مسقط-سانا
أكدت صحيفة الوطن العمانية أن المؤامرة التي تتعرض لها سورية مكتملة الأركان وتستهدف كل ما يمت لسورية بصلة هويةً وحضارةً وتاريخا وآثارا وتراثا وشعبا وفكرا وثقافة وانسجاما وبنى أساسية ومؤسسات عسكرية وأمنية.
ونددت الصحيفة في مقالها الافتتاحي اليوم بالعملاء الذين انساقوا في هذه المؤامرة وركبوا موجتها وقالت إن “من وافق على أن يعمل خادما لصهيوني وغربي مستعمِر وعلى أن يزهق روحا بريئة مقابل وريقات خضراء قذرة لن يتورع عن أن يدمر تراثا وينهب آثارا لصالح مشغليه وأسياده”.
ونبهت الصحيفة إلى أن الهدف من الإرهاب الذي ركبَ في جسم المؤامرة التي تستهدف سورية لم يكن فقط إبادة شعبها وتهجيرهم من مدنهم وقراهم وتدمير بنيتها التحتية ومؤسساتها المسؤولة عن حماية الدولة وإنما اغتيالها بكل ما تحمله من معنى سياسي واقتصادي واجتماعي وديني وتراثي وأمني تحت شعار زائف يحمل عنوان “الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان” وستار “دعم الشعب السوري حتى تحقيق تطلعاته”.
واعتبرت الصحيفة أن من ينظر اليوم إلى الحال التي وصلت إليها سورية والمآل الذي اختير بعناية فائقة للشعب السوري يكتشف زيف تلك الشعارات والأستار وأنها لم تكن سوى وسيلة لتحقيق أهداف المؤامرة.
وانتقدت الصحيفة العمانية التقرير الذي أصدره معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث أمس وتحدث عن آثار التدمير الوحشي الذي طال الآثار الحضارية في سورية ومدنها وقالت إن “ما يثير الأسى والألم والمرارة هو أنه في الوقت الذي ظلت فيه الأمم المتحدة طوال أربع سنوات تحصي ضحايا الإرهاب السوريين في تقارير استقت أرقامها من العصابات الإرهابية المسلحة والداعمين لها وتتهم الحكومة السورية بقتلهم خرج مؤخرا صوت المنظمة الدولية ناثرا مشاعر الحزن على الإرهاب الذي ظلت صامتة عنه أو غاضة الطرف عنه طوال السنوات الأربع والذي يستهدف التراث والحضارة في سورية”.
وتساءلت الصحيفة أليس من يتحمل مسؤولية هذا التدمير الإرهابي للحضارة والتراث والتاريخ و من قام بهذه الجريمة هم ذاتهم الذين قاموا بها في العراق وفي ليبيا ويقومون بها في فلسطين من نهب وتدمير وطمس لكل الآثار والمعالم الحضارية والتاريخية العربية.