الشريط الإخباري

جائحة كورونا تعيد الجدل حول إمكانية انتقال الجراثيم والفيروسات عبر الهواء

واشنطن-سانا

أعادت جائحة فيروس كورونا المستجد إلى السطح خلافا قديما بين خبراء الطب حول طريقة انتقال الأمراض وهو خلاف يرجع لما يقرب من قرن من الزمان منذ نشأة نظرية الجراثيم.

وأقرت منظمة الصحة العالمية في جنيف الأسبوع الماضي بأن فيروس كورونا المستجد يمكن أن ينتشر من خلال قطيرات بالغة الصغر يحملها الهواء في خطوة ألقت الضوء على آراء أكثر من 200 خبير في علم الهباء الجوي شكوا علنا من أن المنظمة التابعة للأمم المتحدة لم تحذر الناس من هذا الخطر.

غير أن منظمة الصحة ما زالت تصر على أنه يتعين وجود دليل أكثر حسما على أن فيروس كورونا الذي يسبب المرض التنفسي كوفيد19 يمكن أن ينتقل عن طريق الهواء وهو أمر من شأنه أن يضع هذا الفيروس على قدم المساواة مع الحصبة والسل ويتطلب تدابير أشد لاحتواء انتشاره.

وطالبت الوثيقة الإرشادية الأخيرة التي أصدرتها المنظمة يوم الخميس الماضي بإجراء المزيد من البحوث حول انتقال فيروس كورونا عبر الهواء والذي قالت إنه لم يتم إثباته.

في مقابل ذلك قال خوسيه خيمينيث الكيميائي بجامعة كولورادو الذي شارك في التوقيع على رسالة علنية تحث المنظمة على تغيير إرشاداتها إن بطء تحرك منظمة الصحة العالمية بشأن هذه المسألة يبطئء للأسف وتيرة السيطرة على هذا الوباء.

واعتبر خيمينيث وخبراء آخرون في مجال انتقال العدوى عبر الهباء الجوي أن منظمة الصحة تتمسك بشدة بفكرة أن الجراثيم تنتشر بشكل أساسي من خلال الاختلاط بشخص مصاب أو بشيء ملوث… وتلك الفكرة هي إحدى ركائز الطب الحديث وهي ترفض صراحة نظرية انتقال الأمراض عبر الهواء الفاسد والتي نشأت في العصور الوسطى وتفترض أن الأبخرة السامة كريهة الرائحة التي تتكون من مادة متعفنة تسبب أمراضا مثل الكوليرا والطاعون.

وأوضح الموقعون على الرسالة أن الدليل الذي تطلبه المنظمة يمكن أن يشمل إجراء دراسات عن حيوانات مختبرية تصاب بالمرض بسبب تعرضها للفيروس في الهواء أو دراسات تظهر جسيمات للفيروس قابلة للحياة في عينات الهواء وهو مستوى من الإثبات غير مطلوب لأنماط أخرى لانتقال المرض مثل ملامسة الأسطح الملوثة.

من جهته قال الدكتور جون كونلي خبير الأمراض المعدية في جامعة كالجاري وهو ضمن مجموعة خبراء منظمة الصحة العالمية الذين يقدمون المشورة بشأن الإرشادات المعنية بفيروس كورونا إن الدراسات لم تظهر حتى الآن جزيئات فيروسية قابلة للحياة تطوف في الهواء.

ويؤكد كونلي وآخرون أنه إذا كان الفيروس ينتقل حقا عبر الهواء مثل الحصبة لكان عدد الإصابات أكبر بكثير.

من جانبها قالت مارغريت هاريس المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية إنه من الممكن تماما أن يكون الهباء الجوي عاملا في بعض الأحداث واسعة الانتشار كتلك التي ينقل فيها شخص مصاب العدوى لكثيرين في أماكن مزدحمة حيث وقعت العديد من هذه الأحداث في أماكن مثل النوادي الليلية حيث يتكدس الناس دون توخي الحذر إزاء حماية أنفسهم أو الآخرين من العدوى.

انظر ايضاً

الأمم المتحدة: جائحة كورونا خفضت معدلات الإتجار في البشر

فيينا-سانا كشف تقرير للأمم المتحدة أن جائحة كورونا أدت إلى أول انخفاض في العدد المعروف …