السويداء-سانا
تفرد بأعمال حملت طابع التنوع.. الفنان وليد نعيم وعلى مدار أكثر من ثلاثين عاما جمع بين النحت على الخشب والستريوبور “ألواح العزل الحراري” والحجر والحفر ضمن ثمار الفواكه والخضار والمعدن والرسم والحرق داخل الخشب والطباعة اليدوية على البازلت فضلا عن مجسمات فنية من توالف البيئة.
نعيم ابن الـ 50 عاما ذكر في حديث لـ سانا أن موهبته جاءت بالفطرة وعززها بعد دراسته ضمن مركز الفنون التشكيلية بالسويداء لمدة عامين إلى أن بدأت خبرته تزداد تدريجيا مع إنجازه أعمالا عديدة وتوظيف ما لديه من أفكار في خدمة تجربته الفنية التي تعكس حبه للحياة بكل تفاصيلها.
أعمال متعددة لديه تعكس دقة عمله وذوقه الفني كمجسم الحفر على البطاطا التي عمل على تجفيفها وتعتيقها ودهانها بمادة اللكر “دهان رقيق لامع وعازل” إضافة الى تشكيل فني من مادة الفوم المستخدمة لأعمال العزل حيث نال عليهما براءة إبداع من معرض الباسل للإبداع والاختراع عام 2018.
وصنع نعيم مجسما من توالف مادة عمل على جمعها وتلصيقها وحرقها وتعتيقها فبدت كأنها من الحجر حيث حفر وزرع فيها الصبار الذي أصبح يثمر ويتغذى من رطوبة الطحالب الموجودة.
كما أنجز نعيم أعمالا لطباعة الصور على البيض بشكل يدوي مع إخراجها بشكل فني ووضعها ضمن عبوات زجاجية للحفاظ عليها إضافة الى مجسم ضخم لشمعة استخدم فيها تراكم شموع لمدة ثلاث سنوات.
ورغم تركيز نعيم في أغلب أعماله على المجسمات الفنية الصغيرة إلا أنه اقترب في بعضها من المجسمات المتوسطة ومنها تشكيل فني من مادة الستريوبور لآثار السويداء بارتفاع 125 سنتيمترا وعرض 90 سنتيمترا.
وكان للحرب على سورية تأثير عليه كغيره من الفنانين السوريين حيث صمم مجسما لحذاء شهيد ووضع عليه رصاصة دون عليها عبارة “تحت أقدامكم سقط المحال” وضمنه شمعة حمراء تدل على لون الدماء وأخرج من التصميم نباتا في دلالة على أن أرواح الشهداء تنبت أزهار النصر.
نعيم الذي يشارك بمعارض حية عبر العمل أمام الناس وخاصة تلك التي تنظمها جمعيات خيرية ومعنية بذوي الإعاقة يبدي استعداده لتعليم من يرغب لكونه يرى أن الفن ليس حكرا على شخص وهو يشكل غذاء لروح الإنسان.
واتجه نعيم مؤخرا لجمع المقتنيات التراثية وإعادة إحيائها عبر ترميمها مع المحافظة على طابعها القديم كأطباق القش ولوحة الدراسة كما حول بابا قديما يعود إلى 120 عاما بعد جمع قطعه إلى لوحة فنية.
ووفق أحد متذوقي الفن قصي العاقل فإن أعمال الفنان نعيم تحمل طابع الغرابة وتعكس أفكارا إبداعية وامكانيات لتحويل التوالف إلى أشياء تحمل قيما فنية.
عمر الطويل