الشريط الإخباري

سقط القناع

سقط القناع ولم تهتمّ مشيخات النفط وتجار الدم العربي في أن تتقي انكشاف تورطها بالإرهاب الذي يمارس في البلدان العربية.. سقط النصيف ولم يهتمّ المتآمرون في أن يتقوا جرائمهم بحق العربيات السبايا والمتاجرة بأعراضهن في أسواق عهرهم ومزاداتهم الرخيصة على دمنا المسفوح على الأرض العربية في سورية والعراق وفلسطين المحتلة.. سقط النصيف عن كل الذين ارتبطوا مع إسرائيل ولم يهتمّ أحدٌ منهم لعدوانها السافر على بلدنا سورية.

لا أدري ماذا سيجيب أرباب المعارضة السورية في العواصم التي راق لهم أن يصدّروا الربيع منها إلى الشعوب العربية التي حرمت من دورة الفصول بسبب الطغيان والاستبداد الحكومي المزعوم في بلدانها. ماذا سيجيب هؤلاء إذا ما سئلوا عن أسباب العدوان السافر على سورية؟ وهل بقي شك عند ذي لب بأن إسرائيل هي الحليف الاستراتيجي للإرهاب الذي نعاني منه؟ وهل سيستطيع أحد من هؤلاء الذين يُدعون بالمعارضة الخارجية أن يقنع مواطناً سورياً أن إسرائيل ليست هي التي تدعم الإرهابيين وتقاتل معهم ضد جيشنا البطل على الحدود؟.

إذاً يوماً بعد يوم تتوضح أبعاد الحرب على سورية، وتتحدد أطراف الصراع أكثر فأكثر، ونعترف بأن الثمن الأكبر سيدفعه الشعب السوري في هذه المعركة ما دامت الحرب على أرضنا، وصحيح أن الصراع الدولي والإقليمي انتقل إلى ساحاتنا الداخلية لكن الصحيح أيضاً أن سورية ليست وحدها في الحرب وأن الأصدقاء والحلفاء الاستراتيجيين لهم حضورهم ولهم دورهم ليس على طريقة المراهق الإسرائيلي الذي يريد أن يفتعل حرباً عالمية من أجل أن يظفر بصوت ناخبه إنما على طريقة الخبراء في إدارة الحروب والأزمات، وهنا يحضرني تعليق حول العدوان الإسرائيلي الأخير على منطقتين آمنتين من ريف دمشق يقول: إن هذا العدوان هو بمثابة استدراج أميركي لروسيا من أجل اندلاع حرب بينهما. وليس المهم هنا مدى صحة هذا التحليل أو لا ولكن هذا المنطق لا ينطلي على سيد الكرملن الذي قال بصراحة ووضوح أكثر من مرة: إنه لا يمكن أن يجر إلى حرب تفرض عليه، وذلك لا يعني أنه غير مستعد لخوض الحرب سواءٌ فرضت عليه أم لم تفرض بقدر ما يعني بأنه لا يدخل حرباً إلا الحرب التي يختارها من أجل تحقيق أهداف إنسانية عظمى وهذا الفرق بين الحروب التي تفتعلها الإمبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية والصهيونية العالمية وربيبتها إسرائيل من أجل العدوان والهيمنة والقتل والتدمير وامتلاك ثروات الشعوب والحروب التي تخوضها الشعوب المقاومة من أجل الحفاظ على السيادة والاستقلال والكرامة الوطنية.

إن العدوان الإسرائيلي على سورية أسقط القناع عن كل من يرضى بما يُخطط ضد سورية من تآمر وعدوان ولن يجدوا ما يتقون به خياناتهم وقبولهم باستمرار التورط مع الإرهاب، أما عن المعارضة السورية في كل مكان فآن أن تقتنع أن لا منقذ ولا حل يمكن أن يتحقق إلا بالحوار تحت سقف الوطن وكفى ما ضاع من الوقت فقلوب السوريين حنت إلى الأمن والأمان وهي على موعد قريب للرد على هذا العدوان وكل عدوان.

مفيد خنسه