دمشق- سانا
بعض الحركات البسيطة بلغة الإشارة مع ابتسامة دافئة كانت كافية ليصف الشاب أيمن ونوس سعادته بتعلم فن التصوير الفوتوغرافي ضمن الدورة التدريبية التي يقيمها حاليا مشروع “رؤيا” مؤكدا أن هذه الخطوة بالنسبة له عتبة الانطلاق نحو تحقيق حلمه باحتراف مهنة التصوير مستقبلا بعد إنهاء دراسته في معهد تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية بدمشق.
أيمن هو واحد من 50 يافعا وشابا تتراوح أعمارهم بين 12 و 20 عاما من ذوي الإعاقة السمعية الذين يواصلون تدريبهم الآن ضمن المشروع الذي أطلقته جمعية “جودي” بدعم من الأمانة السورية للتنمية في الـ 15 من الشهر الماضي بهدف دعم وتمكين هذه الفئة من تعلم مهارات التصوير الفوتوغرافي والفوتوشوب والمونتاج .
الأمر نفسه بالنسبة للشاب محمد عقلة الذي تعلم الكثير من الأساسيات في فن التصوير منها عمق الصورة وكيفية استخدام تقنيات الكاميرا لالتقاط صور بدقة عالية وفق مترجمة لغة الإشارة مريم والتي أوضحت في حديثها لنشرة سانا الشبابية أن محمد يهوى فن التصوير منذ صغره ويعمل على تطوير مهاراته دائما آملاً بإقامة معرض خاص لأعماله.
بينما لفتت رنيم أسعد إلى أن مشروع “رؤيا” فتح المجال أمامها لدخول تجربة التصوير وتعلم أصولها ضمن دورة تخصصية يمكن أن تكون سببا في إيجاد فرصة عمل مناسبة لها.
المدرب في المشروع بلال حافظ بين أن المشاركين في الدورة تعلموا حتى الآن أهم أساسيات فن التصوير وقواعده المتعلقة بالإضاءة والموازنة بين الألوان كما نفذوا اختبارات عملية لالتقاط صور من محيطهم وانتقلوا الآن إلى المرحلة الثانية من المشروع لتعلم الفوتوشوب قبل الوصول إلى المرحلة الأخيرة التي سيتم فيها تعلم المونتاج مشيدا بالمهارات العالية التي يمتلكها هؤلاء اليافعون والشباب وحبهم للتعلم وتطوير مهاراتهم.
من جانبها أوضحت مديرة المشروع الدكتورة صباح السقا أن مدة المشروع ثلاثة أشهر وهدفه مساعدة هذه الفئة في الحصول على فرص عمل تناسب إعاقتهم من خلال تدريبهم على حرف ومهن يرغبون بها مشيرة إلى أنه في نهاية المشروع سيتم تنظيم معرض تصوير ضوئي لأعمال المستفيدين منه إلى جانب سعي الجمعية عبر التشبيك مع الجهات الحكومية والخاصة لإيجاد فرص عمل لعدد منهم.
لفتت السقا إلى أن الجمعية تفتح المجال للمستفيدين من المشروع لمواصلة تطوير مهاراتهم ذاتيا عبر استضافتهم خلال أيام العطل للتدرب على الأجهزة المتوافرة في الجمعية.
يشار إلى أن جمعية “جودي” تأسست عام 2006 وتعنى بالأشخاص ذوي الإعاقة وأطلقت عددا من المشاريع التنموية منها مشروع “خطوة” لرعاية الطلبة المتفوقين دراسيا وعددا من المشاريع التي تهتم بالمصابين بالتوحد والإعاقة الذهنية.
ايناس سفان