الارخص حيوان عرفه السوريون منذ الألف السابع قبل الميلاد

دمشق-سانا

توثق اللقى الأثرية وجود ثيران الارخص السلف البري للبقر المستأنس في سورية منذ الألف السابع قبل الميلاد على الأقل والذي تتحدر منه جميع الأبقار الأليفة اليوم.

ويقول المؤرخ الدكتور محمود السيد نائب مدير المخابر وقارئ النقوش الكتابية القديمة في المديرية العامة للآثار والمتاحف أن نتائج الدراسات العلمية الحديثة توثق أن الأرخص دجن لأول مرة في العالم في شمال سورية وشمال بلاد الرافدين وجنوب القوقاز في الألف السادس قبل الميلاد وأن الأرخص عاش في الأناضول والشرق الأوسط حتى عصر الحديد وكان يعبد في تلك المناطق على أنه حيوان مقدس.

وبين نائب مدير المخابر أنه اكتشفت بقايا حيوان الأرخص في سورية في عدة مواقع أثرية تؤرخ بالفترة التي سبقت ظهور تدجين البقر المستأنس منها قرن أرخص اكتشف في موقع تل حالولة الأثري في منطقة منبج في محافظة حلب مؤرخ بالألف السابع قبل الميلاد وهو محفوظ حاليا في متحف حلب.

وأوضح المؤرخ السيد أن الأرخص حيوان بري عدائي ضخم البنية يفوق حجمه حجم البقر المستأنس ويبلغ علوه نحو 75ر1 متر أي 75ر5 اقدام ويزن الذكر نحو 1000 كغ وطوله مابين 7ر1 و9ر1 متر ويمتاز عن البقر المستأنس بقرون مستقيمة تتجه نحو الأمام وتشكل زاوية نحو الأعلى عند نهايتها وتتقوس بشكل بسيط نحو الداخل ولون الذكر بين الأسود والأسود الضارب إلى البني وله خط باهت على طول ظهره في حين أن لون الإناث والعجول بني يميل إلى الحمرة وضرع أنثى الأرخص صغير جدا بعكس ضرع البقر المستأنس.

ولفت السيد إلى وجود ثلاث سلالات هي السلالة الهندية التي عاشت في الهند والسلالة الشمال إفريقية التي عاشت في شمال إفريقيا والسلالة الأوروبية والشرق الأوسطية وآسيا الوسطى علما أن جميع الماشية الأوروبية تتحدر من الأرخص الذي دجن في الشرق الأوسط في سورية والعراق كما أن الماشية البراهمية أو الهندية ترتبط بالأرخص الذي أستأنس في الشرق الأوسط وكانت السلالة الأوروبية هي الوحيدة من بين السلالات التي استمرت بالوجود حتى الربع الأول من القرن السابع عشر الميلادي ففي عام 1627 م نفق اخر أرخص في غابة جاكتوراو في بولندا.

يذكر ان الارخص عاش قديما في الجزر البريطانية ومعظم أوروبا والهند وآسيا الوسطى والعراق وسورية ولبنان وفلسطين ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب.

عماد الدغلي