محافظات-سانا
تقف الكلمات والعبارات عاجزة عند الحديث عن قداسة الأم وما تقدمه في حياتها من عطاء وتضحية لترى أبناءها قد حققوا ما يصبون إليه.
وفي عيدها فإن الأم السورية وخلال ما شهده الوطن من عدوان همجي قدمت نموذجا للتضحية والصبر لتكون أيقونة النصر على الإرهاب.
وعند أم الشهيد تمتزج دموع الفراق ومشاعر الفخر بالشهادة لتسابق إحداهما الأخرى فهي التي أمضت السنين لتنشئة أبنائها على قيم المحبة والمبادئ وكل لحظة فيها تعادل عمرا كما تقول السيدة سميرة محمد والدة الشهيد حسين ميا من قرية المتن بريف القرداحة مضيفة إنها لا تستطيع أن تحزن إلا بمنطق المشاعر فهي ترتدي ثوب الفخر كلما ذكر ابنها الشهيد وسترتدي ثوب النصر حينما تعود سورية آمنة من المعتدين.
فيما تحاول زوجة الشهيد حسين أن تحبس دموعها دون جدوى وهي تحتضن طفلها حمزة ابن الست سنوات والذي ولد قبل استشهاد والده بأربعة أيام دون أن يتمكن من رؤية مولوده لتقول بنبرة ملؤها الفخر والقوة إن “الوطن يستحق التضحية” ودماء حسين ستنير الطريق أمام الأجيال القادمة.
من جهتها عبرت السيدة عزيزة سلمان علي والدة الشهيد حاتم بدران من قرية المران عن فخرها بشهادة ولدها الذي لا يفارق مخيلتها ولا سيما في هذه المناسبة والتي كان يحرص على الاحتفال بها برفقة جميع أفراد الأسرة.
سناء حمود زوجة الشهيد علي ديوب وحنان ريحان زوجة الشهيد منذر خليل ووالدة الشهيد رشوان زيود عبرتا بكثير من الفخر والاعتزاز بالشهداء الذين أثمرت تضحياتهم النصر الذي يكتبه الجيش العربي السوري في مواجهة قوى العدوان.
في السويداء ورغم أحزانها التي تتجدد في هذه المناسبة إلا أن أم الشهيد ماهر نديم بدرية الذي ارتقى دفاعا عن وطنه تبدي دائما اعتزازها بأن دماءه تزهر اليوم نصرا في وجه الإرهاب.
ورغم افتقادها ابنها تؤكد أن عزاءها كما أم كل شهيد ان ولدها ضحى بنفسه لتبقى سورية الأم بخير مشيرة إلى أن ابنها الذي ربته على حب الناس والوطن كان وفيا مخلصا لوطنه ولبى نداءه حين طلبه وترك لها طفلين صغيرين تراه فيهما وستربيهما وتنشئهما على خطا والدهما.
وفي حمص التقت مراسلة سانا عددا من الأمهات حيث أشارت فضيلة علي أم الشهيدين أيهم ونضال حسن أن عظمة الأم تتجلى في شعور الفخر الذي يعتريها بهذه المناسبة فمشاعر الحزن تبددها سعادة النصر والحياة التي تعود للسوريين.
فريدة ابراهيم أم الشهيد ابراهيم حسن ابراهيم وهو اكبر اخوته الخمسة تقول بدورها إن عيد الأم هو مناسبة سعيدة لكل الأمهات اللواتي يفرحن بلم شمل أولادهن ولكنه يكون عظيما حين تشعر الأم بأن هديتها تميزت باستشهاد ولدها حيث تركت وثيقة استشهاده على جدران المنزل معلنة فخر العائلة بهذه الشهادة التي هي أسمى من كل هدية يقدمها الابن لأمه.
وزيرة مصطفى أم الشهيد العميد الركن الطيار علي أحمد تقول من جهتها “إن تكوني أما لشهيد يعني أنك قد أديت مهمتك على أكمل وجه”.
سناء الشركة والدة الشهيدين حسام وعلي الشركة تشير أيضا إلى أنه عندما تفقد الأم ابنا فهي تفقد جزءا من روحها وقطعة من قلبها تلك القطعة الغالية التي أخذت معها أيام السعادة والفرح ولم تبق لها إلا ذكرى تؤلمها إلا أن هذا الألم تمحوه فسحة الأمل بغد أفضل ومستقبل آمن.
في حين لفتت سميرة عثمان وهي أم لطفلين إلى أن الأم السورية كما كانت خلال سنوات الحرب مثالا يحتذى في التضحية والصبر وغرس قيم حب الوطن والتضحية لأجله ها هي اليوم تمارس دورها التوعوي بالتصدي لفيروس كورونا انطلاقا من حرصها على حياة أحبائها من أبناء وأحفاد بالبقاء في منازلهم والتزام التعليمات الصحية.
فدوى المحمد وهي أم لأربعة أبناء تقول إن الأم السورية أثبتت خلال سنوات الحرب أنها قادرة على أن تكون فاعلة بالمجتمع ومؤثرة إيجابيا ولا سيما وانها قدمت فلذة كبدها في ساحات القتال ليدافع عن وطنه ضد الإرهاب وامتلكت من القوة والعزيمة لتتحمل خبر استشهاده وليس من الغريب عليها اليوم أن تكون على هذا القدر العالي من المسؤولية والوعي في التصدي لفيروس كورونا من خلال توعية أبنائها بالبقاء في منازلهم والاكتفاء بالمعايدات الهاتفية التي تضمن سلامة الجميع.
وفي حلب عبرت بعض الأمهات عن مشاعرهن بهذه المناسبة في تصريحات لمراسلة سانا حيث قالت أم شربل إنه لا معنى للعيد هذا العام دون وجود أبنائها لأنهم في بلاد الاغتراب فوجودهم حولها يعني لها العيد بكل طقوسه متمنية عودة أولادها لتعود الفرحة وان يصرف الرب هذا البلاء الذي حل بالبشرية لتعم الأفراح والاحتفالات.
بدورها أشارت أم خلدون إلى أن كل يوم هو عيد للأم منوهة بأن الاحتفال بعيدها سيكون في المنزل مع صنع بعض الحلويات حيث يصادف عيد الأم مع عيد المعلم باعتبار والدتها معلمة مع أمنياتها بالصحة والعمر الطويل لأمهات العالم أجمع وقالت.. عندما تزول هذه الغيمة السوداء عن عالمنا سنجتمع مع الأحفاد والأخوات ونفرح ونحتفل بهذه المناسبة العظيمة.