الشريط الإخباري

السوق المقبى يروي بأبوابه السبعة سفراً من تاريخ اللاذقية

اللاذقية-سانا

يروي السوق المقبي بجدرانه الحجرية وقناطره الأثرية جزءاً من التراث العريق لمدينة اللاذقية كما تضفي السقوف والقبب التي تغطي أزقته الضيقة المرصوفة بالحجارة القديمة نكهة خاصة تعبق بأريج الماضي رغم التغير الذي طرأ على كثير من ملامحه.

ويمتد السوق القديم على مساحة واسعة ويبعد نحو 1 كيلومتر عن مركز المدينة ويتوسط أسواقها وشوارعها الرئيسية حيث تحيط به ساحة أوغاريت جنوباً وسوق الصاغة وشارع العنابة شمالاً ومن الشرق شارع القوتلي وشارع هنانو غرباً ويتصل معها عبر سبعة أبواب ويتوضع مبنى البلدية القديم على أحد مداخله.

ويقول حنا زريق (73 عاما) الذي ترعرع ونشأ بين حجارة هذا المعلم التاريخي منذ الطفولة لسانا (سياحة ومجتمع) إن السوق كان معروفاً بسوق البازار ويلقب بجورة الذهب حيث شكل مقصداً لسكان المدينة والريف وكان يحوي العديد من المطاعم الفنادق وخانات لتربية المواشي والخيول إلى جانب مركز لانطلاق الحافلات تحول فيما بعد إلى ساحة للبلدية.

ويضيف إن السوق يضم العديد من الأبنية السكنية التي يتجاوز عمرها المئتي عام حيث يتوسط هذه المنازل فسحة واسعة محاطة بعدد من الغرف إضافة إلى قبو وبئر ارتوازية مشيراً إلى أن بعض المنازل تحولت إلى محلات تجارية.

ويشير زريق إلى أن من المهن التي اشتهر بها السوق قديما الحياكة (كالبسط والصوف) وصناعة الصابون وصنع وكي الطرابيش التي اندثرت بمرور الزمن أما اليوم فتكثر فيه محال الأقمشة والألبسة الجاهزة والأحذية وبعض محلات الإكسسوارات وبات وجهة شعبية لتنوع بضائعه وأسعاره المقبولة.

وفي عام 2008 انطلق مشروع لترميم بعض معالم السوق إلا أنه توقف مع بداية الأزمة في سورية ويبين المهندس سهيل ديوب المشرف على تنفيذ مشروع إعادة تأهيل وإحياء مبنى البلدية القديم والساحة والأزقة المجاورة أن الهدف الأساسي للمشروع الحفاظ على المخزون التاريخي والتراث المعماري المتنوع الذي تتميز به المدينة ليكون أحد مقومات الجذب السياحي على مستوى المحافظة والعمل على إحياء الحرف اليدوية والمهن التراثية وخلق فرص استثمارية جديدة بما يسهم في تنشيط الحركة السياحية.

ويشير إلى أن نسبة تنفيذ المشروع بلغت 65 بالمئة وتشمل نسبة الـ35 بالمئة المتبقية إكمال تركيب عناصر تغطية السوق وإكمال بناء البوابات وأعمال الإنارة وتركيب فوانيس نحاسية.

رشا رسلان