القدس المحتلة-سانا
كثف الاحتلال الإسرائيلي مخططاته الاستيطانية التهويدية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولا سيما في القدس المحتلة ضمن حرب التهويد المتواصلة التي تهدف لطمس المعالم التاريخية والحضارية للمدينة المقدسة تنفيذا لما تسمى “صفقة القرن” الأمريكية الإسرائيلية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية والتي رفضها الفلسطينيون والعالم أجمع.
وضمن هذا الإطار أعلن الاحتلال الأسبوع الماضي عن مخطط للاستيلاء على 300 دونم في منطقة وادي الجوز شرق القدس المحتلة بهدف توسيع مستوطنات مقامة فيها على أنقاض مئتي منشأة صناعية وتجارية فلسطينية سيقوم بهدمها وأتبعه اليوم بمخطط ثان لإقامة 1294 وحدة استيطانية شمال شرق المدينة المقدسة.
وتضم منطقة وادي الجوز منطقة صناعية فلسطينية تشغل آلاف العمال الفلسطينيين وهدم وأغلق الاحتلال على مدار السنوات الماضية مئات المنشآت التجارية والصناعية فيها حيث كانت تضم في السابق نحو 500 منشأة صناعية وتجارية لم يتبق منها إلا 200 أعلن الاحتلال عزمه هدمها لإقامة مخططه الاستيطاني الاستعماري عليها.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أوضح في تصريح لمراسل سانا أن الاحتلال يواصل بدعم من الإدارة الأمريكية تصعيد حرب التهويد والاستيطان سواء في القدس أو في بقية الأرض الفلسطينية لتنفيذ ما تسمى “صفقة القرن” مرتكبا مجزرة تاريخية وحضارية بحق القدس عبر محاولته طمس هويتها الفلسطينية والعربية والإسلامية في انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية مؤكدا أن الفلسطينيين سيواصلون التصدي لكل ممارسات ومخططات الاحتلال والتشبث بأرضهم لإفشال هذه المخططات التهويدية.
الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أشار إلى أن المخطط التهويدي الاستيطاني في وادي الجوز يأتي استكمالا لمخططات الاحتلال والولايات المتحدة لتنفيذ أوسع عملية تطهير عرقي بحق الفلسطينيين وتغيير المعالم التاريخية والحضارية لمدينة القدس مشددا على أن الشعب الفلسطيني يخوض معركة صمود اسطورية للدفاع عن القدس في وقت يلتزم فيه المجتمع الدولي الصمت على جرائم الاحتلال التي تمر دون مساءلة وعقاب.
مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر بين أن المخطط الاستيطاني في وادي الجوز يقع على بعد عشرات الأمتار من البلدة القديمة في القدس ويهدف لعزل شمال وادي الجوز عن قلب مدينة القدس وتطويق البلدة القديمة بالاستيطان ضمن مخططات الاحتلال لتهويد المدينة المقدسة وإفراغها من الوجود الفلسطيني.
منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان صلاح الخواجا لفت إلى أن المخطط الجديد من أخطر مخططات الاحتلال التهويدية التي تستهدف مدينة القدس ومعالمها وهويتها الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي التدخل لوقف ممارسات الاحتلال وعمليات التطهير العرقي والتهجير ضد الفلسطينيين التي تصاعدت بشكل كبير في الآونة الأخيرة مؤكدا أن الشعب الفلسطيني سيواصل مقاومة تلك المخططات الاستيطانية من خلال التمسك بحقوقه والتشبث بأرضه.
من جانبه قال الخبير في مجال الاستيطان جمال جمعة إن مخطط تهويد منطقة وادي الجوز سيتسبب بتهجير مئات الفلسطينيين فالأمر لا يقتصر على هدم مئتي منشأة صناعية وتجارية بل هدم عشرات المنازل المحيطة بها مبينا أن الاحتلال يعتزم الاستيلاء على 700 دونم في المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 15 ألف فلسطيني بهدف ضمها للمستوطنات بعد أن استولى في السابق على عشرات العقارات والمنازل الفلسطينية وهجر سكانها منها.
محمد أبو شباب