دمشق-سانا
على مدار الساعة تعمل الكوادر الطبية في مخبر الأمراض الطارئة والأوبئة بدمشق التابع لوزارة الصحة على إجراء تحاليل الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا وفق المعايير الدولية باستخدام وسائل التشخيص والشواهد المعيارية “الكيتات” المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية.
ويضم المخبر وفق الدكتور شبل الخوري مدير المخابر العامة في وزارة الصحة خمسة أجهزة تحليل بي سي ار تكفي لإجراء أكثر من مئة تحليل يوميا إلى جانب ما تقوم به المخابر المختصة الأخرى في كل من حلب وحمص واللاذقية.
وحول آلية العمل في المخبر يشير الدكتور الخوري إلى أنه بعد أخذ العينة من الشخص المشتبه بإصابته بالفيروس من قبل فرق الترصد وكوادر المشافي والمراكز الصحية وهي عبارة عن مسحات أنفية بلعومية وفموية بلعومية توضع في وسط حافظ للفيروس وناقل له ويتم إرسالها إلى مخبر الوزارة ليصار إلى إجراء اختبارات إثبات الإصابة أو نفيها.
ويمر تحليل المسحات وفق الدكتور الخوري بمرحلتين الأولى استخلاص الحموض النووية للفيروس والثانية مرحلة التضخيم لهذه الحموض وبعدها تتم قراءة النتائج وفي حال كانت النتيجة إيجابية “أي توجد إصابة” يعاد التحليل في مرحلة أخرى تسمى مرحلة التأكيد للتثبت من دقة النتيجة وبعد التأكد من الإصابة يضيف الخوري، يتم إعلام وزارة الصحة ليصار إلى إجراء التدابير العلاجية اللازمة من عزل طبي وغير ذلك.
ويؤكد مدير المخابر في وزارة الصحة أنه وحسب توصيات منظمة الصحة العالمية فإن المسحة تبقى صالحة للتحليل بعد أخذها من الشخص المشتبه بإصابته حتى اثني عشر يوماً كما يمكن أخذ مسحة من شخص متوفي وكان مشتبها بإصابته فور حدوث الوفاة حيث يفيد ذلك في وقاية من خالطهم وإجراء التدابير اللازمة للحد من انتشار الفيروس في المكان الذي تواجد به هذا الشخص.
وبين الخوري أن المخابر العامة بالوزارة معتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية ويتم بشكل سنوي تجديد اعتمادية المخابر من قبل المنظمة عبر اختبارات الكفاءة والدقة للتحاليل التي تجرى بها وعبر إعادة تحاليل لمسحات معروفة النتيجة من قبل المنظمة بشكل مسبق وتتم إعادة التحليل في مخابر الصحة لمعرفة مدى مطابقة نتائجه مع النتائج التي لدى المنظمة.
وأكد الدكتور الخوري أن كوادر المديرية تعمل بشكل متواصل طيلة أيام الأسبوع انطلاقاً من واجبها في الكشف المبكر عن حالات الإصابة وتقديم العلاج للمرضى بأسرع وقت لضمان عدم تطور المرض لديهم وزيادة نسبة الشفاء والحد من انتشار المرض.
من جانبها بينت نائب مدير مخبر الأمراض الطارئة والوبائية في المديرية الكيميائية حنان ظاظا أن مدة تحليل الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا تستغرق أكثر من 5 ساعات بين استقبال العينات “المسحات” ثم مرحلة استخلاص الحموض الأمينية النووية للفيروس ومزجها بتفاعلات كيميائية ضمن أجهزة الكشف لتحديد نوع الفيروس وظهور النتيجة وتسليمها لمدير المخبر.
ولفتت ظاظا إلى أنه تم اتخاذ كافة اجراءات الحماية للكوادر العاملة التي تختلف بحسب كل قسم حيث يتطلب قسم استخلاص الفيروس درجة عالية من الحماية من ارتداء البدلات والنظارات وأغطية الرأس والكمامات ذات النوعية الخاصة والقفازات الواقية وكل وسائل التعقيم أما في باقي الأقسام فيلتزم الكادر بوضع الكمامات العادية وإجراءات التعقيم بشكل دائم، مشيرة إلى أن ما تقدمه الكوادر الطبية واجب وطني وإنساني.
إيناس سفان