القدس المحتلة-سانا
مستغلاً انشغال العالم بمواجهة وباء كورونا يواصل الاحتلال الإسرائيلي مخططاته الاستيطانية التهويدية على الأرض الفلسطينية المحتلة كان أحدثها إعلانه أمس مخططاً للاستيلاء على الأراضي المحيطة بالحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل بالضفة الغربية لتوسيع عميات الاستيطان في المنطقة.
ممارسات سلطات الاحتلال تصاعدت منذ إعلان الإدارة الأمريكية ما تسمى (صفقة القرن) الرامية لتصفية القضية الفلسطينية متجاهلة القرارات الدولية ولاسيما قرار مجلس الأمن 2334 لعام 2016 الذي يطالب الاحتلال بوقف فوري لكل عمليات الاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
الرئاسة الفلسطينية أدانت في بيان لها مخطط الاحتلال الإسرائيلي الجديد الذي يمثل عملاً عدوانياً سافراً لافتة إلى أنه تم إخطار الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي وأعضاء اللجنة الرباعية الدولية بخطورة هذا المخطط التهويدي ما يتطلب من المجتمع الدولي العمل على وقف جرائم الاحتلال وممارساته العدوانية.
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية حذر من أي خطوات يقوم بها الاحتلال في سياق تنفيذ (صفقة القرن) التي رفضها العالم أجمع مطالباً الرباعية الدولية بالضغط على الاحتلال لوقف مخططات الاستيلاء والضم التي تقوض أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية.
وزارة الخارجية الفلسطينية جددت التأكيد في بيان لها على أن ردود الفعل الدولية تعبر عن إجماع حقيقي رافض لضم سلطات الاحتلال أي جزء من الأراضي الفلسطينية حيث أصدرت عدة دول ومسؤولون أمميون إلى جانب الاتحاد الأوروبي بيانات ومواقف رافضة تحذر من خطورة ذلك.
وزارة الأوقاف الفلسطينية أوضحت أن الاحتلال يستغل انشغال العالم بمواجهة وباء كورونا لمواصلة مخططاته التهويدية مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته ووقف عمليات الاستيطان ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الفلسطينيين ومقدساتهم.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي أشارت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل تصعيد انتهاكاته بحق الفلسطينيين وأرضهم ومقدساتهم في انتهاك فاضح للقوانين الدولية مشددة على أن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله حتى استعادة حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
مدير الأوقاف في الخليل جمال أبو عرام أوضح في تصريح لمراسل سانا أن الأراضي التي سيستولي الاحتلال عليها تضم الساحات الخارجية للحرم والساحة الشرقية وحديقة الحرم وتشكل مساحة كبيرة وصولاً إلى المدرسة الإبراهيمية التي تقع في المنطقة الشرقية الجنوبية من الحرم لافتاً إلى أن المخطط الجديد سيتيح للاحتلال السيطرة على أروقة الحرم الإبراهيمي التاريخية وصولاً إلى تهويده بالكامل.
منسق اللجان الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الضفة راتب الجبور بيّن أن مخطط الاحتلال يهدف لتغيير المعالم الحضارية والتاريخية للحرم الإبراهيمي وهذا يأتي ضمن سلسة متواصلة من عمليات التهويد والاستيطان رغم أن الحرم والبلدة القديمة في الخليل منطقة تراثية حضارية مدرجة على قائمة التراث العالمي من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو).
مدير لجنة إعمار الخليل عماد حمدان لفت إلى أن الاحتلال استولى على العشرات من العقارات والمنازل الفلسطينية الواقعة في البلدة القديمة بالخليل وأقام خمس بؤر استيطانية في محيط الحرم الابراهيمي الشريف بهدف محاصرته من كل الاتجاهات مشيراً إلى أن مخطط تهويد الحرم الإبراهيمي والاستيلاء على الأراضي المحيطة به يندرج ضمن استهداف الإرث الحضاري والتاريخي لمدينة الخليل وتغيير ملامحها الحضارية العريقة.
منسق ملف البلدة القديمة بالخليل في حركة فتح مهند الجعبري أشار إلى أن الاحتلال صعد ممارساته الاستيطانية للاستيلاء على الخليل وتراثها وحضارتها عبر إقامة عشرات الوحدات الاستيطانية في قلب البلدة القديمة بالخليل ومحاصرة منازل الفلسطينيين بالبؤر الاستيطانية لكن كل مخططاته ستسقط بفضل صمود الشعب الفلسطيني ودفاعه عن أرضه ومقدساته.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) أدرجت في عام 2017 البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي الشريف على لائحة التراث العالمي وهذا يتطلب من المنظمة كما يقول الفلسطينيون التدخل العاجل لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الإرث التاريخي والحضاري والإنساني في الخليل.
تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: