دمشق-سانا
صراع محموم تشهده الولايات المتحدة كل أربع سنوات لجمع ملايين الدولارات وتمويل الحملات الانتخابية في سباق يكاد يشبه أي شيء الا السباق الانتخابي فعمليات التسويق التي يديرها مرشحو الرئاسة الأمريكية لا تعتمد على البرامج والتوجهات السياسية بقدر ما تعتمد على الأموال التي تسهل وصولهم إلى البيت الأبيض.
حملات التسويق للمرشحين في انتخابات الرئاسة الأمريكية تعتمد منذ عقود إلى حد كبير على المال الذي طالما كان له الدور الأهم في انتخاب رئيس يقدم تنازلات محددة ووعودا تهدف إلى استمالة فئة معينة تموله وتغطي نفقات حملته مقابل تحقيق أجنداتها بغض النظر ما إذا كانت هذه الأجندات تخدم الناخب الأمريكي أم لا كما أصبحت البضائع والعلامات التجارية التي تميز كل مرشح رئاسي معلما أساسيا في الانتخابات الأمريكية حسب صحيفة واشنطن بوست لجذب الانتباه والأموال.
وعلاوة على الشعارات التي يحرص كل مرشح رئاسي على انتقائها بعناية لوصف حملته الانتخابية تحولت المنتجات والبضائع التي تحمل هذه الشعارات الى عنصر رئيس في الحملات الانتخابية فمهمتها وفقا لواشنطن بوست لا تقتصر فقط على جذب الاهتمام والترويج بل أيضا جمع التبرعات للمرشحين.
وتختلف الشعارات والمنتجات الترويجية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية الامريكية لعام 2020 بين قبعة ترامب الحمراء الى كوب المرشحة الديمقراطية اليزابيث وورن الذي يحمل عبارة “دموع المليارديرين” لكن الهدف منها واحد وهو الترويج وجمع المال للتأثير في سير حملة الانتخابات.
جدلية المال وتأثيره على الانتخابات الامريكية عادت مجددا الى الواجهة مؤءخرا بسبب المنافسة بين ترامب ونظيره في الثراء مايكل بلومبيرغ وكلاهما يعد نموذجا للانفاق الباهظ في الحملات الدعائية وحسب تقارير إعلامية بلغ حجم انفاق بلومبيرغ على الإعلانات التلفزيونية والاذاعية والرقمية أكثر من 275 مليون دولار حتى الان الامر الذي يثير قلق ترامب ويشكل خطرا على مسار حملته الخاصة نظرا لقدرة منافسه المالية الهائلة.
وبينما تميل الحملات الانتخابية إلى تجنب إنفاق الأموال في ولايات تكون فيها نسبة فوز المرشح ضئيلة تلعب وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام دورا كبيرا في الترويج للمرشحين وعرض وعودهم الانتخابية وشعاراتهم ويبقى المال العامل الرئيس الذي يعيد صياغة المشهد السياسي في الولايات المتحدة.
باسمة كنون