دمشق-سانا
يهدف كتاب السياحة البيئية المستدامة للدكتور مصطفى يوسف كافي إلى توضيح مفاهيم ومعايير السياحة المستدامة والسياحة الايكولوجية “البيئية” وتأثرهما بمفهوم الاستدامة لكونها تتعامل مباشرة مع صيانة وحماية المعطيات الطبيعية والخصائص البيئية.
ويتناول الكتاب أبرز التحديات التي تواجهها برامج التنمية المستدامة في مواقع السياحة البيئية والتي تتمثل في الأخطار التي تهدد البيئة والاستحواذ والسيطرة على مواقع السياحة البيئية من قبل الشركات الاحتكارية والانعكاسات الاقتصادية السلبية على مصادر رزق المواطنين المحليين.
وتستعرض الدراسة أيضا الاجراءات التي يجب العمل بها من أجل تحسين الاستدامة في السياحة البيئية مثل التنظيم والاعتماد وبرامج التوعية والتعلم كما يبحث في كيفية العلاقة مابين التنمية المستدامة والسياحة البيئية المستدامة اضافة إلى اقتصاديات والسياحة البيئية واليات تأسيس القرى والمجمعات السياحية البيئية.
ويقدم البحث السبل الكفيلة بمكافحة أنواع التلوث المختلفة والتي تهدد السياحة البيئية لأن صناعة السياحة تمثل أحد الدعامات الرئيسة لدعم الاقتصاد الوطني وتوجيه الاستثمار للموارد الطبيعية ذات الجذب السياحي.
وبحسب الكتاب فإن السياحة تعد قوة اقتصادية واجتماعية لا يستهان بها في العالم ترتبت على حجمها الحالي ونموها المستقبلي المحتمل تداعيات خطيرة بالنسبة للبيئة المحلية والبيئة العالمية وارتبط مفهوم الاستدامة بشكل وثيق بالأنشطة السياحية المختلفة لكونها تتعامل مباشرة مع المعطيات الطبيعية والخصائص البيئية.
وارتبط هذا النوع من السياحة كما يؤكد المؤلف بشكل رئيسي بحماية وصيانة الموارد الطبيعية والبيئية والثقافية والمحافظة عليها لسنوات طويلة قادمة للأجيال القادمة والأصل في ذلك المحافظة على علاقات متوازنة بين الأنشطة البشرية والغطاء النباتي والحيوانات ولهذا أصبحت المحميات الطبيعية تقع في رأس أولويات برامج التنمية السياحية المرتبطة بهذا النوع من السياحة.
وأوضح الباحث أن السياحة البيئية المستدامة اتخذت أوجها أخرى تمثلت فيما بات يعرف بالسياحة الخضراء واصبحت عالميا واحدة من أهم القطاعات السياحية نموا مبينا أن معدلات النمو السنوية في هذا النوع من النشاط السياحي تتراوح بين 10-15 بالمئة على المستوى الدولي وان أفريقيا الجنوبية من أكثر البلدان في العالم التي استفادت اقتصاديا وبشكل جوهري من السياحة الايكولوجية.
ويعد التخطيط السياحي من أهم الوسائل لتحقيق التنمية السياحية وتعظيم العوائد السياحية فضلا عن دوره في صيانة الموارد الطبيعية بشكل عام والسياحة منها بشكل خاص ومن هنا يعد التخطيط السياحي ضرورة ملحة لضمان رقي وتقدم المجتمع وجزء لا يتجزأ من الحاجة العملية لربط التصورات والمفاهيم بالواقع العملي.
وسعى كافي لتحديد الاصول التاريخية لها مبينا ان الأصل اللغوي لها في اللغة العربية يعود إلى “بوأ” الذي أخذ من الفعل الماضي باء إلى الشيء أي رجع إليه حيث ورد في لسان العرب معنيان الأول اصلاح المكان وتهيئته للمبيت فيه والثاني بمعنى النزول والاقامة.
وتعد مشكلة التلوث البيئي كما جاء في الكتاب من أهم المشكلات التي يعاني منها الانسان بشكل عام والسائح بشكل خاص في عصر العلم والتكنولوجيا وتتفاقم هذه المشكلة بمرور الزمن إذ أصبحت تهدد المجتمعات البشرية بالفناء لأنها لم تجد لها حلولا جذرية خلال فترة وجيزة من الزمن.
وفي الكتاب دراسات أخرى حول أنواع التلوث البيئي وأمنه والسياحة من منظورها البيئي وعلاقة صناعة السياحة مع البيئة والمجتمع والاقتصاد وضرورة السياحة البيئية والتنمية المستدامة وسبل دعم اقتصاد المناطق الريفية عن طريق السياحة البيئية والتخطيط السياحي والبيئة وإدارة المقاصد السياحية البيئية وغير ذلك وصولا إلى اغناء البحث بشكل منهجي وتطبيقي.
شار الى ان كتاب السياحة البيئية المستدامة من مطبوعات دار رسلان ويقع في 265 صفحة من القطع الكبير.
شذى حمود