الشريط الإخباري

معركة طروادة بأبطالها وأحداثها نقشها الفنان السوري قبل 1900 عام على صندوق تابوت

دمشق-سانا

معركة طروادة الملحمية التي دارت رحاها في حدود عام 1240 قبل الميلاد بين الإغريق والطرواديين في أقصى غرب الأناضول لم تعد إحدى أهم المعارك في التاريخ لامتدادها طوال عشر سنوات ولأثرها التاريخي اللاحق فحسب بل لما اكتنفتها من بطولات خارقة وشخصيات خيالية فغدت بحق مثال الشجاعة والوفاء على مر العصور.

هذه المعركة بتفاصيلها وأبطالها جسدها الفنان السوري القديم المبدع ما يدل على مدى انفتاحه على الآخر وسعة اطلاعه من خلال ناسوت “تابوت” عثر عليه في مدينة الرستن سنة 1977 ويرقى تاريخ نحته إلى القرن الثاني الميلادي.

التابوت الذي يرقد حالياً في متحف دمشق الوطني وفق الباحث نصر فليحان عثر عليه ضمن بيوت أحد أهالي مدينة الرستن ويصل عمقه إلى 70 سنتمتراً وطول 220 بارتفاع 100 سنتمتر وهو مؤلف من قطعتين “الصندوق وغطائه” ويعكس علاقة التفاعل بين الفنون النحتية الشرقية ولا سيما التدمرية ومثيلاتها الغربية حيث نقش عليه 4 مشاهد أهمها مشهد المعركة البحرية والبرية في طروادة.

ويعلو الغطاء تمثالان لرجل وامرأة ضاع رأساهما وحولهما حفر غائر خفيف لأساطير محلية وعلى أطرافه زخارف رمزية ويعتقد أن التمثالين يعودان لأسرة من آل شمسيغرام التي حكمت الرستن في تلك الفترة.

ونجد على نقوش التابوت معركة طروادة كما وصفها الشاعر الإغريقي هوميروس في الإلياذة حيث نقش بالوسط “اخيل” بطل اليونان الذي يقتل هيكتور بطل طروادة وابن ملكها وشقيق باريس الذي خطف هيلانة فكان ذلك سبباً في اندلاع الحرب بين الإغريق وطروادة.

ونقش على صندوق التابوت أيضاً وراء اخيل وهيكتور الملك “اجامنون” قائد الحملة في سفينته وعلى الزاوية اليسرى السفلية “بوسيدون” إله البحر وبجانبه زوجته امفتريث وكل منهما بيده ثعبان بحري وفي الزاوية اليمنى ارتميس آلهة النصر.

يشار إلى أن مدينة الرستن تضم العديد من اللقى فعمرها يرقى للألف الثاني قبل الميلاد وفق نص حثي وسميت اريثوزا واستمر عمرانها في العصر الآرامي ثم العصر السلوقي والهلنستي والروماني والبيزنطي والإسلامي.

رشا محفوض

انظر ايضاً

احتفالات شعبية في مدينة الرستن بريف حمص الشمالي بفوز الدكتور بشار الأسد في انتخابات رئاسة الجمهورية