لندن-سانا
بعد نجاحه في اختراق المناطق التي ينتشر فيها تنظيم “داعش” الإرهابي وتمكنه من التغلغل بين صفوف الإرهابيين التابعين له أطلق الصحفي الألماني “يورجين تودينهوفر” تحذيرات جديدة من خطورة التنظيم المذكور مؤكدا ان “الحقيقة على الأرض تختلف تماما عما تدركه الدول الغربية” نظرا لتزايد أعداد الإرهابيين الذين يصلون بشكل يومي من مناطق مختلفة حول العالم إلى سورية والعراق من أجل الانضمام إلى التنظيم.
وذكرت صحيفة الاندبندنت البريطانية في تقرير أعده “ادم وايتهول” ان الصحفي الألماني المعروف “تودينهوفر” البالغ من العمر 74 عاما أمضى عشرة أيام في المناطق التي ينتشر بها تنظيم “داعش” الإرهابي بعد مروره عبر تركيا إلى مدينة الموصل في العراق.
ولفتت الصحيفة إلى ان “تودينهوفر” الذي نجح في العودة إلى بلاده أجرى مقابلة مع موقع “دير تي زي” الألماني وكشف انه أقام في الفندق ذاته الذي أقام فيه الصحفي الأمريكي “جيمس فولي” قبل أن يقطع رأسه في آب الماضي على يد أحد إرهابيي تنظيم “داعش”.
وأوضحت الصحيفة ان “تودينهوفر” تحدث خلال المقابلة عن حالة الذعر التي عاش بها خوفا من أن يكون مصيره مشابها لمصير “فولي” في حال قرر إرهابيو ” داعش” التخلص منه كما انه حذر من “خطورة” التنظيم الإرهابي المذكور قائلا ان “قوته تفوق تصور الغرب وكل يوم يتدفق مئات المقاتلين من أنحاء العالم من أجل الانضمام إليه”.
وأشارت الصحيفة إلى ان “تودينهوفر” زعم انه تمكن من التحرك بين إرهابيي تنظيم “داعش” ومراقبة طريقة عيشهم وما لديهم من معدات وأسلحة وأظهرت صور نشرها على صفحته الخاصة على موقع فيسبوك أسلحة ألمانية رشاشة من طراز “هيكلر آند كوخ ام جي” يمتلكها الإرهابيون وعلق على هذه الصور بقوله “ان هذه الرشاشات ألمانية الصنع يمكن أن توجه نحونا”.
وكان تقرير لمجلس الأمن الدولي كشف في تشرين الأول الماضي عن تدفق أعداد كبيرة غير مسبوقة من الإرهابيين الأجانب للانخراط في تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق قادمين من أكثر من 80 دولة حول العالم.
وأوضح التقرير ان أكثر من 15 ألف شخص غادروا إلى سورية والعراق للانضمام إلى صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية والمجموعات التطرفة في هذين البلدين.
أما بالنسبة لعدد الإرهابيين الألمان الذين انضموا إلى تنظيم “داعش” فانه يقدر بنحو 550 شخصا وذلك وفقا لما أعلنه وزير الداخلية الألماني “توماس دو ميزيير” الشهر الماضي.
من جهة ثانية سلطت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية الضوء على أرملة بريطانية تبلغ من العمر 18 عاما تروج لتنظيم “داعش” الإرهابي من خلال نشرها لصورة صبي صغير يمسك مسدسا لعبة أمام راية سوداء وقولها في تعليق على هذه الصورة “الجيل القادم”.
وأوضحت الصحيفة أن المراة البريطانية التي نشرت صورة الطفل البالغ من العمر 4 سنوات ليست أمه الحقيقية ويبدو انه ابن امرأة بريطانية تدعى “خديجة داري” وهي من جنوب لندن ومتزوجة بإرهابي سويدي يدعى “أبو بكر” ويعيشان في شمال سورية.
وأشارت الصحيفة إلى أن “المتطرفات” البريطانيات أقدمن على الزواج بإرهابيي تنظيم “داعش” بعد أن قدمت لهن حوافز نقدية وطلب منهن السفر إلى سورية للزواج بالإرهابيين وأعمارهن لا تتجاوز الـ17 عاما.
وفي السياق ذاته تحدثت صحيفة ديلي ميل عن البريطانية المدعوة “سالي جونز” وهي عضوة سابقة في إحدى الفرق الموسيقية البريطانية التي التحقت مع أحد أبنائها البالغ من العمر عشرة أعوام بتنظيم “داعش” الإرهابي في سورية بعدما حصلت على وعود من قبل التنظيم بضمان عيشهما بسعادة عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
وأوضحت الصحيفة أن “جونز” البالغة من العمر 45 عاما كانت عاطلة عن العمل وتعيش في مدينة “تشاثام” البريطانية وتحصل على مساعدات حكومية وقامت بتغيير اسمها بعد التحاقها بتنظيم “داعش” الإرهابي ليكون “سكينة حسين”.
ولفتت الصحيفة إلى ان “جونز” تلقت كل الأموال اللازمة للسفر من قبل إحدى الجهات الخاصة بنقل الفتيات والمراهقات من أجل الزواج من الإرهابيين في صفوف تنظيم “داعش”.
واستمرارا للتقارير المتزايدة حول فضائح ممارسات التنظيمات الإرهابية في سورية وإقدامها على استقطاب أعداد كبيرة من الأوروبيين والأوروبيات للانضمام إليها وخاصة الأوروبيات للقيام بما سمى “جهاد النكاح” أشارت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية إلى أن منطقة شرق لندن بالتحديد تعد بؤرة لجماعات منظمة من الرجال والنساء لتجنيد الشباب من المتواطئين مع تنظيم “داعش” الغرهابي ومساعدتهم على التسلل إلى سورية.
وأكدت الصحيفة قيام التنظيم الإرهابي باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي عبر شبكة الانترنت لجذب الفتيات من بريطانيا للزواج من الإرهابيين في سورية لافتة إلى أن هناك أعدادا متزايدة من المراهقات البريطانيات تبلغ أعمارهن نحو 14 عاما تتم مساعدتهن للزواج من إرهابيي التنظيم في سورية.