صحف غربية: عدد كبير من الإرهابيين الأجانب موجودون في بلدة منبج بريف حلب

لندن-سانا

كشفت صحيفة صانداي تايمز البريطانية عن وجود أعداد كبيرة من الإرهابيين الأجانب ولاسيما البريطانيين والألمان في بلدة منبج بريف حلب شمال سورية بحيث يمكن سماع اللغتين الإنكليزية والألمانية طوال الوقت هناك.

وفي مقال نشرته تحت عنوان “البلدة السورية التي تحولت إلى لندن مصغرة” استشهدت الصحيفة بأقوال رجل دنماركي يدعى “أحمد رشيدي” الذي أكد ان بلدة منبج تمتلئ بالإرهابيين الأجانب وخاصة البريطانيين مشيرا إلى انه قابل عشرات من هؤلاء الإرهابيين في البلدة.

ونقلت الصحيفة عن رشيدي الذي ذهب إلى سورية بحثا عن توءمتين بريطانيتين فرتا من مدينة مانشستر إلى منبج وتزوجتا من إرهابيين تابعين لتنظيم “داعش” قوله ان “اللغتين الإنكليزية والألمانية يمكن سماعهما طوال الوقت حتى أنك قد تعتقد أنك في /لندن أو برلين صغيرة/”.

وتشير إحصاءات الحكومة البريطانية إلى التحاق أكثر من 500 بريطاني بالتنظيمات الإرهابية في سورية والعراق لكن نوابا بريطانيين في مجلس العموم أكدوا مؤخرا ان هذا العدد يفوق الألفين فيما تشير التقارير والإحصاءات إلى ان العدد الأكبر من الإرهابيين البريطانيين يأتون من العاصمة لندن.

من جهة ثانية وفي إطار الإجراءات التي تتخذها دول أوروبا وغيرها من الدول الأجنبية لمواجهة التهديدات التي يشكلها الإرهابيون الغربيون الذين التحقوا بالتنظيمات الإرهابية والمتطرفة في سورية والعراق على دولهم كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقرير أعده “اندرو هيغينز” ان الدنمارك تتعامل مع الإرهابيين التائبين بطريقة مختلفة عبر إعطائهم فرصة ثانية في الحياة.

وأشارت الصحيفة إلى انه بالنسبة للكثيرين فإن المكان الطبيعي للمتهمين بالانتماء إلى تنظيمات إرهابية هو السجن أما في الدنمارك فيتم التعامل مع “المقاتلين الذين انسحبوا من هذه التنظيمات وعادوا إلى بلادهم” بطريقة مختلفة من خلال برنامج لإعادة التأهيل.

ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز فإن البرنامج يتضمن تقديم استشارات لمن هم بحاجة إليها ومساعدتهم في تقديم طلبات الدراسة للجامعات.

وكان جهاز المخابرات الدنماركي “بي اي تي” أقر مؤخرا بأن الدنمارك تواجه تهديدا كبيرا من مواطنيها “المتطرفين” العائدين من سورية والعراق الدولتين اللتين ذهب إليهما 110 دنماركيين بينهم نساء للالتحاق فى صفوف التنظيمات الإرهابية.

وبحسب الجهاز فإن “16 شخصا على الأقل ممن ذهبوا إلى سورية والعراق من الدنمارك قتلوا في المعارك وان نحو نصف عدد من سافروا إلى هناك عادوا إلى البلاد”.

يذكر ان صحيفة كوبنهاغن بوست الدنماركية كشفت في وقت سابق أن الدنمارك تأتي في المرتبة الثانية بعد بلجيكا في الدول الاسكندنافية من حيث عدد الأشخاص الذين انضموا إلى صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية بينما تحتل دول اسكندنافية أخرى مثل النرويج والسويد المرتبتين الخامسة والعاشرة على التوالي في هذا الشأن.

بدورها كشفت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية ان مراهقتين أستراليتين تسللتا إلى سورية من أجل الانضمام للتنظيمات الإرهابية فيها.

وأشارت الصحيفة إلى ان المراهقتين “هدان” البالغة من العمر 18 عاما و”حفصة” البالغة 20 عاما سافرتا من مدينة سيدني الأسترالية بعد أن أبلغتا عائلتيهما انهما بصدد السفر لقضاء عطلة في كوبنهاغن لكنهما في الحقيقة توجهتا إلى سورية من أجل الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية.

وأوضحت الصحيفة انه وفقا للقوانين الأسترالية الجديدة فإن الفتاتين قد تواجهان حال عودتهما إلى أستراليا عقوبة تصل إلى السجن لمدة 10 أعوام بسبب سفرهما إلى مناطق محظورة يتواجد فيها تنظيم “داعش” الإرهابي أو تنظيمات متطرفة أخرى.

من جهتها قالت وزيرة الخارجية الأسترالية “جولي بيشوب” ان التقارير الجديدة التي أفادت بسفر الفتاتين إلى الخارج للانضمام إلى تنظيم “داعش” الإرهابي “مقلقة للغاية”.

وأضافت بيشوب في تصريح لصحيفة ديلي تلغراف ان الدور المتزايد للنساء الأستراليات في صفوف التنظيمات الإرهابية “مثير للقلق جدا” مشيرة إلى “انها لظاهرة مزعجة أن نرى أمثلة لشابات ينحرفن إلى التطرف ويسافرن إلى سورية والعراق للمشاركة في القتال في صفوف تنظيمات إرهابية مدرجة على القوائم الدولية”.

وجاءت تصريحات بيشوب بعد يوم واحد من إعلان والد الإرهابية الأسترالية “أميرة كروم” التي قتلت في كانون الثاني الماضي بعد انضمامها مع زوجها إلى التنظيمات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة في سورية أنه “يخطط لمقاضاة الحكومة الأسترالية بسبب مقتل ابنته” ملقيا باللائمة على السلطات الأسترالية التي “سمحت للمتطرفين بتجنيد الأستراليين كما سمحت لابنته وغيرها بمغادرة البلاد والتوجه إلى سورية”.

وكانت منظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية “إيه سي اي او” أكدت الخميس الماضي أن أستراليا تحولت إلى مصدر خطير للإرهابيين الأجانب وان معدل الأستراليين الذين يسافرون للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية في سورية والعراق هو أعلى بكثير من الدول الأخرى ما يثير المخاوف من وقوع هجمات إرهابية يشنها هؤلاء الإرهابيون بعد العودة إلى بلادهم.

وأصدرت أستراليا الأسبوع الماضي قوانين صارمة لمكافحة الإرهاب تعتبر سفر الأستراليين إلى سورية والعراق للانضمام إلى تنظيم “داعش” الإرهابي جريمة يعاقب عليها القانون.