دمشق-سانا
تكبر الأحلام فنصنع لها أرجلا لتتحول إلى حقيقة فهذه إرادة الحياة و هذه هي العزيمة السورية التي جسدتها جمعية نحنا الثقافية منذ انطلاقتها لتحاكي أحلام الشباب و تطلعاتهم فما كان الحلم ليتعدى أغنية تصدح فوق صوت الرصاص لكنه ما لبث أن تحول إلى مشروع تنموي حقيقي جسده شباب مبدع و طموح فرقته الأراء و الأفكار وجمعه الفن و الثقافة و حب الحياة و الوطن.
هذه باختصار هي قصة الفريق الشبابي الذي التأم لينهض بأحلامه فإذ به يخرج بتجمع مبدع لكوكبة من الشباب الهواة ممن يسعون بحسب بديع قضماني المسوءول الإعلامي في الجمعية إلى استثمار الثقافة والفن والتكنولوجيا الحديثة كأدوات فاعلة في عملية التنمية والحوار الإيجابي لما فيه مصلحة المجتمع السوري ككل وذلك من خلال التنسيق مع الجهات الرسمية والأهلية المعنية بهذه المجالات.
أما العوامل التي حفزت على انطلاق هذا التجمع الأهلي فقد تمثلت كما قال قضماني في جملة الظروف الصعبة التي تمر بها سورية و التي انعكست على روح الشباب مسببة الكثير من القلق والوجع فكانت الجمعية بما تخطط له من أنشطة بمثابة مساحة ثقافية تتبنى منظومة تجمع بين الثقافة والفن والتنمية الإبداعية وترمي إلى تطوير مهارات الأفراد ورفع كفاءاتهم وإبراز مواهبهم.
أما سبل تحقيق هذه المساعي فهي متعددة حسب رئيس الجمعية ومنها إقامة فعاليات نوعية وتأسيس فرق فنية تعمل على نشر حالة من الفرح والأمل عند الشباب إلى جانب هدفها الأساسي في تنشيط الحراك الفكري و تعزيز الحوار الحضاري المرتكز على الابداع بالدرجة الأولى ومن هنا كان تشكيل فرقة “خبز” المسرحية والتي تعتبر نقلة نوعية في نشاطات الجمعية التي تأسست قبل قرابة العامين.
وأضاف.. حرصنا على انتقاء اسم رمزي للفرقة ينطوي في معناه على عمق الصلات الإنسانية بين السوريين جميعا فوقع الاختيار على اسم “خبز” لما تمثله هذه المفردة من معاني العطاء والخير وتقاسم الحياة المشتركة بين السوريين.
ولفت المسؤول الإعلامي إلى أن فعاليات الفرقة التمهيدية جاءت عبر عدد من ورشات العمل التدريبية لمجموعة من المخرجين الشباب بهدف إعدادهم وتأهيلهم مسرحيا قبل أن يجسدوا أحلامهم المتناغمة مع أفكارهم على الخشبة وبالفعل انهمر غيث هذه الأحلام عبر عمل جريء انطلقت اسكيتشاته من رحم الحياة اليومية للمواطن السوري وحمل عنوان “تحت جسر الثورة”للمخرج الشاب راني أبو عيسى.
وذكر.. أن نص العمل الذي كتبه الشاب المبدع غياث سلطان جاء معبرا عن هموم السوريين ومشاكلهم مبينا أنه تحت ذلك الجسر يجتمع الغني بالفقير والكبير بالصغير والمثقف بالأمي فيمرون من فوقه أو من تحته قبل أن يرحلوا أما الجسر فيبقى في مكانه وفي هذا رمزية عميقة للبلد الذي سيبقى مهما مر عليه من محن و صعاب.
ولم تكتف الجمعية بهذا الإنجاز الفني بل تجاوزته إلى فرقة “نبض” الموسيقية التي أطلقت لاحقا و تتألف من 30 عازفا و مغنيا من الشباب الهواة الذين جمعتهم المساحة الثقافية نفسها على اختلاف أفكارهم و آرائهم حيث أشار قضماني إلى أن أول أعمال الفرقة جاء عبر أغنية “تحيا سورية” التي شكلت انطلاقة حقيقية لهؤلاء المبدعين و تعبيرا مشتركا بين مختلف السوريين عن رغبتهم بتعزيز إرادة الحياة .
وأضاف .. بعد ذلك سجلت الفرقة حضورها الراسخ من خلال مجموعة أخرى من الأغنيات الخاصة التي انتجها الشباب على مستوى الكلمة و اللحن و منها “أرز وياسمين” و”سايكس بيكو” و” دمعة سورية” و” زواج مدني” و” بحبك سورية”.
واختتم بالإشارة إلى أن قسم النشاطات والمعارض في الجمعية يعمل على إقامة العديد من الأنشطة الفنية و منها معارض الرسم والنحت والتصوير الضوئي بالإضافة إلى أنشطة الصالون الثقافي والنادي السينمائي موضحا أن أحدث الفعاليات كانت معرضا للرسم ضم 36 فنانا وفنانة في غاليري مصطفى علي في دمشق القديمة وحمل عنوان “شظايا وزوايا” بالإضافة إلى تنفيذ ورشة تصوير فوتوغرافي مع الفنان حسين صوفان بمشاركة 54 شابا وشابة استمرت لشهرين.
ربى شدود