دمشق-سانا
تزامنا مع مواقف التنديد الدولية لمخططات كيان الاحتلال الإسرائيلي بضم أجزاء من الضفة الغربية شهدت العديد من المدن الأمريكية والعواصم الأوروبية مظاهرات احتجاجية ضد تلك المخططات التي تأتي ضمن اطار ما يسمى صفقة القرن الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.
ففي الولايات المتحدة شهدت كل من مدن نيويورك وشيكاغو وسان فرانسيسكو مظاهرات احتجاجية رفضا لمخططات الاحتلال الإسرائيلي نظمتها منظمات “المجتمع المدني” الأميركية والجالية الفلسطينية رفع المشاركون فيها العلم الفلسطيني مرددين هتافات منددة بمخطط الضم وجرائم الاحتلال الاسرائيلي وبالسياسة الاميركية المعادية للشعب الفلسطيني والمنحازة بشكل مطلق للاحتلال.
وأكد المشاركون رفضهم المطلق لمخططات الضم والاستيطان و”صفقة القرن” ووقوفهم ضد نظام الفصل العنصري الصهيوني مطالبين الإدارة الأميركية بوقف انحيازها السافر للاحتلال الإسرائيلي واحترام قرارات مجلس الأمن ومواثيق الأمم المتحدة وقوانين الشرعية الدولية التي تؤيد حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة ولا سيما حق تقرير المصير.
المظاهرات الاحتجاجية في المدن الأمريكية لاقتها على الطرف الآخر في مدن وعواصم القارة العجوز مظاهرات مماثلة ولا سيما في اسبانيا والنرويج وفنلندا واليونان طالب المشاركون فيها حكوماتهم بالاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس والوقوف إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني التي كفلتها القرارات والمواثيق الدولية.
المشاركون في المظاهرة التي شهدتها مدينة برشلونة الاسبانية بتنظيم من جمعية الجالية الفلسطينية وعدد من الأحزاب الإسبانية دعوا المجتمع الدولي إلى محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه بحق الفلسطينيين بينما رفع المشاركون في المظاهرة التي نظمتها المنظمات والأحزاب النرويجية والجالية الفلسطينية العلم الفلسطيني واللافتات المنددة بمخططات الضم والاستيطان الإسرائيلية.
وبينما طالب آلاف اليونانيين خلال المظاهرة التي شهدتها العاصمة أثينا أمس حكومة بلادهم بتنفيذ قرار البرلمان بالاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس وفرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي المدعوم بسياسات أاميركية معادية لحقوق شعوب العالم دعا المشاركون في مظاهرة العاصمة الفنلندية هلسنكي المجتمع الدولي الى محاسبة “إسرائيل” على جرائمها بحق الفلسطينيين كرد حازم على مخططات الضم.
ورافقت المظاهرات الاحتجاجية مواقف دولية منددة ورافضة لمخططات الاحتلال الاسرائيلي بضم أراض فلسطينية والتي كان أبرزها ما جاء على لسان ممثل جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى فلسطين السفير كريستيان الذي أكد موقف بلاده الرافض بشكل قاطع لمخططات الاحتلال لأنها تقوض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
وزير خارجية الدانمارك جيب كوفود جدد رفض بلاده مخططات الاحتلال الإسرائيلي لضم أجزاء من الضفة الغربية لأنها تتعارض مع القانون الدولي بينما أكد وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان في جلسة برلمانية اليوم أن ضم الاحتلال الاسرائيلي لأجزاء من الضفة الغربية يعد انتهاكا للقانون الدولي.
وجاء الموقف البريطاني منسجما مع مواقف الدول الأوروبية الأخرى حيث قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن بلاده “لن تعترف بضم أجزاء من الضفة الغربية” مشددا على أن هذه العملية تشكل انتهاكا للقانون الدولي وبالتالي المملكة المتحدة لن تعترف به بحسب ما نقلته عنه وكالة “ا ف ب”.
ورغم كل المواقف الدولية تسارع سلطات الاحتلال لتنفيذ مخططها لضم أجزاء من الضفة الغربية تنفيذا لبنود ما يسمى صفقة القرن التي أعلنتها واشنطن أواخر كانون الثاني الماضي بعد أن بدأت تنفيذها فعليا أواخر العام 2017 بإعلانها القدس عاصمة للكيان الغاصب ونقل سفارتها إليها في أيار 2018 ضاربة عرض الحائط بالقانون الدولي وكل قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
ماهر عثمان