الشريط الإخباري

الغزو الأمريكي البريطاني للعراق.. عدوان نفذ على أسس كاذبة ونتائجه الخطيرة لا تزال ماثلة

دمشق-سانا

نتائج وتداعيات إقليمية وعالمية خطيرة نتجت عن الغزو الأمريكي البريطاني للعراق الذي ما زال يشكل رغم مرور 17 عاماً عليه نقطة سوداء في تاريخ الولايات المتحدة ووصمة عار في سجل اعتداءاتها المخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة على الدول ذات السيادة.

جميع المبررات والحجج الكاذبة التي ساقتها الإدارة الأمريكية بعهد رئيسها آنذاك جورج بوش الابن لتبرير العدوان على العراق في ربيع عام 2003 ومن بينها مزاعم وجود أسلحة دمار شامل سرعان ما تم دحضها وثبت زيفها أمام الرأي العام العالمي لتنكشف هذه المسرحية وتتضح خيوط المؤامرة الغربية على العراق أكثر فأكثر.

إدارة بوش وحليفتها بريطانيا بزعامة رئيس وزرائها الأسبق طوني بلير حشدتا قوات ضخمة لغزو العراق وصل عديدها إلى نحو 300 ألف جندي وكانت حجة أسلحة الدمار الشامل ذريعة قذرة أوهموا العالم بها للقيام بعدوان شامل خلف نحو مليون شهيد ومئات آلاف المصابين إضافة إلى تهجير وتشريد ملايين العراقيين وإلى دمار كبير في عشرات المدن والقرى والبلدات العراقية والكثير من المرافق الحيوية مثل المستشفيات والمدارس وشبكات الكهرباء والماء فضلاً عن معاناة مريرة لا يزال أبناء الشعب العراقي يعيشون فصولها.

أميرا الحرب على العراق بوش وبلير أصرا على بدء العدوان ولم يكونا بحاجة لتبريرات كافية لهذا الغزو الذي رفضته روسيا وفرنسا وألمانيا والكثير من الدول في العالم كما أنهما تجاهلا تقارير فرق التفتيش الدولية التي أرسلتها الأمم المتحدة وأكدت بشكل قاطع عدم وجود الأسلحة التي زعمت وجودها واشنطن وحلفاؤها في العراق.

نتائج الغزو الأمريكي البريطاني لم تتوقف عند الدمار والخسائر البشرية التي تكبدها العراق بل كانت أبعادها أخطر بكثير مع انتشار إرهابيي تنظيم القاعدة ومن بعده تنظيم “داعش” الإرهابي لتبدأ بعد ذلك مرحلة انتشار الإرهاب والتفجيرات والفوضى وفقدان الأمن والاستقرار في العراق وبعض دول المنطقة.

الكذبة الأمريكية والبريطانية لتبرير غزو العراق انكشفت جلياً في تصريحات أدلى بها جورج بوش عام 2004 عندما قال: “حتى لو كنت أعرف قبل الحرب ما أعرفه الآن من عدم وجود أسلحة محظورة في العراق فإني كنت سأقوم بالدخول إلى العراق” كما أقر بلير في عام 2015 بأن “قرار الحرب على العراق واحتلال هذا البلد كان خاطئاً وأنه كان سبباً رئيساً في نمو تنظيم داعش”.

صناع قرار الغزو الغربي للعراق كرسوا عدوانهم لأهداف أخرى مغايرة تماماً لما أعلنوا عنه فقد كان هدفهم الوحيد نهب ثروات العراق والسيطرة على مقدراته من النفط والذهب الذي نهب بأطنان كبيرة من احتياطات البلاد كما جرت أكبر عملية سطو على المتاحف العراقية وتم تدمير الآثار المتوارثة عبر العصور لتبقى جريمة الغزو الأمريكي ماثلة في أذهان العراقيين والشعوب الحرة على مر التاريخ.

باسمة كنون