بغداد-سانا
مع تزايد المطالبات الشعبية والرسمية العراقية بخروج قوات الاحتلال الأمريكي من البلاد عمدت واشنطن إلى مناورة جديدة والترويج لعودة نشاط أدواتها من إرهابيي تنظيم “داعش” بالمنطقة كذريعة للإبقاء على وجودها الاحتلالي في العراق إلى أمد طويل كما يوضح موقع غلوبال ريسيرتش الكندي.
الموقع أكد في مقال أعده الكاتب الصحفي ستيفن ليندمان أن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي ايه” تنقل إرهابيي تنظيم “داعش” من سورية إلى العراق لتحقيق هدف واشنطن في احتلال العراق بشكل دائم مشيراً إلى أن الهجمات المتكررة التي شنها تنظيم “داعش” الإرهابي في الأسابيع الأخيرة بالعراق ما هي إلا جزء من مخططها لتحقيق هذا الهدف.
وأوضح الكاتب أن الولايات المتحدة تخطط للإبقاء على وجودها العسكري الدائم في العراق بغض النظر عن المطالبات الشعبية الواسعة لإنهائه مشيراً إلى أن هدفها السيطرة على النفط واستخدام الأراضي العراقية كمنصة تشن منها حروباً لا نهاية لها في المنطقة وأعمالاً عدوانية تزعزع بها الاستقرار والأمن.
وشدد الكاتب على أن القوات الأمريكية تنشر القتل والدمار والمآسي الإنسانية أينما حلت وأن قواعدها العسكرية تكرس تدخلاتها وأعمالها العدائية لافتاً إلى معاناة الشعب العراقي على مر العقود جراء الأطماع الأمريكية في مقدرات وثروات بلاده.
وفي السياق أكدت حركة النجباء العراقية في بيان لها أن واشنطن تسعى لتحريك التنظيم المتطرف بهدف جعله ذريعة لإبقاء قواتها في العراق موضحة أن قيامها بنقل قيادات تابعة لتنظيم “داعش” الإرهابي من سجون مجموعات “قسد” في سورية إلى العراق يهدف لإحياء التنظيم المتطرف واصفة ذلك بأنها “محاولات للعبث بجغرافيا الشعوب” مشيرة إلى رصد تحركات واسعة للقوات الأمريكية بإدخال قوافل وآليات عسكرية إلى شمال سورية محمية بغطاء جوي كثيف للتغطية على عمليات نقلها الإرهابيين إلى العراق.
وكانت مصادر أهلية في الحسكة أشارت مؤخراً إلى أن 6 عربات تابعة لقوات الاحتلال الأمريكية دخلت إلى مدينة الشدادي قادمة من الجهة الشرقية للمدينة من الحدود السورية العراقية وخرجت بعد ساعات بالتزامن مع تحليق طيران الاحتلال المروحي واتجهت شرقاً باتجاه الأراضي العراقية وعلى متنها عدد من إرهابيي تنظيم “داعش”.
وقالت الحركة في بيانها: إن واشنطن تحاول عبر الترويج لإمكانية تقوية نشاط “داعش” في العراق وسورية تثبيت وجودها ونفوذها في العراق وتعويض فشلها في إيجاد الحلول لمشكلاتها الداخلية وعجزها الواضح في احتواء معاناة الشعب الأمريكي من أضرار وإفرازات جائحة كورونا المستجد وما سببته من انهيار واضح في الاقتصاد مشيرة إلى أن تحريك تنظيم “داعش” في منطقة الجزيرة السورية والمناطق الحدودية بين سورية والعراق وما تشهده مدينة كركوك العراقية من اعتداءات إرهابية دليل واضح على المخطط والنوايا الأمريكية الخبيثة لزعزعة أمن واستقرار العراق ومقدمة للمخطط الأمريكي الجديد بالمنطقة.
وفي السياق أوضح الخبير في شؤون التنظيمات الإرهابية الدكتور حسام شعيب في تصريحات صحفية نشرتها سبوتنيك أن إعادة نشاط إرهاب تنظيم “داعش” في العراق ومناطق الحدود السورية العراقية تدل على أن الإدارة الأمريكية ما زالت تدعم خلايا التنظيم المتطرف وتبحث عن ذريعة للبقاء في العراق بعد مطالبات جهات كثيرة داخله بالخروج من الأراضي العراقية مشيراً إلى أن تنظيم “داعش” يحاول القيام بعمليات إرهابية ليست بالضرورة منظمة إدارياً وإنما بطريقة العصابات سواء ضد القوات العراقية أو في البادية السورية ضد الجيش السوري.
بدوره لفت اللواء ماجد القيسي الخبير العسكري والاستراتيجي العراقي في تصريحات مماثلة إلى وجود تصعيد واضح في عمليات تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق مؤخراً الهدف منها استنزاف القوات الأمنية العراقية إضافة إلى إرسال رسالة أنه ما زال موجوداً وبالتالي ضرورة الإبقاء على الوجود الأمريكي في العراق.
المطالبات الشعبية والبرلمانية العراقية بإخراج القوات الأمريكية تزايدت بعد أن صوت مجلس النواب العراقي مطلع العام الحالي بأغلبية مطلقة على قرار يلزم الحكومة العراقية بإنهاء الوجود الأجنبي في البلاد بعد الجرائم الأمريكية ضد مقرات وقيادات عسكرية عراقية وغيرها فيما تشدد الكثير من الأوساط والكتل النيابية العراقية على أن إخراج القوات الأمريكية من العراق قرار سيادي لا تراجع عنه.
باسمة كنون
تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: