الشريط الإخباري

الاحتلال ووباء كورونا يضاعفان معدلات الفقر لدى الفلسطينيين

القدس المحتلة-سانا

تتفاقم معاناة الفلسطينيين جراء تصعيد الاحتلال الإسرائيلي ممارساته القمعية للتضييق عليهم في الضفة الغربية واستهدافه مصادر رزقهم ومقومات حياتهم اليومية إضافة إلى مواصلته حصار قطاع غزة لتصل معدلات الفقر والبطالة إلى مستويات قياسية وزاد هذه الأوضاع سوءا وباء كورونا الذي يلقي بثقله على النشاط الاقتصادي الفلسطيني ويهدد بمضاعفة عدد الأسر الفقيرة هذا العام وفق ما أعلن البنك الدولي.

وأوضح البنك الدولي في دراسة له أنه حتى قبل تفشي وباء كوفيد 19 كان نحو ربع الفلسطينيين يعيشون تحت خط الفقر 53 بالمئة منهم في قطاع غزة و14 بالمئة في الضفة الغربية لافتا إلى أن التقديرات الأولية تشير إلى أن عدد الأسر الفقيرة سيرتفع إلى 30 بالمئة في الضفة الغربية وإلى 64 بالمئة في القطاع.

ولفت البنك الدولي إلى انكماش الناتج المحلي الإجمالي في الأراضي الفلسطينية وأنه سيؤثر على الميزانية الفلسطينية مع توقع عجز قدره 5ر1 مليار دولار هذا العام وهو ما يقرب من الضعف تقريبا مقارنة بالسنة الماضية.

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية بين أن خسائر الاقتصاد الفلسطيني المتوقعة جراء تداعيات الأزمة الحالية لوباء كوفيد 19 تقدر بنحو ثلاثة مليارات دولار وأن الخسائر ستكون أكبر إذا امتدت الأزمة لفترة طويلة بينما دعا مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدة للحكومة الفلسطينية لمواجهة العواقب الاجتماعية والاقتصادية لجائحة كورونا على الشعب الفلسطيني ولا سيما في قطاع غزة.

وزير الاقتصاد الفلسطيني خالد العسيلي أوضح في تصريح لمراسل سانا أن الاحتلال استهدف بشكل مباشر الاقتصاد الفلسطيني من خلال تدمير كل مقومات الاقتصاد الزراعية والصناعية والتجارية فلا يمر يوم دون اقتلاع وتجريف الاحتلال أراضي زراعية وإغلاق مؤسسات تجارية أو من خلال تدميرها بالطيران مثلما حدث في الاعتداءات على قطاع غزة ما تسبب بخسائر جسيمة وارتفاع نسب الفقر والبطالة.

وأشار العسيلي إلى أن وباء كورونا تسبب بإغلاق أكثر من مئة ألف منشأة اقتصادية وتوقف نحو 440 ألف عامل عن العمل ونتج عنه ارتفاع نسب البطالة والفقر في صفوف الفلسطينيين إلى نحو 60 بالمئة وهذا انعكس على الأمن الغذائي للأسر الفلسطينية.

عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني غسان الخطيب لفت إلى أن الاحتلال يستغل الثروات والموارد المائية والزراعية الفلسطينية وأن خسائر الاقتصاد الفلسطيني خلال العقدين الماضيين بسبب ممارسات الاحتلال العدوانية تجاوزت 50 مليار دولار وهذا عمق الفقر والبطالة في المجتمع الفلسطيني وخاصة لدى فئة الشباب التي تجاوزت نسبة البطالة في صفوفهم 65 بالمئة وهي من النسب المرتفعة عالميا.

وبين الخطيب أن وباء كورونا تسبب بخسائر اقتصادية في مختلف القطاعات وصلت لنحو 800 مليون دولار وهذا الرقم مرشح للارتفاع إذا استمرت الأزمة وفاقم ذلك أكثر استغلال الاحتلال للوباء في مواصلة استهداف الاقتصاد الفلسطيني من خلال تجريف المزروعات والأشجار وتشديد الحصار.

مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر أشار إلى أن الاحتلال يواصل تضييق الخناق على الفلسطينيين في القدس عبر هدم منشآتهم وإغلاق محالهم التجارية وتدمير مقومات الاقتصاد والتي كان آخرها إعلانه مخططا لهدم 200 منشأة تجارية وصناعية في منطقة وادي الجوز وهي المنطقة الصناعية الوحيدة للفلسطينيين في القدس لافتاً إلى أن إجراءات الاحتلال التعسفية والعنصرية تسببت بارتفاع نسب الفقر والبطالة لدى المقدسيين بنسبة 80 بالمئة لكن ذلك لن يثني أهالي القدس عن مواصلة التصدي للاحتلال والصمود والدفاع عن المدينة المقدسة.

بدوره قال منسق ملف مقاومة الاستيطان في الأغوار معتز بشارات إن الاحتلال كثف عدوانه على المزارعين في منطقة الأغوار من خلال تدمير المزروعات واتلافها وتجاوزت الاعتداءات من قبل الاحتلال على الفلسطينيين خلال فترة وباء كورونا نحو 220 اعتداء في محاولة من الاحتلال لتدمير مقومات الحياة المعيشية في الأغوار التي تعاني من الفقر بسبب ممارسات الاحتلال العدوانية.

الباحث الاقتصادي معين رجب بين أن هناك كارثة اقتصادية في قطاع غزة بسبب استمرار حصار الاحتلال الإسرائيلي المتواصل منذ 14 عاماً وزاد الأمر صعوبة وباء كورونا حيث فقد نحو 120 ألف عامل خلال الأشهر الثلاثة الماضية عملهم بنسبة بطالة تصل إلى 70 بالمئة وبالتالي وصلت نسبة انعدام الأمن الغذائي في صفوف الأسر الفلسطينية في غزة إلى معدلات قياسية.

من جانبه لفت نقيب الصيادين في غزة نزار عياش إلى أن الاحتلال يواصل استهداف الصيادين قبالة شواطئ قطاع غزة بالرصاص وإطلاق القذائف عليهم ما أدى إلى إصابة العديد منهم فضلا عن اعتقال آخرين ومنعهم من ممارسة عملهم مبينا أن أربعة آلاف صياد في غزة حرموا من مصدر رزقهم بسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي وتدميره كليا أو جزئيا نحو ألف مركب صيد.

محمد أبو شباب

انظر ايضاً

منظمة دولية: ثلاثة آلاف قنبلة على الأقل لم تنفجر في غزة

باريس-سانا أعلنت منظمة “هانديكاب انترناشونال” الدولية أن 3 آلاف قنبلة على الأقل من أصل 45 …