دمشق-سانا
يعتبر التشكيلي تمام محمد اللوحة جزءا من حياته بل ربما هي أهم ما في حياته فمنذ طفولته وهو مولع بالرسم وبمشاهدة أعمال كبار الفنانين وتربطه بالأعمال الفنية علاقة خاصة يصوغ من خلالها عوالمه السحرية المأخوذة كومضة من حلم دافئ.
يقول التشكيلي محمد في حديث لـ سانا الثقافية إن لوحتي هي مرآة لوجداني ومكان ألجأ إليه عندما يكون كل شيء من حولي ضيقا فتكون هي ملاذي الأجمل الأول والأخير مبينا أنه يستقي موضوعاته من تأمل كل ما هو حوله ومن مخزون الذاكرة ومن تجاربه في الحياة.
ويوضح محمد أن طموحه الكبير في تطوير لوحته يدفعه دائما للاكتشاف والبحث في اللون والتكوين عبر كل الأشياء من حوله وفي جمال الطبيعة والكون لافتا إلى أن تجربته الحالية تطوف حول القيم الوجدانية للإنسان كإختبار لمقدرته على إضافة جمال من نوع خاص للجمال الطبيعي عبر بصمته الفنية تاركا للحياة والزمن تقدير هذه التجربة.
ويقول أثق بقدرة الحياة على إنصاف تجربتي فإن كانت حقيقية وفيها فن وإبداع فسوف تتكفل باعطائها ما تستحق من التقدير مبينا أن لديه ثقة بأن الشي الجميل والحقيقي تفرضه الحياة على محبي الجمال ويكون من ضمن الدروب التي يسلكها الفن.
ويرى محمد أن الحركة الفنية حاليا في سورية خجولة جدا والنشاطات في الفن التشكيلي مقتضبة وتكاد تكون مغيبة بالكامل بسبب الظروف التي يمر بها البلد مبينا أن الأزمة أثرت بشكل سلبي جدا على مسار الحركة التشكيلية.
ويرى التشكيلي محمد أن الحرب أثرت على أعماق كيانه ونحتت بجوانب ذاته “فالألوان أصبحت أقل إشراقا والخطوط باتت مهتزة بإهتزاز جوارحنا فأحيانا أشعر بضيق كبير في صدري من الواقع الصعب الذي نعيشه ولكن في الوقت ذاته عندي أمل بأن هذه الغمامة ستزول فنحن محكومون دائما بالأمل”.
وردا على سؤال إن كان في سورية تجارب تشكيلية مهمة أشار إلى أن سورية أصبحت من الدول الأولى التي تحتضن عددا كبيرا من الفنانين المهمين سواء الشباب او المخضرمين وقال إن الفن بشكل عام في كل بقاع الأرض أصبح في حالة من الاشباع فلا شيء جديدا وأغلب التجارب تتقارب وبشكل ملحوظ ولكن الثقة دائما بوجود مواهب مميزة لدينا على مستوى العالم تنافس أهم الأسماء العالمية وقادرة على تقديم تجارب مهمة.
ويتابع إن وجود بعض الفنانين السوريين في المغترب ساعد على انتشار التجارب التشكيلية السورية حيث ساهموا بإدخال البصمات التشكيلية السورية إلى أغلب بلاد العالم وأهمها من حيث الحياة التشكيلية والفنية موضحا أن هناك حضورا دائما للتشكيليين السوريين في المحافل الفنية العالمية وهم ينالون الجوائز وسط تنافس قوي وتباع لوحاتهم بأسعار عالية كمثيلاتها من أعمال كبار الفنانين العالميين.
وعن حالة السوق الفنية وأسعار الأعمال التشكيلية يرى محمد أن أسعار الأعمال الفنية واقتنائها هو نوع من البورصة فاسم الفنان يلعب دورا في تحديد السعر بعيدا عن كون العمل مهما أو غير مهم أو يستحق ذلك السعر أم لا لافتا الى ان الصالات الخاصة لها دور كبير في تسويق العمل الفني وفي بعض الأحيان يحكم عمل هذه الصالات المزاجية مبينا أن الدور الحكومي واهتمام الدولة أكبر بكثير من أي دور آخر.
ويوضح أن تبني المؤسسة الثقافية الرسمية مسيرة الفن شيئا مهما وهذا يحتاج لخطة صادقة من القائمين على الفن التشكيلي ويجب أن يترافق مع عمل مستمر من الفنانين ناصحا الفنانين الشباب بالعمل والمثابرة دائما والبحث عن الجمال في كل مكان والتجريب والتأمل في الوجدانيات بعيدا عن أي هدف مادي.
ويختم التشكيلي محمد بالقول بطبيعتي أميل نحو التفاؤل بأي منحى من الحياة وأنا متفائل بأن سورية ستكون أجمل وسيكون الفن التشكيلي أجمل.
والفنان تمام محمد من مواليد محافظة اللاذقية عام 1972 درس الفن التشكيلي دراسة خاصة وله العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل سورية وخارجها.
محمد سمير طحان