الشريط الإخباري

رواج تسويق وبيع المنتجات عبر الانترنت في زمن كورونا

دمشق-سانا

مع الإجراءات الحكومية للتصدي لفيروس كورونا والنصائح بتجنب الازدحام والتباعد الاجتماعي للحفاظ على الصحة العامة توجه العديد من السوريين لتسويق وبيع المنتجات عبر الانترنت وعلى الرغم من رواج التسوق الالكتروني عالميا إلا أنه لا يزال يجد بعض الصعوبات في سورية وفي مقدمتها كسب ثقة الزبون من ناحية جودة البضاعة وأفضلية سعرها.

محمد العلبي من دمشق يعمل في مهنة التسويق الالكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات البيع الإلكتروني منذ مدة طويلة وفي هذه الأيام تشهد تجارته نموا ملحوظا وفق ما قال مشيرا إلى أن الناس كانوا يخشون الشراء عبر الإنترنت خوفا من ارتفاع السعر أو عدم تطابق المادة المعروضة عبر الانترنت مع التي يتم تسليمها على أرض الواقع إلا أن إغلاق المحال لفترات طويلة وساعات الحجر المنزلي ورغبة الناس بالتبضع في بيئة آمنة بعيدا عن التجمعات عزز الرغبة بتجربة هذه الخدمة.

وسبب حظر التجوال المطبق في المحافظات بعض المعوقات لهذه المهنة فتوصيل البضاعة في المدينة الواحدة أو شحنها لمحافظة أخرى اقتصر على أوقات محددة إلا أن ذلك لم يمنع أصحاب هذه المهنة من الاستمرار فيها وفق العلبي.

بدوره رامز وهو مسوق لإكسسوارات الموبايل كالشواحن والسماعات والبطاريات أشار إلى أن آلية عمله تتم عبر مراحل.. الأولى هي الاتفاق مع التاجر على كمية البضاعة وسعرها ومدة الكفالة الخاصة بها ومن ثم تصويرها ونشرها عبر المنصات الإلكترونية مع ذكر مواصفاتها بطريقة جذابة أما المرحلة النهائية فهي الاتفاق مع الزبون على السعر ومكان التسليم لافتا إلى أن تسعين بالمئة من عملية البيع تتم عبر المراسلة وعشرة بالمئة فقط تتم بالتواصل المباشر مع الزبون عند إيصال الطلب.

تركيز الناس على شراء الحاجات الضرورية فقط ومنع التنقل بين الريف والمدينة أربك التجارة الالكترونية نوعا ما وفق رامز الذي أكد أن الشاب الذي يقوم بتوصيل البضائع للزبون يقوم بتغليف المنتج واتخاذ كل الإجراءات الوقائية للحفاظ على السلامة العامة.

وشهد بيع ملابس الأطفال “ديارة” و”ب ب” عبر الانترنت إقبالا واسعا من قبل السيدات باعتبارها طريقة آمنة جدا لتلبية احتياجات المرأة الحامل بحسب وائل وهو أحد العاملين بهذه المهنة الذي أكد أن الكثير من العائلات التي بنى معها الثقة بدأت تطلب بضاعته عبر الانترنت لتجنب النزول إلى السوق في ظل الإجراءات المتخذة للتصدي لفيروس كورونا وخاصة أنه يقوم بتوصيل الطلبات بسيارته الخاصة دون وسيط ما يقلل التكلفة عليه.

ولفتت مايا التي تعمل بالتسويق الالكتروني للأدوات الكهربائية أن حرص الكثير من الناس على تجنب الخروج من المنزل جعلهم يقبلون على شراء السلع التي تبيعها بشكل أكبر مشيرة إلى أن آلات حلاقة الشعر تشهد إقبالا في ظل حرص البعض على اتباع إجراءات الحماية وشراء أدوات تكون خاصة بهم فقط.

وعن تجاربهم بالتسوق الالكتروني أشارت بشرى علي إلى أن التسوق عبر الانترنت أمن لها المادة التي تحتاجها دون التعرض لمخاطر النزول إلى الأسواق لافتة أن هناك ارتفاعا في أسعار هذه الخدمة في بعض الأحيان.

بدورها شروق محمد بينت أن تجربة التسوق عبر الانترنت ممتعة إلا أنها تحمل مخاطر كبيرة تتعلق بجودة المادة إلا أنها تبقى خدمة لا غنى عنها بالوقت الحالي مع تطبيق حظر التجوال والحجر المنزلي.

ويعتبر التسوق الالكتروني في هذا الوقت وسيلة آمنة وصحية تساعد على التباعد الاجتماعي مع تأمين توصيل سريع ومضمون للمنتجات والخدمات إضافة إلى تكاليفه المنخفضة بحسب حسام نشواتي رئيس الجمعية السورية للتسويق الذي رأى أن واحدا من الآثار التي ستتركها أزمة كورونا هو تغيير الثقافة الاستهلاكية للناس وكذلك السلوك التسويقي للشركات.

ويعود سبب انخفاض أنشطة التسويق والمبيعات الالكترونية في سورية إلى عدة أسباب أهمها فقدان آليات الدفع الإلكتروني بحسب نشواتي الذي دعا الشركات والشباب إلى انتهاز فرصة الحجر المنزلي لتأسيس مشاريع تعتمد على التسويق والبيع والترويج الالكتروني.

طارق السيد