دمشق-سانا
تذخر سورية بالعديد من المواقع الدينية التي يؤمها الناس من مختلف أنحاء العالم وتسعى وزارة السياحة إلى الترويج للسياحة الدينية التي تمتلك القدرة الأكبر على الاستمرار حتى في أوقات الأزمات كونها مرتبطة بالجانب الروحي للإنسان فهي مزيج من التأمل الديني والثقافي.
وأعدت الوزارة لهذا الغرض دراسة تسويقية لمنتج السياحة الدينية في سورية ضمت كما يقول المهندس بسام بارسيك مدير الترويج والتسويق السياحي في وزارة السياحة العديد من النقاط منها تحديد جميع الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية في سورية مع توصيات من أجل إدارة وتطوير المواقع الدينية ومقترحات ترويجية وفعاليات سياحية دينية متنوعة ومشاريع مقترحة إضافة إلى التركيز على أهم الأسواق المهتمة بهذا النوع من السياحة وهما السوق الإيراني والروسي.
أشار بارسيك إلى أن الوزارة أعدت أيضا دراسات لمسارات دينية عديدة من أجل تطوير السياحة الدينية في سورية وتفعيلها لما بعد الأزمة وهي المسار الروحي ورحلة الحج الشامي ومسار الحج المسيحي على خطى القديس بولس ومسار مار مارون.
ويشرح مدير الترويج والتسويق أن المسار الروحي يبدأ من دير مار موسى قرب النبك إلى دمشق متضمنا المدن التاريخية معلولا وصيدنايا ويعتبر هذا المنتج السياحي أحد أشكال سياحة المغامرات التي تعتمد على سياحة المشي سيرا على الأقدام وسط الطبيعة في أعالي الجبال وفي الطرقات الضيقة بين بساتين الفلاحين والهدف من هذا النمط السياحي الاستكشاف والمغامرة والتواصل مع الشعوب والتعرف على عاداتهم وتقاليدهم والجلوس معهم وتناول الطعام والشراب سوية ومشاركتهم في بعض النشاطات ويمتاز هذا النوع من السياحة بشعبيته في الدول الغربية لما له من دور تنموي اجتماعي واقتصادي مباشر في المناطق المزارة إضافة للعوائد التي تحصل عليها المنشآت السياحية في تلك المناطق.
أما رحلة الحج الشامي فالهدف منها حسب بارسيك إعادة إحياء هذا المسار عن طريق السماح للزائر باختبار الأجواء الروحية التي كان يعيشها الحاج في بداية رحلة الحج الشاقة إلى الأراضي المقدسة من خلال إحياء طقوس وتقاليد الحج الشامي ضمن أجواء من العراضات ورقصات السيف واستعراضات الخيول العربية الأصيلة ومراكب الجمال بالإضافة إلى موكب المحمل الشريف المشغول من نفائس القماش المخملي والمطرز بالخيول الذهبية إلى جانب مراسم استقبال موكب أمير الحج بصفوف من الجند والفرسان والمشاة والموسيقا وذلك مرورا بكل الأماكن التي زارها في تلك المرحلة من جوامع وترب ومقامات ومدارس وأبواب بحيث يمثل هذا المسار مزيجا من سياحة تاريخية ثقافية دينية.
وبالنسبة لمسار الحج المسيحي على خطى القديس بولس فيشير بارسيك إلى أن هذا المسار يبدأ من تل كوكب بزيارة دير رؤية القديس بولس ثم التوجه إلى دمشق لزيارة كنيسة حنانيا وباب كيسان ومدينتي معلولا وصيدنايا.
أما مسار مار مارون فيبدأ بزيارة الكنيسة المارونية بحلب من ثم التوجه إلى قلعة مار سمعان العمودي تليها زيارة كنيسة المشبك الواقعة بين حلب ودارة ومن ثم الوصول إلى قرية براد الأثرية لزيارة كاتدرائية جوليانوس ومدفن القديس مارون ومن ثم التوجه إلى كنيسة قلب اللوزة كما يقول بارسيك.
وتعد براد كما يقول مدير الترويج والتسويق مثالا حيا على فترة رئيسية ومهمة من تاريخ سورية مهد المسيحية ففي هذه القرية التي تقع شمال حلب عاش القديس مار مارون وتنسك ودفن حيث تفخر الكنيسة المارونية بانتسابها إلى القديس مار مارون شفيعها ومرشدها.
بالإضافة إلى تلك المسارات فقد عملت الوزارة على طباعة العديد من البروشورات المختصة بالسياحة الدينية منها كتاب المساجد وكتاب الكنائس في سورية وكتيب مار مارون وكتاب مقامات آل البيت إضافة إلى مسار ركب الأحرار لآل البيت.
وأقامت الوزارة بمناسبة أعياد الميلاد فعالية الصلاة من أجل السلام في سورية بحضور عدد من رجال الدين المسيحي والإسلامي وعدد من الشخصيات والوفود الأجنبية في كنيسة المريمية في دمشق ويتم التحضير حاليا لإقامة مهرجان يتضمن عددا من الفعاليات والأنشطة تحت عنوان أجراس لاوديسا في اللاذقية.
سمر ازمشلي