الشريط الإخباري

السليقة في حمص.. طقس المحبة والبركة والاحتفال بموسم القمح

حمص-سانا

لا يزال طقس إعداد “السليقة” أي سلق حبات القمح واحدا من أهم صور التراث الريفي في حمص وينتظره الأهالي في مثل هذه الأوقات من السنة فهو تتويج لباكورة إنتاجهم من موسم حصاد القمح.

مع ساعات العصر يجهز أبو أحمد في قرية الشنية بريف حمص الحطب لإشعال الموقدة بينما تقوم زوجته وأولاده بغسل حبات القمح “الحنطة” لوضعها في القدور الكبيرة وملئها بالماء لسلقها في الوقت الذي يجتمع فيه الأطفال من الأقارب والجيران بانتظار نضوج حبات القمح ليحظوا بصحن مملوء بها يرش عليه السكر فيصبح مذاقه لذيذا يبهج قلوبهم الدافئة بالخير.

وعن طقس السليقة تتحدث أم أحمد: ننتظر السليقة من العام إلى العام فمع انتهاء موسم الحصاد وجمع حبوب القمح ننتظر الأجواء المناسبة ليوم السلق ويفضل أن يكون الجو حارا نسبيا مع قليل من الهواء كي تجف حبات القمح المسلوقة بسرعة ما يساعد في الحصول على مادة البرغل الناتجة عن طحنها بمواصفات جيدة لا تشوبها الرطوبة أو العفن.

وتضيف: قبل عملية السليقة نقوم بغربلة حبات القمح وتنقيتها من الشوائب العالقة كالحصى وغيرها ثم ننظف سطح المنزل لفرش السليقة عليه فور سلقها لمدة يومين أو ثلاثة ثم تجمع ويعاد تنقيتها بشكل أدق وهذا طقس آخر حيث تجتمع صبايا الحي عندنا للمساعدة في التنقية وتدور الأحاديث الجميلة المليئة بالذكريات ويضج المكان بالضحكات ويمر الوقت دون أن نشعر بأي ملل.

وعن طقس السليقة بين الماضي والحاضر تشرح الجدة زاهية محمود من شين بريف حمص بأن أهالي القرية بكبيرها وصغيرها كانوا يجتمعون قديما للسليقة حيث كانت أسطح البيوت متلاصقة فيفرشون الحنطة عليها من أول بيت لآخره وكذلك الحال عند عملية التنقية والجرش وحتى الدراسة والحصاد كان التعاون سيد المكان أما اليوم وبسبب كثرة البيوت وتعدد المشاغل فانفردت كل عائلة بالسليقة لوحدها غير أنها ما زالت تتذكر جيرانها بصحن منها وهذا يدل على أن الكرم الذي يميز أهل الريف ما زال من شيمه النبيلة.

عبود ديب من قرية القبو يحبذ البرغل الناتج عن السليقة في قريته على ذلك الذي يشتريه من المتجر فيقول إن لبرغل القرية نكهة خاصة فهو كما يقول المثل “مسامير الركب” ووجوده في مونة البيت بركة وخاصة عندما يكون ناتج ما زرعناه وحصدناه فتحلو مائدة الطعام بأصنافه المتعددة ما يوفر على العائلة من الناحية المادية إضافة لقيمته الغذائية الكبيرة.

حنان سويد

انظر ايضاً

فرع السورية للحبوب في الحسكة ينهي استعداداته لاستلام موسم الأقماح

الحسكة-سانا أنجز فرع المؤسسة السورية لتجارة وتصنيع الحبوب في محافظة الحسكة كل الاستعدادات اللازمة