذني
نهران من عطر ومن رهج صبحان يا أهلي ويا سكني
يا أنتما روحي فدا لكما الشمس تحرق نفسها لمن
لو قيل حلم الأرض في بلد لأحببت سحر الله في وطن
يذكر أن مصطفى الصمودي ولد في حماة عام 1946 وتابع دراسته الجامعية في جامعة دمشق.. يكتب الشعر العمودي والحديث والعامي.. يعزف على جميع الآلات الوترية ومؤلفاته تجاوزت 30 كتابا منها دواوين شعرية شموع الذكريات والانشطار وصاحبة الثوب الأخضر ومسرحيات شعرية مثل أغنية البحر وألوان وضباب والمتوازيان والملك والوزير ومارا وحصل على العديد من الجوائز في الشعر والمسرح على مستوى المحافظة وسورية.
تقرير عيسى حمود وسهاد حسن