S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
نيويورك-سانا
أكد كينيث روث المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما فشل في تنفيذ معاهدة مناهضة التعذيب التي وقعت عليها الولايات المتحدة عام 1994 كما رفض التحقيق في الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها وكالة الاستخبارات الأمريكية /سي اي ايه/ والتي كشف عنها تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي مؤخرا.
وفي مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية لفت روث إلى أن أوباما الذي تعهد منذ اليوم الاول لتوليه منصب الرئاسة الامريكية بوقف عمليات التعذيب فشل في تنفيذ معاهدة مناهضة التعذيب التي تنص على مطلبين رئيسين اولهما حظر التعذيب أو المعاملة غير الإنسانية والثاني يتمثل في محاكمة مرتكبي تلك الممارسات.
وقال روث إن أوباما رفض التحقيق في ممارسات التعذيب داخل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية كما رفض محاكمة مرتكبيها مشيرا إلى أن تقرير مجلس الشيوخ يجب أن يلزم الرئيس الامريكي بإعادة النظر في موقفه هذا.
وكان مجلس الشيوخ الأمريكي نشر الثلاثاء الماضي تقريرا حول عمليات تعذيب قامت بها وكالة الاستخبارات الامريكية في سجون سرية بينها احتجاز عدد من الأفراد دون توجيه أي تهمة لهم بالاضافة إلى احتجاز عدد آخر لأسباب غير واضحة وعدم محاسبة الاشخاص المتورطين في تلك التجاوزات القانونية وتجاهل تقارير داخلية دعت في أكثر من مرة إلى إعادة النظر في أسباب الاعتقال والتعذيب.
وفي هذا السياق أوضح روث أن “الماضي يعكس المستقبل.. فإذا ما أصر أوباما على إحداث سابقة الإفلات من العقاب فى جريمة خطيرة مثل التعذيب فإنه يشجع الروءساء الامريكيين من بعده على التعامل مع التعذيب كخيار سياسي”.
ويرى روث أن “جزءا من رفض أوباما يعود بلا شك إلى خشيته من الانقسام كما يؤكد هذا الرفض أن المحاكمة بالتأكيد ستطال كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش الذين وافقوا على التعذيب وفى المقابل فمن المتوقع أن يرفض حلفاؤهم في الكونغرس المحاكمة وربما يثيرون عقبات لأجندة أوباما التشريعية”.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش طالبت أمس الأول الولايات المتحدة بإجراء المزيد من التحقيقات بشان الانتهاكات واساءة المعاملة المرتكبة بحق المعتقلين فى السجون السرية التى تديرها وكالة الاستخبارات الامريكية.
وكانت تقارير إعلامية غربية كشفت يوم الأربعاء الماضي أن 119 معتقلا أسروا وسجنوا فى اطار البرنامج السرى لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية في سجون أطلق عليها اسم /المواقع السوداء/ تنتشر في دول عدة بما فيها بريطانيا وألمانيا وبولندا والسويد وغيرها من الدول التى تتعاون مع الوكالة الأمريكية في تنظيم رحلات الترحيل السري الجوية للمعتقلين.