الشريط الإخباري

الأسواق الشعبية.. تجربة جديدة لدعم المزارعين وبيع المنتجات الزراعية والغذائية للمواطنين مباشرة من المنتج إلى المستهلك

دمشق-سانا

ليتسنى للمزارعين عرض منتجاتهم بشكل مباشر إلى المستهلكين وبيعها بأسعار منافسة وكسر حلقات الوساطة وعمليات الاحتكار حددت محافظة دمشق خمس ساحات لتكون أسواقا شعبية مجانية لعرض المنتجات الزراعية والغذائية وبيعها مباشرة من المنتج إلى المستهلك وذلك بعد أن طلب مجلس الوزراء التوسع في إقامة الأسواق الشعبية.

سانا جالت في بعض هذه الأسواق الشعبية ورصدت آراء المواطنين حول الأسعار وجودة المنتجات المعروضة وإقبالهم عليها حيث عبر عدد منهم عن ارتياحهم لفكرة الأسواق الشعبية التي تقدم لهم الخضار والفواكه بأسعار مناسبة تختلف تماما عن الأسواق فيما أشار البعض الآخر منهم إلى أن أسعار بعض الأنواع فيها لا تختلف كثيرا عن الأسعار في الأسواق الأخرى.

وخلال رصدنا لأسعار بعض الخضراوات والفواكه في سوقي نهر عيشة وركن الدين الشعبيين تبين ان سعر الكيلوغرام فيهما أقل بنسبة تتراوح بين 100 و 150 ليرة لأغلبية المنتجات مقارنة بمحال بيع الخضار الأخرى.

السيدة نورا الفرواتي بينت أن البيع بالأسواق الشعبية تجربة جديدة تهدف إلى دعم المزارعين وتخفيف الضغط عن ذوي الدخل المحدود وكسر عمليات الاحتكار وحلقات الوساطة وخفض الأسعار وتأمين المواد بنوعية جيدة معبرة عن سعادتها بهذه الخطوة قائلة “الجميع يستطيع عرض منتجاته في هذه الساحات مجانا وبيعها للمستهلكين بعيداً عن حلقات الوساطة للإسهام بوضع حد لارتفاع الأسعار”.

وبينت الفرواتي التي التقيناها في سوق نهر عيشة أن هناك إقبالا مقبولا على السوق مع وجود تنظيم وتنسيق واضحين لعملية البيع ومساحة واسعة للتجوال بين كل بائع واخر بالإضافة إلى الأسعار المخفضة حيث سعر كيلو الخيار البلدي في هذا السوق 450 ليرة بينما سعره خارج هذا السوق 650 ليرة و سعر كيلو الكوسا 200 ليرة بينما سعره عند الباعة 350 والبندورة 600 ليرة بينما خارج هذا السوق 900 ليرة.

المواطن سامر يلداني أشار إلى أن فكرة تخصيص ساحات مجانية لإقامة سوق شعبي لبيع الخضار والفواكه فكرة ممتازة في الوقت الحالي كونه يخدم المواطنين ذوي الدخل المحدود ويشكل فرصة للبيع بسعر أقل واستقطاب زبائن أكثر لافتاً إلى أن المستهلك يبحث دائما عن المنتج الأقل سعرا وخاصة في ظل الغلاء الذي تشهده الأسواق في الوقت الراهن مطالبا بالاهتمام بالمنظر الحضاري للسوق وتجميله ليكون نقطة استقطاب لكل المواطنين.

المواطن حمد الفياض من سكان ركن الدين اعتبر أن إقامة سوق شعبي في الحي خطوة جيدة في ظل الظروف التي تمر على المواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود مشددا على ضرورة الاستمرار في ضبط الأسعار في هذه الاسواق بما يتناسب مع حاجة الفلاح والمواطن ومخالفة اي بائع يتلاعب بالأسعار مشيرا إلى أن هناك فرقا بين اسعار بعض المنتجات في السوق الشعبي عن خارجه حيث اشترى كيلو البطاطا بـ 350 ليرة بينما اشتراها يوم أمس بـ 500 ليرة من بائع الخضراوات في حارته والكوسا بـ 200 ليرة بينما كانت قبل أيام 400 ليرة.

عدد من البائعين في الأسواق الشعبية أشاروا إلى أهمية هذه الخطوة ودورها في كسر احتكار التجار وتحكمهم بالسوق مشيرين إلى أن الفلاح كان يبيع محصوله بثمن زهيد ليحتكره التاجر في سوق الهال فيتحكم بالعرض والطلب وبالتالي يتحكم بالأسعار وضحية هذه اللعبة المزارع فنظرية ” السوق يقود نفسه بنفسه ” هي السائدة في الأسواق بالرغم من جهود مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك والبلديات في ضبط أسواق الهال لافتين إلى أن وجود الاسواق الشعبية سيغير الوضع فهي ستحمي الفلاح والمستهلك من جشع التجار في ظل سيطرة أصحاب المال على السوق.

يحصل الفلاح من “الجمل على أذنه” فتعبه هو وأسرته خلال موسم كامل مع ما يتكبده من مصاريف وأموال وما يبذله من عرق و جهد لا يعادل ما يحصل عليه تاجر في سوق الهال هذا ما قالته في سوق ركن الدين الشعبي المزارعة صفاء العلي القادمة من الغوطة الشرقية لبيع منتجات حقلها من الخضار مؤكدة أن فكرة السوق الشعبي وبيع المنتجات بشكل مباشر للمستهلك ستعطي المزارعين والمستهلكين حقهم من خلال تصريف المنتجات الزراعية مباشرة للمستهلك بسعر التكلفة وبجودة عالية من دون وسيط مشيرة إلى أن عملية بيع المنتجات لسوق الهال تمر بعدة حلقات وساطة قبل وصولها إلى المستهلك النهائي منها بائع الجملة وشبه الجملة وبائع المفرق وكل وسيط يضيف هامش ربح لنفسه ما يرفع التكلفة النهائية على المستهلك ويبقى المنتج أو الفلاح الحلقة الأضعف بينما في السوق الشعبي تلغى كل هذه الأمور.

أسواق الجملة الخاصة ببيع الخضار والفواكه تشكل هاجسا يؤرق الفلاحين الذين هم أساس العملية الإنتاجية والذين يحلمون بأسعار تحقق لهم ربحاً ينسيهم متاعبهم وفق ما قال البائع في سوق نهر عيشة الشعبي “صالح خلف العبد الله” موضحا أن هذا الهاجس الناتج عن كيفية تسعير الخضار والفواكه من قبل التجار من خلال المزاد العلني الخاضع للعرض والطلب جعل الفلاحين مستسلمين لهذا الأمر مشيرا إلى أنه مع وجود الأسواق الشعبية سيتغير الوضع تماما فهذه الأسواق تشكل بالنسبة له فرصة لتصريف المنتجات واستقطاب أكبر عدد من الزبائن من خلال تخفيض الأسعار.

مديرة دوائر الخدمات في محافظة دمشق المهندسة ملك حمشو أشارت بدورها إلى أهمية هذه الأسواق ليستطيع المزارعين عرض منتجاتهم الزراعية وبيعها للمستهلك بشكل مباشر لكسر حلقة الوساطة ما بين المزارع والمستهلك الأمر الذي يسهم في تخفيض الاسعار مبينة أنه تم تجهيز وتأمين البنية التحتية للساحات وتخطيطها على شكل مربعات بمساحة مترين بمترين لكل بائع وهي غير مخصصة ومجانية بإمكان أي بائع الدخول إلى الساحات وعرض منتجاته لبيعها.

وبينت حمشو أن الساحات التي خصصتها المحافظة تتوزع على ركن الدين جانب مشفى ابن النفيس والثانية في نهر عيشة جانب مركز الإطفاء والثالثة في القنوات ساحة الريجة بينما تقع الرابعة خلف شارع ابن بطوطة بالميدان في حين تقع الخامسة جانب أبنية التريكو بالزبلطاني موضحة أنه يتم العمل على إيجاد ساحات جديدة لتغطي كل المدينة.

بشرى برهوم

انظر ايضاً

دوريات التموين تكثف جولاتها على أسواق حماة للتأكد من سلامة الغذاء

حماة-سانا كثفت دوريات التموين في محافظة حماة جولاتها الرقابية على الأسواق الشعبية في عموم أسواق …