أنقرة-سانا
بعد أن رفض طلب الهيئة الطبية التركية العليا منع التجول منذ بداية جائحة كورونا وتحميل المعارضة التركية له سبب انتشارها فاجأ رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان الشعب التركي الليلة الماضية ودون سابق إنذار بإعلان منع التجول في 31 ولاية دون تأمين حاجاته الأمر الذي دفع الآلاف لتحدي القرار والنزول إلى الشوارع والتدافع أمام محلات بيع الأغذية والأفران.
وفيما ندد رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو من حزب الشعب الجمهوري المعارض بالطبيعة المفاجئة لإعلان نظام أردوغان الحجر في المدينة وغيرها دون علم وتجهيز مسبق قائلاً إنه لم يتم إبلاغه بالحجر مسبقاً وهو ما تسبب بحالة فوضى كبيرة في الشوارع حذرت الهيئات الطبية التركية من أن الطوابير الكبيرة أمام المحال التجارية والأفران تهدد بانتشار أكبر للفيروس.
ونشرت وسائل التواصل الاجتماعي عشرات الصور والفيديوهات التي وثقت مشاهد التزاحم على المخابز وأماكن بيع المياه وأسطوانات الغاز ما أثار الغضب الشعبي ضد نظام أردوغان ودفع إلى تحميله مسؤولية نشر الفيروس لتأخره بإعلان التدابير التي اتخذتها عشرات الدول للتصدي له ومن ثم إعلانها بشكل مفاجئ دون تأمين حاجات المواطنين.
أحزاب المعارضة التركية اتهمت وزير الصحة التركي بإخفاء الحقيقة عن الشعب وقالت إن عدد حالات الوفاة والإصابات بكورونا أكثر بكثير من المعلن عنه رسمياً بعد أن تأخرت الحكومة في اتخاذ التدابير الإجبارية لمواجهة الفيروس مشيرة إلى أن الحكومة لم تغلق مطاراتها وحدودها البرية ولم تمنع حتى المسنين من الخروج من منازلهم إلا قبل أسبوع كما أنها سمحت لحوالي 23 ألف شخص بالذهاب إلى بيوتهم دون وضعهم تحت الحجر الصحي بعد عودتهم من الخارج.
رئيس حزب الديمقراطية والتقدم التركي علي باباجان حمل أمس الأول نظام أردوغان مسؤولية الأزمات التي تعاني منها تركيا وأن البلاد لا يمكن أن تخرج من مشكلاتها في ظل بقاء هذا النظام الذي فقد مصداقيته داخلياً وخارجياً مشيراً إلى أن أردوغان يخفي الحقيقة عن الشعب التركي بموضوع الخسائر الحقيقية جراء انتشار فيروس كورونا وأن الأغلبية العظمى من الشعب لا تصدق أردوغان وحكومته وهو ما يزيد من شكوك الدول الأخرى في مصداقية المعطيات الخاصة بكورونا أو الاقتصاد والسياسة عموماً.
وكانت أعلنت وزارة الصحة في نظام أردوغان أمس أن إجمالي عدد الوفيات بكورونا في تركيا ارتفع إلى 1006 حالات فيما بلغ عدد الإصابات 47029.