دمشق-سانا
تضمنت فعاليات اليوم الثاني من مهرجان الادب والشعر التي اقيمت مساء اليوم في القاعة متعددة الاستعمالات في دار الأوبرا بدمشق قراءات لعدد من الشعراء الذين تنوعت قصائدهم بين الشطرين والتفعيلة والمحكي بمشاركة مجموعة من الشعراء السوريين .
وتباينت مواضيع القصائد بين الشعر الوطني والاجتماعي والغزلي والالتزام بحب دمشق اضافة الى استحضار ومحاكاة بعض الشعراء القدماء كما ارتقى مستوى أغلب القصائد بما احتوته من اسلوب فني وصور وبلاغة.
وألقى الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق قصيدة بعنوان / زؤام من صبا بردى دمشق/ عارضا فيها قصيدة الشاعر أحمد شوقي التي تغنى بها بدمشق والتزم بالبحر الوافر وروي القاف كما فعل احمد شوقي تماما حيث استمر بالمعاني التي بدأ بها شوقي قصيدته في حب الشام فقال.. امير الشعر معذرة فقلبي .. كنائحة ودم العين دفق بجلق فالفرنسيون قاموا .. بحرق ربوعها وهناك سبق واما الان فانظر ما دهاها .. بأيدي الخائنين يتم حرق كما القى الشاعر جمال ابو سمرة قصيدة بعنوان/ ومر عام على حزننا/ عكس فيها الخراب الذي خلفته الموءامرة على سورية محاولا ان يتمم قصيدته بمزيد من الدلالات مع موسيقا شعر التفعيلة كما قال.. ونظل نحن الكاملين بنقصنا .. حتى يظللنا السراب تجتاحنا الاخطاء كيما ترتوي .. بالدفء انفسنا ويشربنا العذاب وفي قصيدتها التي جاءت بعنوان /ارمها/ حاولت ان تقدم الشاعرة /زينة حسين/ تجربة عاطفية دون ان تلتزم بالموسيقا ومقومات الشعر فقالت.. ارمها .. واصخ سكونك للرياح ارمها .. وارفق بذات البين تعدو بالجناح .
ورأت الشاعرة سوزان الصعبي أن المرأة كحمام تحمل الهم وتحمي عشها وتبحث عن قوت اولادها ولا تحصد الا الشقاء بأسلوب نثري محاولة ان تغنيه ببعض الاستعارات والصور فقالت في قصيدتها /سوى ان نتحول/ .. كالحمام تبحث المرأة عن نتف الخبز .. التصقت بالفراش او سقطت سهوا على الوحل .. قرب الدار.
وجسد الشاعر /غدير اسماعيل/ في قصيدته /حلم/ الطموح ويمكن ان يصل الانسان الى ما يريد عندما يرى ان الحقيقة حلوة ويجب ان يجتهد للوصول اليها كقوله .. الحلم مرهون بحلم في يديك .. يعانق الاشياء كي يخلد الحقيقة .. حلوة في ناظريك .
أما الشاعر /يسار العلي / في قصيدته /قنطرة من عاج/ حلق فر رحاب الروح وزركشها بالصباح والزيزفون والجمال باسلوب رمزي يحتوي يعض الموسيقا دون ان يلتزم فيها بشكل كلي فقال.. احلم بقنطرة من عاج .. تشرف على مساحة الروح تباغتني ..تعكس نقاء الزيزفون على شرفة صباح اما الشاعرة فدوى المحمود القت قصيدة بعنوان/ في شريان القصيدة/ عبرت خلالها عن غزل رقيق عبر الاستعارات المكنية التي اخذتها من خلال التعامل اليومي في حياة الانسان وفق القصيدة النثرية فقالت.. في شريان القصيدة .. توقف نبض سقط الحرف ميتا .. على جسد السطر بعد ان سمع كلمات .. كانت سكينا لقوافي الحب .
وحاول الشاعر محمد رضا الرفاعي ان يقدم شعرا على البحر الخليلي الا انه جاء تقليديا وخطابيا باسلوب مباشر لا يتضمن الا الوزن والكلام العادي فقال في قصيدة /لولاك قلبي/.. لولاك قلبي بغير النبض ما خفق .. ولا تعلق من حوائي او عشق واتت الشاعرة /رولا حسن/ بقصيدتها النثرية التي جاءت بعنوان/نساء/ مليئة بالحزن والاشارة الى رقي المرأة وسمو شخصيتها فقالت.. مثلي متوجات بالماء.. مشغولات بتعب النهارات مثلي مأهولات بالغياب .. مثقلات بالوحشة أكثر ما نتقنه .. تقنية الحياة من الشتاء .
وفي قصيدة /حزن الفرات/ المحكية للدك تور /مزاح الكبع/ ارتقى مستوى الكلام العادي الى حالة الشعر وحمل في حروفه البوح والنغم والموسيقا حيث قال.. أنا نهر الفرات وشوفني اشلون مضى بيا العمر واستفحل الهم آلاف السنين وتدري هاي الروح ما مرها الكبر ظلت طفل يحلم عشت مية قرن صافي الطعم والون اشما جار الزمن ابدا فلا أهتم وتميزت قصائد اليوم الثاني من مهرجان الادب والشعر بمستواها الفني اذ اخذت شكلا شعريا حقيقا تجاوز معظم قصائد اليوم الاول التي تسرب فيها بعض القصائد العادية والكلام البسيط الذي لا يصل الى المستوى الادبي .
محمد الخضر -شذى حمود