الشريط الإخباري

شباب تحدوا إعاقاتهم ليعبروا بوابة الحياة الجديدة بنيلهم الشهادة الثانوية بتفوق

حمص-سانا

شباب تحدوا إعاقاتهم ليصوغوا قصص نجاح لافتة من خلال تفوقهم في شهادة الثانوية العامة بما يمكنهم من واقع فارق على مختلف المستويات التعليمية والتربوية والانسانية وخاصة أن العديد منهم تمكن من التفوق على أقرانه الأصحاء موثقين لنماذج يقتدى بها علميا ومهاراتيا ونفسيا عناوينها الإرادة والعمل والأمل ولا شيء غير ذلك.

رصاصة قناص إرهابي خلال سنوات الحرب حرمت الشابة مرح بديع قزق من القدرة الكاملة على المشي والحركة منذ سنوات الطفولة لكنها لم تستطع حرمانها من الثقة بالنفس والإيمان بقدراتها الداخلية حيث صممت على متابعة تحصيلها العلمي لإثبات ذاتها وممارسة دور إيجابي بالمجتمع وخاصة انه قد سبق لها التفوق بنيلها المرتبة الخامسة على القطر في شهادة التعليم الاساسي والمرتبة الاولى على المحافظة.

وبينت قزق أنها تمكنت هذا العام بفضل دعم اسرتها المتواصل لها وتكثيف قدراتها الدراسية من النجاح في الشهادة الثانوية الفرع العلمي بتفوق محققة أعلى مجموع بين المتقدمين من ذوي الاعاقة بحمص حيث حصلت على علامة 2719 من أصل 2900 مؤكدة أنها تطمح لرفع درجاتها خلال الدورة التكميلية وتحقيق رغبتها بدراسة الصيدلة كونها الانسب لوضعها كشابة تستخدم الكرسي المتحرك.

ودعت الشابة مرح الشباب المقبل على خوض امتحانات الشهادات العامة الى التحلي بالقوة والمثابرة وتنظيم الوقت لتحقيق افضل النتائج والتغلب على التحديات المختلفة مؤكدة ان الارادة كفيلة بصنع المعجزات.

أما الجريح باسل غازي خضر فاشار إلى أن إصابته افقدته البصر بنسبة عالية ليمسي شبه كفيف لكن ذلك لم يمنعه من مواصلة تحقيق حلمه بنيل الثانوية العامة لدخول كلية الموسيقا كما يأمل نظرا لميله الكبير للعزف على العود وتعلم اصوله ومقاماته الموسيقية.

وقال: بذلت جهدا مضاعفا في تحصيلي العلمي وكنت ادرس لساعات طويلة بمساعدة اهلي حتى تمكنت من النجاح في الثانوية العامة بمعدل جيد سيكون عونا لي في الولوج إلى فضاءات الموسيقا الرحبة لاعيش هناك حالة من التأمل والصفاء والراحة بعد تعب كبير بذلته في معركة الحياة.

بدورها أبت الشابة راما البواب أن تتوقف حياتها عند وضعها الصحي المتردي بسبب إصابتها بمتلازمة “توريت” كنوع من أنواع اضطرابات الحركة التي تشمل التشنجات اللاإرادية العابرة أو الحركات المتكررة المزمنة حيث تغلبت سريعا على حالة الاكتئاب التي مرت بها بسبب ما تسببت بها حركاتها اللاإرادية من تمزق لصفحات كتبها فعادت كما تقول لتلصقها بكثير من الأمل والتحدي مصممة على مواصلة تحصيلها العلمي.

وأضافت: قررت عدم الاستسلام وتحدي الذات والظروف الصعبة التي اعيشها فكثفت ساعات الدراسة على مدى عام كامل يدفعني طموحي باكمال دراستي في مجال العلوم الصحية او كلية التربية قسم الارشاد النفسي لأنال مجموع 2347 من أصل 2900.

هذا المجموع هو بوابة العبور نحو حياة جديدة كما وصفتها راما مؤكدة أن فشل الإنسان يكمن في ضعفه ويأسه واستسلامه أما التحدي الأكبر فهو التمسك بالأمل ومواجهة الصعاب لنكون حسب قولها جديرين بالحياة وبالحضور الفاعل في شتى ميادين العلم والفكر.

تمام الحسن