الشريط الإخباري

رفضاً لتدوينات ترامب… موظفو فيسبوك يضربون عن العمل

واشنطن-سانا

في أعقاب تصاعد حدة الصدام بين منصة تويتر للتواصل الاجتماعي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب جراء فضحها أكاذيبه تمرد العشرات من موظفي شركة “فيسبوك” على مؤسسها الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ ونفذوا إضرابا افتراضيا عن العمل وذلك احتجاجا على تهاون زوكربيرغ مع التدوينات التي نشرها ترامب على هذه المنصة والتي اعتبروها دعوة للعنف وعدم اتخاذه أي اجراءات حيالها.

هذا الاحتجاج يمثل انتقاداً علنياً من الموظفين لشركتهم رافضين وقوف مديرهم مكتوف الأيدي تجاه عبارات ترامب وأعلنوا أنهم يقفون ضدها وذلك على خلفية رفض إدارة الشركة حذف تدوينات ترامب حيث رفض الموظفون العمل دعماً للمحتجين في جميع أنحاء الولايات المتحدة وتنديداً بمقتل جورج فلويد المواطن الأمريكي من أصل افريقي خنقا على يد ضابط شرطة في منيابولس أكبر مدن ولاية مينيسوتا الأمريكية.

وفي حملة تحرك افتراضية أطلقوا عليها اسم “نزهة” كون معظم موظفي الشركة يعملون من منازلهم ضمن تدابير منع انتشار فيروس كورونا وضع موظفو “فيسبوك” المحتجون رسالة تلقائية على ملفاتهم الشخصية الرقمية وردودها عبر البريد الالكتروني تفيد بأنهم “كانوا خارج المكتب” كما وزعوا داخل الشركة عرائض احتجاج وهددوا بالاستقالة في تهديد لادارة زوكربيرغ يعتبر الأخطر منذ تأسيس الشركة العملاقة قبل 15 عاماً.

ويوم الجمعة هدد ترامب في منشور على فيسبوك المحتجين قائلاً انه سيرسل الحرس الوطني وحذر من أنه “عندما يبدأ النهب يبدأ إطلاق النار” وفي اليوم التالي جدد الرئيس الأمريكي تهديده للمحتجين “باطلاق الكلاب الشرسة واستخدام الأسلحة” ولم يطرأ أي تغيير على منشوره بعد أن اعتبر زوكربيرغ أن “ترامب لم ينتهك سياسة الشركة بشأن التحريض على العنف”.

وخلافاً لفيسبوك وضع موقع تويتر ملصقاً على تغريدة ترامب وأخفى التغريدة خلف رسالة تحذير لتعارضها مع سياسات الشركة فيما يخص العنف والقمع.

وعلى الفور وجهت انتقادات لزوكربيرغ بسبب نسخة فيسبوك من تغريدة ترامب التي اعتبرها تويتر بأنها تشجع الشرطة على إطلاق النار على المتظاهرين في حين قال زوكربيرغ أنها تحذير للمتظاهرين من أن الشرطة قد تطلق النار عليهم.

وأثار بيان مؤسس فيسبوك ردود فعل رافضة داخل الشركة إذ قال ريان فريتاس أحد مديري المنتجات إن مارك مخطئ وسأحاول بكل طريقة ممكنة تغيير رأيه فيما غرد اندرو كرو وهو أحد مسؤولي التصميم في فيسبوك أن “تقديم منصة للتحريض على العنف ونشر التضليل أمر غير مقبول بغض النظر عن هويتك أو ما إذا كانت تستحق النشر.. أنا لا أتفق مع موقف مارك وسأعمل على إحداث التغيير”.

كما نشر عضو فريق البحث والتطوير في الشركة جيسون ستيرمان “لا أعرف ماذا أفعل لكنني أعلم أن عدم فعل أي شيء غير مقبول.. أنا موظف في فيسبوك ولا أتفق مع قرار مارك بعدم فعل أي شيء بشأن منشورات ترامب الأخيرة التي تحرض بوضوح على العنف.. لست وحدي داخل فيسبوك.. وليس هناك حياد في العنصرية”.

وكتبت مهندسة البرمجيات لورين تان أن “تقاعس فيسبوك في إزالة منشور ترامب الذي يحرض على العنف يجعلني أشعر بالخجل من العمل هنا”.

وقال ديفيد جيليس مدير تصميم المنتج في فيسبوك.. “نحن بحاجة إلى العمل بجد أكبر كشركة وصناعة من أجل دعم زملائنا السود والمواطنين حتى لا يضطروا لمواجهة العنف المجتمعي المؤسسي والقمع المنهجي بمفردهم”.

ومن بين المتحدثين الآخرين مدير ادارة المنتجات جيسون توف ومصممة المنتجات سارة زهانغ.

أحد موظفي فيسبوك كتب أيضاً في لوحة رسائل داخلية.. “لا يمكن الدفاع تحت ستار حرية التعبير عن الخطاب البغيض من جانب الرئيس الأمريكي الذي يدعو إلى العنف ضد المتظاهرين” مضيفاً.. “إلى جانب الموظفين في الشركة وجميع أصحاب الضمير أدعو مارك إلى حذف فوري لتدوينة ترامب التي تدعو إلى العنف والقتل وتحمل تهديداً ضد ذوي الأصول الإفريقية”.

وكان ترامب وقع مؤخرا أمراً تنفيذيا بشأن مواقع التواصل الاجتماعي ومن بينها تويتر ينزع عنها الحماية القانونية من المقاضاة وذلك بعد قيام موقع تويتر بفضح أكاذيبه.