الشريط الإخباري

بوتين: الغرب يتصرف كأنه إمبراطورية.. انخفاض سعر النفط قد يكون بسبب مؤامرة بين أمريكا والسعودية

موسكو-سانا

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الغرب يتصرف بعد انهيار جدار برلين “وكأنه امبراطورية فوق الجميع” لافتا إلى أن حلف شمال الأطلسي يتوسع باتجاهين نحو الشرق وينشر الدرع الصاروخية في أوروبا على الحدود الروسية معتبرا أن “هذا النهج لا يختلف عن بناء جدار جديد بين الغرب وروسيا ولو كان وهميا”.

وشدد بوتين في مؤتمره الصحفي السنوي العاشر الموسع اليوم في موسكو لمناقشة موضوعات عدة على أن الغرب لم يتوقف قط عن وضع الحواجز في وجه روسيا رغم محاولات موسكو التعامل معه دون خطوط تقسيم في أوروبا والعالم.

وأشار إلى أن الوضع الاقتصادي الراهن في روسيا سببه الرئيسي عوامل خارجية إضافة لعدم تنفيذ عدد كبير من الخطط فيما يتعلق بتنويع الاقتصاد على مدى العشرين سنة الماضية حيث كانت المهمة مستعصية مع الأخذ بعين الاعتبار الأوضاع الخارجية الاقتصادية.

1

وقال بوتين في مؤتمره الصحفي السنوي العاشر الموسع اليوم في موسكو لمناقشة موضوعات عدة إن الناتج الإجمالي المحلي في روسيا حقق أثناء الأشهر العشرة الأخيرة للسنة الجارية نموا بلغ 6ر0 بالمئة وزادت ميزانية التبادل التجاري بـ 3ر13 مليار دولار لتصل إلى 148 مليار دولار وبعد استراحة السنة الماضية بدأ النمو الصناعي يتسارع أثناء شهري تشرين الأول والثاني بنسبة 7ر1 بالمئة.

ولفت بوتين إلى أن هناك مؤشرات منخفضة لمستوى البطالة ونموا في القطاعين الزراعي والصناعي في روسيا وقال إنه بغض النظر عن كل التقلبات في الأسواق المالية فإن الميزانية الفيدرالية ستكون بفائض في السنة القادمة أي أن الأرباح ستزيد على النفقات بنسبة 3ر1 تريليون روبل ما يساوي نحو 3ر1 بالمئة من الناتج الإجمالي المحلي.

وأوضح بوتين أن الأوضاع تغيرت اليوم ولا سيما أسعار مصادر الطاقة من النفط والغاز وأن البنك المركزي الروسي والحكومة الروسية يتخذان تدابير سليمة بهذه الظروف معبرا عن اعتقاده باستمرار هبوط سعر العملة الأجنبية مقابل ارتفاع العملة الروسية الذي حصل أمس ولافتا في الوقت ذاته إلى إمكانية استمرار انخفاض سعر النفط الذي سيؤثر على العملة الروسية وأنه إزاء هذا سيتم استخدام التدابير التي استخدمت بشكل ناجح عام 2008.

وقال الرئيس الروسي إنه “ما من شك بأن الخروج من الأوضاع الحالية لا مفر منه وفي أسوأ الظروف سنحتاج لسنتين لا أكثر وأؤكد أن النمو بعد ذلك لا مفر منه لأسباب كثيرة فالاقتصاد العالمي سينمو وسيحتاج إلى مصادر طاقة إضافية وخلال هذه الفترة سيتسنى لنا تنويع اقتصادنا” لافتا إلى أن الاحتياطات المدخرة في روسيا زادت هذا العام ولن تنفق دون أسباب هامة واعتمادا عليها يمكن حل القضايا الاجتماعية الأساسية وتنويع الاقتصاد وستعود الأوضاع لمجراها الطبيعي.

2

وأشار بوتين إلى أن روسيا تركز على موارد كبيرة في العالم وعلى ربط القسم الغربي مع القسم الشرقي لنقل أنابيب الطاقة وأن ذلك سيكون أمراً مفيدا للاقتصاد العالمي ككل.

وفي الشأن الأوكراني جدد الرئيس الروسي التأكيد على وجوب حل الأزمة الأوكرانية سياسيا بأسرع وقت ممكن دون اللجوء للقوة وأن بلاده مستعدة للوساطة حتى استعادة وحدة أوكرانيا السياسية داعيا السلطات الأوكرانية لاحترام إرادة الشعب والبدء بحوار سياسي إذا أرادت الحفاظ على وحدة البلاد.

كما شدد بوتين على حل الأزمة الأوكرانية وفق اتفاقية مينسك وانطلاقا من القواعد والقوانين الدولية التي تؤكد حق الشعوب بتقرير مصيرها بنفسها وإعادة بناء العالم والسلام باتخاذ القرارات السياسية.

وأوضح بوتين أن الموقف الحازم لروسيا تجاه الوضع في أوكرانيا يأتي ليفهم الشركاء أن المهم وقف بناء الجدار الافتراضي والعمل على خلق أجواء مشتركة إنسانية وأمنية وحرية اقتصادية وأضاف “قالوا بعد هدم جدار برلين إنهم لا يريدون التوسع إلى الشرق ونرى أنهم يتوسعون ويبنون جدارا افتراضيا.. هذه هي المشكلة الأساسية للعلاقات الدولية اليوم وشركاؤنا لم يتوقفوا وقرروا انهم انتصروا وأن لديهم إمبراطورية ويريدون أن يضغطوا بازدياد.. هم لم يتوقفوا عن بناء هذا الجدار رغم كل محاولاتنا وإشادتنا بالعمل المشترك بدون أي خطوط فاصلة في أوروبا”.

واعتبر بوتين أن ما يجري في جنوب شرق أوكرانيا عملية عقابية تقوم بها السلطات في كييف واصفا ما جرى في هذا البلد بالانقلاب على الحكومة باستخدام الأسلحة مهما جرت تسميته وداعيا في الوقت ذاته إلى حوار سياسي مباشر للتوصل إلى تسوية للوضع.

وأشار بوتين إلى أن ما قامت به روسيا في القرم نابع من رغبتها الطبيعية للحفاظ على قوميتها كحضارة وكدولة وقال “بعد انهيار الاتحاد السوفييتي كنا قد انفتحنا أمام شركائنا وما رأيناه أنهم يساندون بشكل مباشر الإرهاب في شمال القوقاز وهذا واقع وحقيقة”.

وشدد بوتين على أن روسيا لا تتعامل بقسوة إلا من حيث حماية مصالحها الوطنية فهي لا تهاجم بالمعنى السياسي للكلمة بل تدافع عن مصالحها مبيناً أن استياء الغربيين والأمريكيين خصوصا ينبع من ذلك بالتحديد.

3

وأوضح الرئيس الروسي أن روسيا أوقفت كليا في بداية التسعينيات ما كان يقوم به الاتحاد السوفييتي من تحليق المقاتلات الاستراتيجية بعيدا عن أراضينا أما الأمريكيون وطائراتهم الاستراتيجية مع طائراتهم النووية فتابعت التحليق والسؤال “أين كان التهديد” مشيراً إلى أنه منذ عامين قامت روسيا باستئناف تحليقاتها الاستراتيجية وبذلك فهي لم تبدأ بالاستفزاز.

ولفت بوتين إلى أن اتهام روسيا بالعنف غير موضوعي مشيراً إلى أن لدى بلاده قاعدتين فقط خارج روسيا موجهتين ضد الإرهاب في قرغيزستان بعدما دخلها مقاتلون من أفغانستان وبطلب من الرئيس القرغيزي توجهنا لهناك وفي طاجكستان على الحدود مع أفغانستان حيث هناك مشاكل أما القواعد الأمريكية فتنتشر حول كل العالم.

وأكد بوتين أن ميزانية روسيا للدفاع للعام القادم ستزداد نحو 50 مليارا أما ميزانية البنتاغون فأكبر بعشر مرات حيث تقدر بـ 500 ونيف مليار دولار متسائلاً .. “هل نحرك قواتنا بجانب الحدود الأمريكية في حين أن الناتو يحرك قواعده بجانبنا فضلا عن أن أحدا لا يحاورنا إذ يتذرعون بأنه يحق لكل دولة الاهتمام بأمنها ونحن أيضا سنقوم بذلك ولن يمنعنا أحد”.

وبين الرئيس بوتين أن روسيا تريد علاقات متزنة مع الغرب شرط احترام مصالحها بالمطلق موضحاً أن موسكو تريد تنمية علاقات متزنة في مكافحة الإرهاب والأمن والعمل معا حول عدم انتشار الأسلحة النووية وتحييد التهديدات كانتشار المخدرات والجريمة المنظمة وانتشار الأوبئة الخطرة وهي مستعدة للقيام بكل ذلك معا إن أراد شركاؤنا الغربيون ذلك.

ولفت بوتين إلى أن منظمة شنغهاي التي أنشئت كمنظمة لحل المسائل الحدودية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي بين الصين ودول الاتحاد السابق تعالج مسائل أكبر من تلك التي أنشئت من أجلها بسبب حاجة المجتمع الدولي لذلك مبيناً أن هذه المنظمة قامت بشكل فعال بتحقيق دورها ولا وجود لأي أزمات فيها وكل المسائل بينها حلت على أساس المصالح المشتركة للصين والأعضاء الباقية في شنغهاي خاصة روسيا.

وأكد بوتين أن الصين هي أكبر شريك تجاري لروسيا وسيتم العمل على توسيع العلاقات معها مشدداً على أن روسيا والصين عنصران مهمان لاستقرار الأوضاع في العالم بشكل عام.

وفيما يتعلق بعلاقات روسيا وإيران أكد بوتين أن هناك محاولة لتحسين التبادل التجاري وزيادته بين البلدين من حيث الهيكل والحجم إلا أن هذا الأمر متعلق بالوضع الموجود الآن في الاقتصاد العالمي وهذه العملية هي موضوعية بشكل عام لأن إيران مصنعة للغاز والنفط ولذا تاريخ الاقتصاد الإيراني أيضا متعلق بالموارد النفطية والغازية.

وأشار بوتين إلى أن انخفاض سعر النفط قد يكون بسبب مؤامرة بين أمريكا والسعودية “لمعاقبة إيران أو لهدم الاقتصاد الروسي” أو أن هذا يمكن أن يكون هو الصراع للمصنعين التقليديين للنفط مع المصنعين للنفط الصخري في الولايات المتحدة.

ولفت الرئيس الروسي إلى أن بلاده ستعمل مع زملائها الإيرانيين في مجالات الطاقة النووية وإنجازها.

انظر ايضاً

بوتين: تجاهل المصالح الأمنية الروسية أدى إلى الصراع الحالي في أوكرانيا

موسكو-سانا أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تأخذ في الاعتبار مصالحها في مجال الأمن