الشريط الإخباري

مسؤولون أمريكيون ينددون بقمع السلطات التركية لحرية الصحافة ووسائل الإعلام

أنقرة-سانا

أبدى مسؤولون أمريكيون مخاوف جديدة إزاء قمع السلطات التركية في ظل نظام رجب طيب أردوغان لحرية الصحافة ووسائل الإعلام منتقدين عمليات المداهمة والاعتقال الأخيرة التي طالت مجموعة من الصحفيين الأتراك في وقت تؤكد فيه التطورات الأخيرة التي شهدتها تركيا من حملات القمع المتتالية للمحتجين وعمليات الاعتقال التعسفية اتجاه هذا البلد بسرعة هائلة نحو “حكم استبدادي ديكتاتوري”.

وذكرت وكالة جيهان التركية ان أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ  الأمريكي الذي يلعب دورا فعالا ومهما في السياسة الخارجية الأمريكية انتقدوا بشدة اعتقال الشرطة التركية مجموعة من الصحفيين والكتاب يوم الأحد الماضي دون وجه حق وأعربوا عن قلقهم العميق إزاء حرية الصحافة في تركيا وحملات الاعتقال التي تستهدف وسائل الإعلام.

وكانت الشرطة التركية شنت الأحد الماضي حملة اعتقالات استهدفت وسائل الإعلام المعارضة لنظام أردوغان شملت بشكل أساسي صحيفة “زمان” وتلفزيون “سمانيولو تي في” وقناة “تركيا واحدة” وذلك بعد أن أسهمت مع وسائل إعلامية أخرى في الكشف عن فضيحة الفساد التي طالت مقربين من أردوغان بينهم ابنه بلال وأطاحت بالعديد من وزرائه ونواب حزبه.

وأعرب “روبرت مينينديز” رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي عن بالغ قلقه وتخوفه بشأن نهج الحكومة التركية وقال “لدي مخاوف بسبب القمع المستمر في تركيا إزاء حرية الصحافة التي تعد الركيزة الأساسية للديمقراطيات كافة”.

وأكد مينينديز انه إذا كانت الحكومة التركية “تعتقل أو تحبس بصورة تعسفية رجال الصحافة والإعلام بسبب المقالات التي يكتبونها فهذه استبدادية زائدة عن حدها” معتبرا ان “الانتقادات الموجهة للحكومة التركية لا ينبغي أن تدفع الأخيرة إلى إغلاق المؤسسات الصحفية أو اعتقال الصحفيين”.

من جهته قال “كريس مورفي” العضو في لجنة العلاقات الخارجية الأمريكية إن رؤية التراجع السريع في ملفات حقوق الإنسان وحرية الصحافة في تركيا “أمر مزعج للغاية”.

ورداً على سؤال حول اعتقال الصحفيين من قبل سلطات نظام أردوغان أعرب “روي بلانت” العضو الجمهوري بمجلس الشيوخ الأمريكي عن “مخاوفه بسبب الاتجاه المعاكس الذي تسير فيه تركيا وحرية الصحافة في هذا البلد”.

وتواصلت ردود فعل المنظمات الدولية والحقوقية والمؤسسات المعنية بحرية الصحافة والرأي والتعبير في أنحاء العالم التي تستنكر وتندد بعملية المداهمة الجماعية للمؤسسات الصحفية والإعلامية في تركيا واعتقال عدد من رموز الصحافة.

وفي هذا السياق كشفت صحيفة زمان التركية ان عددا من المنظمات والمؤسسات الحقوقية والصحفية الدولية ومن بينها المؤسسة الفكرية الأمريكية غير الحكومية “فريدوم هاوس” و”جمعية الصحفيين الأوروبيين” و”اتحاد الصحفيين الأوروبيين” الذي يمثل نحو310 آلاف صحفي من 39 دولة حول العالم و”منظمة العفو الدولية” وجهوا انتقادات حادة للسلطات التركية جراء عمليات الاعتقال الموسعة التي جرت يوم الأحد الماضي وطالت عددا من الصحفيين والإعلاميين وكتاب السيناريو البارزين.

وقالت مؤسسة “فريدوم هاوس” المهتمة بحقوق الإنسان والحريات في بيان “إن الحملة التي استهدفت الصحفيين الذين يتناولون أخبار فضائح الفساد والرشوة التي تطال بعض أعضاء الحكومة التركية تتجلى وتظهر على أنها عملية انتقام”.

بدورها قالت منظمة العفو الدولية “إن المسؤولين الأتراك لديهم سجل حافل بوقائع استخدام مفهوم مكافحة الإرهاب بغرض استهداف المعارضين السياسيين في تركيا”.

وأكد نائب رئيس جمعية الصحفيين الأوروبيين “وليام هورسلي” أن “المسؤولين الأتراك تجاوزوا حدودهم باعتقال رموز الصحافة الحرة” مشيرا إلى ان “السلطات التركية تعامل معارضيها ومنتقديها معاملة أعداء الدولة”.

من جهة ثانية استنكر الخبير القانوني التركي “تورجوت كازان” عمليات المداهمة التي شنتها سلطات أردوغان على وسائل الإعلام والمؤسسات الصحفية واصفا ما حدث بأنه “إهانة للديمقراطية” ومحذرا في الوقت نفسه من التطورات التي قد تشهدها تركيا عقب مداهمة الصحف.

وقد أعلنت جمعية الصحفيين الأتراك أمس عام 2014 عاما أسود على الصحافة التركية وأشارت إلى قرارات الحظر وعمليات المراقبة والتعقب والاعتقال والفصل من العمل ومداهمة المؤسسات الصحفية وغيرها من السياسات القمعية التي يمارسها نظام أردوغان ضد الصحافة.

وكانت مؤسسة “فريدوم هاوس” قالت في تقريرها الأخير حول حرية الصحافة في العالم لعام 2014 ان “تركيا أكثر بلاد العالم حبسا للصحفيين فضلا عن عدم تطبيقها الضمانات الدستورية والقانونية لحرية الصحافة والممارسات القمعية للسلطات التركية ضد الصحفيين والإعلاميين المعارضين وملاحقتهم”.