دمشق-سانا
يعكس مصطلح التعلم البصري الذي ظهر في الآونة الأخيرة في أوساط الشباب نمطا جديدا من أنماط التعلم الذي يوفر قدرة عالية على تذكر المعلومات والخروج بأفكار خلاقة إلى جانب الاحتفاظ بالعديد من المعارف الحياتية لوقت أطول من المعتاد وتترجم تقنية الخرائط الذهنية هذا المصطلح على نحو دقيق إذ تعتبر أحد أفضل الأدوات التعليمية الحديثة التي تساعد على دعم استخدام التعلم البصري وبالتالي تيسير عملية الدراسة والتعلم و استنباط الأفكار الجديدة.
وحول هذه التقنية أوضحت رهف تسابحجي خبيرة التنمية البشرية في حديث لنشرة سانا الشبابية أن الخرائط الذهنية هي إحدى استراتيجيات التعليم النشط ومن الأدوات الفاعلة في تقوية الذاكرة وتوليد أفكار إبداعية غير مألوفة لدى الشباب إذ أنها تعمل وفق الخطوات نفسها التي يتبعها العقل البشري الأمر الذي يساعد على تنشيط واستخدام شقي المخ وترتيب المعلومات بطريقة تمكن الذهن من قراءة واستعادة المعلومات عند الحاجة بقدر عال من السرعة .
فالخريطة الذهنية حسب وصفها هي تقنية رسومية لتمثيل الأفكار والملاحظات وهي خرائط تعتمد على استخدام الرموز والألوان لتحديد فكرة محددة و ما يتصل بها من أفكار فرعية حيث تبدأ الخريطة التي تعتمد على تسلسل الأفكار من نقطة مركزية معينة تسمح بتدفق الأفكار بعد ذلك انطلاقا منها ويمكن استخدامها في مختلف مجالات الحياة لتحسين التعلم والتفكير بالاعتماد على الذاكرة البصرية ضمن رسم توضيحي سهل المراجعة والتذكر وفق طريقة وقواعد ومعلومات ميسرة.
أما أصول هذه الآلية الذهنية فتعود كما بينت تسابحجي إلى الخمسينيات من القرن المنصرم عندما اكتشف البرفيسور روجرز مسبيرلا أن القشرة المخية تقسم المهام إلى فئتين منها مهام الشق الأيمن وتتمثل في الإيقاع والحركة والتخيل والأحلام والألوان والأبعاد والرسم والرياضة إلى جانب مهام الشق الأيسر مجسدة في المنطق والأعداد والتسلسل والقوائم والتحليل والكلمات والتكرار فإذا ما ركز الشباب بشكل عام على شق واحد من المخ متجاهلا الشق الآخر فإن هذا الأمر سيحد بالضرورة من قدراته العقلية على نحو كبير.
وتعتبر هذه الخرائط كما تؤكد خبيرة التنمية البشرية “أفضل أداة استذكار تم ابتكارها حتى اليوم فهي من الوسائل التي تساعد على تسريع التعلم واكتشاف المعرفة بصورة أسرع من خلال استخدام مخطط يوضح المفهوم الأساسي والأفكار الرئيسية والفرعية بالإضافة إلى ما تتميز به من قدرة عالية على ترتيب الأفكار وسرعة التعلم واسترجاع المعلومات” لافتة إلى أنه تم تداول الفكرة الأساسية للخرائط الذهنية لمدة طويلة لكن تطبيقها الفعلي جاء في العام 1974 من خلال نشر كتاب للخبير توني بوزان بعنوان”يوز يور هيد”.
وتابعت خبيرة التنمية .. يمكن القول إن هذه الخرائط تعتمد بشكل أساسي على الصور أكثر منها على المعلومات و من المعروف أن الصور تساعد على التركيز وتوليد الأفكار فكل صورة تساوي ألف كلمة و لذلك من الضروري للشباب واليافعين على مقاعد الدراسة بالدرجة الأولى استخدام الصور في تدوين المحاضرات يؤكد على ذلك أن الإنسان لدى لجوئه إلى يتذكر أحد الأشخاص فإنه يتذكر صورة الشخص أولا و لذلك فإن أكثر من 80 بالمئة من عملية التذكر هو تذكر صوري”.
وعن أهمية استخدام الألوان والصور خلال عملية التفكير والدراسة أشارت تسابحجي إلى أن معظمنا يستخدم اللونين الشائعين الأسود والأزرق وهذا الأمر شائع على مستوى العالم فاستخدام اللون الواحد يسبب الملل لأنه حسب المختصين في هذا المجال فإن العقل يفكر بشكل إشعاعي يتناغم مع تعدد الألوان و لذلك فإن طريقة التعليم والدراسة التي تتجاهل تقنية الخرائط الذهنية هي طريقة خاطئة.
واختتمت الخبيرة حديثها بالتأكيد على أن الخارطة الذهنية هي إحدى أدوات التركيز التي تجعل الشباب يتذكر ما درسه و تلقاه من معلومات على المدى البعيد لافتة إلى أنه ومن خلال الخارطة الذهنية التي تمكن من استخدام نصفي الدماغ معا سيتمكن الطالب تحديدا من مراجعة دروسه بطريقة أسهل قبل الامتحان كما أنها تساعد الشباب على توليد أفكار إبداعية بصورة أسرع من المعتاد.
لمى الخليل