الشريط الإخباري

أعلام اللغة العربية ودورهم في النهوض بالأمة في ندوة بمجمع اللغة العربية

دمشق-سانا

بحثت الندوة التي يقيمها مجمع اللغة العربية بدمشق بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية واللغة الأم بعنوان أضواء مجمعية على مجالات الإصلاح في يومها الثاني تراجم بعض أعلام اللغة العربية والتحولات التي طرأت على منهجهم اللغوي بعد المثاقفة التي ألموا بها في غربتهم وعودتهم إلى أوطانهم إضافة إلى عرض بعض كتبهم اللغوية.1

وعرف عضو مجمع اللغة العربية الدكتور أنور الخطيب بفكر أمين فارس أنطوان الريحاني الذي كان من دعاة التوجه النهضوي الإصلاحي العربي ومن أعلام الفكر العربي والأمريكي في القرن التاسع عشر والذي بذل طاقته في الكتابة والخطابة عاملا على تحرير الإنسان من قيود الجهل والفقر والخوف وتخفيف آلام البشرية وإزالة الأوهام والأضاليل في العقائد والتعاليم السياسية والاجتماعية والدينية.

وبين الخطيب أن الريحاني كان عضواً في جمعية الشعراء الأمريكيين وفي منتدى الصحافة النيويوركية ونادي المؤلفين الأمريكيين والجمعية الشرقية الأمريكية كما يعد وفق الخطيب الأب المؤسس لما يسمى بالأدب العربي الأمريكي والأدب المهجري وله 29 مؤلفا باللغة الإنكليزية و26 مؤلفا باللغة العربية ونادى بالخروج من الجهل والانفتاح على العالم.

كما عرف الخطيب في محوره بالأديب واللغوي جبر بن ميخائيل ضومط الذي هو من مواليد صافيتا عام 1859 الذي خدم العربية تدريسا وتأليفا وكان أول خريج جامعي من صافيتا يحمل شهادة بكالوريوس علوم في الآداب وانصب اهتمامه على اللغة العربية شعرا ولغة ونحوا وبلاغة وعلى التاريخ العربي وأحب العربية حبا جما مستشهدا بقوله “لو كان لي من الأمر شيء.. وعندي مال.. أنفقت على تعليم العربية.. أو قل على تعزيزها … في الصين والهند وتركستان، مليون جنيه في السنة على الأقل، وأكون مع الأيام الرابحَ أدبيا وماديا”.

وكان مع علمه بالعربية والإنكليزية ملم بالعبرية والسريانية ووضع كتبا للتعليم بأسلوب جديد منها خواطر في اللغة وفلسفة البلاغة.. وفلسفة اللغة العربية وتطورها وغيرها.

كما استعرض الخطيب بعضا من مؤلفات ضومط وهي التعريف بكتاب فلسفة اللغة العربية وتطورها ودور الاشتقاق والقياس في تنمية اللغة العربية وتطورها وصولا إلى النتائج التي وصلت إليها اللغة العربية حيث تميز أسلوبه بالسهولة وجودة التصنيف وحسن إيراد الشواهد على ما يريد إثباته وكل ما كتب فيها يرمي إلى تعزيز رأيه في فلسفة اللغة العربية وتطورها.

من جانبه أشار عضو مجمع اللغة العربية الدكتور ممدوح خسارة في محوره بعنوان الأفكار النهضوية والإصلاحية عند المجمعي الأمير مصطفى الشهابي إلى أن المتتبع سيرة الشهابي وآثاره ومواقفه يجد فيها مجموعة من الأفكار والقيم التي من شأنها أن تأخذ بيد أبناء الأمة لينهضوا وتنفذ إلى عقولهم وضمائرهم ليصلحوا ويصلحوا ومنها الدعوة القومية والوطنية حيث آمن فيها طريقا للاستقلال والتقدم.

وبين خسارة أن القومية العربية عند الشهابي لا تقفز فوق الدعوة الوطنية ولا تناقضها بل الوطنية هي منطلقها حيث كان يحمل هموم الثورات الوطنية في كل بلد عربي، يدعو إليها ويدعمها بلسانه وقلمه إذ وقف على القومية والوطنية كتابيه.. محاضرات في القومية العربية، ومحاضرات في الاستعمار وهو يقع في جزأين.
ومن أفكاره النهضوية والإصلاحية وفق ما أوضحه خسارة النزعة الإنسانية والتحررية وان الإنسان لا بد له من العمل للجماعة البشرية أيضاً، لأنه جزء منها، ولأنه في حاجة إليها إضافة الى العقلانية والوسطية والاعتدال وغيرها.

وأشار خسارة إلى أن أفكار الشهابي النهضوية الإصلاحية التي مضى عليها أكثر من نصف قرن لم تبل جدتها، فما زالت القومية والوطنية سلاحاً في مواجهة الإقليمية والتجزئة، وما زال الإحياء اللغوي وتطوير اللغة مطلوباً في مواجهة التشدد والتفلت اللغوي والثقافي وما زالت النزعة الإنسانية والتحررية لأزمة في مواجهة الوحشية والاستبداد، وما زال الاعتدال واجباً لمواجهة التطرف، وما زالت العقلانية والعلمية ضرورة في مواجهة المفاهيم الغيبية اللاموضوعية لبناء مجتمع عربي معاصر متقدم.

شذى حمود ومحمد الخضر