محافظات-سانا
رغم الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تستهدف الشعب السوري والصعوبات التي فرضتها الحرب الإرهابية على سورية والاستهداف الممنهج للقطاع الصحي إلا أن حملات التلقيح الوطنية لتحصين الأطفال لم تتوقف ولا تزال من الأولويات الحكومية لتقديم الرعاية الصحية في كل المناطق.
وتشكل حملة التلقيح الوطنية التي انطلقت بداية الأسبوع الحالي تحديا كبيرا لكل أشكال الحصار الجائر على سورية حيث تستهدف الأطفال دون سن الخامسة المتسربين كليا أو جزئيا من برنامج التلقيح الوطني وتشمل 11 لقاحا.
الدكتور أحمد بلول مدير الرعاية الصحية في حمص أشار في تصريح لمراسلة سانا إلى أن حملة التلقيح الوطنية دورية تنفذ كل عام في شهر نيسان وتم تأجيلها للشهر الحالي نتيجة الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا مبينا أن نسبة التسرب من اللقاح في محافظة حمص لا تتعدى 9800 طفل وطفلة من أصل 180 ألفا ما يعكس نسبة الوعي بين المواطنين وهو ما ظهر خلال تدقيق سجلات المتسربين من اللقاحات منذ بداية العام الحالي وحتى الآن.
ولفت بلول إلى أنه تتم متابعة الأطفال في المناطق التي شهدت مؤخرا عودة الأهالي إليها كالعائدين من مخيم الركبان وفي القريتين والرستن والحولة لتزويدهم باللقاح فور دخولهم إلى الأراضي السورية كجرعة أولى وما زالوا يستكملون لقاحاتهم عبر الفرق الجوالة مشيرا إلى أنه تم تشكيل فرق جوالة ضمن قطاعات في كل منطقة صحية حسب عدد القرى والكثافة السكانية فيها للوصول إلى القرى البعيدة والتي تفتقر إلى وجود المراكز الصحية وعددها نحو 558 قرية على مستوى المحافظة.
وأوضح بلول أن العاملين في القطاع الصحي يبذلون جهودا جبارة في تقديم الخدمات الصحية التي لم تنقطع خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية وأثناء تطبيق إجراءات التصدي لفيروس كورونا ولم يحدث أي انقطاع لأي نوع لقاح فاللقاحات تصل إلى المراكز بحالة وفعالية جيدتين ومن أفضل اللقاحات بالعالم ويتم تطبيقها في بلدان المنشأ.
أميمة المحمد أم لثلاثة أطفال راجعت مشفى الباسل في حي كرم اللوز لاستكمال لقاحات ابنتها البالغة من العمر أربع سنوات تقول إنها حريصة على إعطاء أطفالها اللقاحات الروتينية لحمايتهم من الإصابة ببعض الأمراض المعدية وتقوية مناعتهم وهو سلوك على كل أم اتباعه للوصول إلى مجتمع معافى خال من الأمراض والأوبئة.
منال الجوراني أشارت إلى أنها تراجع المركز الصحي بشكل دوري وخلال حملات التلقيح الوطنية لإعطاء أطفالها اللقاحات الروتينية منذ ولادتهم لحمايتهم من الأمراض محذرة الأمهات من تجاهل مواعيد اللقاحات التي قد تترك آثارها على مسيرة حياتهم.
وفي السويداء تستهدف أيام التلقيح الوطنية الأطفال المتسربين من التلقيح والذين يتم تحديدهم عبر بطاقة اللقاح حسب ما أشارت مسؤولة برنامج صحة الطفل واللقاح الدكتورة إيمان الصغير لافتة إلى أن اللقاح يعطى من خلال 40 مركزاً صحياً ثابتاً و14 فرقة جوالة و165 عاملا صحيا من أصحاب الخبرة والكفاءة.
وعن آلية العمل بينت كل من الممرضات العاملات في مركز الشهيد فادي حسن منتهى الشوفي وأمل ابو العز وبراءة العربيد وحنان منذر أنه يتم تنظيم الدور لمنع أي ازدحام والتأكيد على ترك مسافة أمان بين المراجعين وإجراء الفحص الحراري وأخذ بيانات الطفل وعند إعطاء اللقاح تعطى بعض التعليمات للأمهات بكيفية التعامل مع الطفل بعد اللقاح.
وأكدت كل من الأمهات لميس أبو صعب ونور زين ورولا البدعيش حرصهن على متابعة لقاحات أطفالهن مشيرات إلى أهمية حملات التلقيح الوطنية ودورها في سلامة أطفالهن وحمايتهم من الأمراض السارية وغيرها منوهات بجهود الكوادر التي تقوم على حملات التلقيح.
وفي اللاذقية تقوم مديرية الصحة بتنفيذ حملة التلقيح عبر كافة المراكز الصحية المنتشرة بالمحافظة.
مدير الصحة الدكتور هوازن مخلوف بين أنه تم تخصيص 600 عنصر فني وطبي وتمريضي لتنفيذ الحملة مزودين بكافة مستلزمات العمل من مواد فنية وطبية وذلك من خلال 102 مركز صحي في كافة أنحاء المحافظة إضافة إلى 25 فريقا جوالا داعما لعمل المراكز الصحية مضيفا إن العدد الإجمالي للأطفال المستهدفين في هذه الحملة 121000 طفل من عمر يوم حتى خمس سنوات والعدد المتوقع للأطفال المتسربين يقارب 10000 طفل.
رئيسة برنامج اللقاح في مديرية صحة اللاذقية الدكتورة سعاد نزهة توضح أن أيام التلقيح الوطنية تستهدف بالدرجة الأولى الأطفال المتسربين من اللقاحات والذين اضطرتهم ظروف الحرب والإرهاب غلى ترك منازلهم وبالتالي التخلف عن لقاحاتهم حيث تتم دراسة حالة هؤلاء كل على حدة والاستعلام من الأم حول اللقاحات التي تم إعطاؤها للطفل حسب البطاقة إن وجدت ويتم منحه بطاقة جديدة في حال فقدانها.
رئيس مركز السكنتوري الصحي الدكتور ياسر خنيسة قال إنه تم تجديد المركز بالكامل منذ ثلاث سنوات كما تم رفده بالعديد من الأجهزة الطبية الجديدة وتوسيع عمل العيادات الأمر الذي رفع كثيرا من سوية الخدمات المقدمة فيه.