لندن-سانا
أكدت صحيفة الغارديان البريطانية أن الولايات المتحدة عمدت منذ عام 2001 الى استخدام “التعذيب” بشكل ممنهج في عمليات الاستجواب واستمرت في هذه السياسة لعدة سنين بعد ذلك.
واعتبرت الصحيفة في مقال افتتاحي لها ان عمليات التعذيب التي نفذتها وكالة الاستخبارات الأمريكية بحق معتقلين احتجزتهم في سجونها السرية الحقت الخزي والعار بالولايات المتحدة لانتهاكها حقوق الانسان مشيرة الى ان الرئيس الامريكي السابق رونالد ريغان وقع في عام 1988 معاهدة مع الأمم المتحدة ضد سياسة التعذيب وصدق عليها لكن بعد مرور ست سنوات فقط من ذلك التاريخ عادت الأجهزة الامريكية لاستخدام التعذيب بشكل منهجي واستمرت في ذلك لسنوات عديدة.
ولفتت الصحيفة الى ان التقرير حول برنامج وكالة الاستخبارات الامريكية سي آي إيه لاستجواب المعتقلين الذي نشر يوم الاثنين الماضي كشف القصة الكاملة والمخزية للأمريكيين معتبرة أن اساليب التعذيب التي اتبعتها الوكالة الامريكية مع المعتقلين تعد واحدا من أسوأ الفترات في تاريخها.
ويكشف التقرير عن أساليب تعذيب 119 معتقلاً وذلك بعدة طرق ابرزها الإيهام بالغرق وتغطية الرأس والدفع باتجاه الحائط والصفع والغمر بمياه مثلجة والحرمان من النوم لفترات طويلة قد تصل الى أكثر من اسبوع وهم واقفون ومكبلون وعراة إضافة الى التهديد باستخدام العنف ضد عائلات المحتجزين .
وأكدت الصحيفة أن استخدام وكالة الاستخبارات الامريكية لعمليات التعذيب من اجل استجواب المعتقلين لا يعتبر خاطئاً فحسب بل كان غير مجدياً ايضا.
وأوضحت الصحيفة أن “سي آي إيه” كذبت بشأن برنامج الوكالة لاستجواب المعتقلين وهي لم تكذب فقط على الشعب الامريكي بل على الحكومة الامريكية نفسها إذ زودت الوكالة البيت الابيض بمعلومات غير دقيقة.
وجاء في تقرير مجلس الشيوخ الامريكي ان وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ضللت بشكل روتينى البيت الابيض والكونغرس فيما يتعلق ببرنامجها لاستجواب المشتبه بهم في الإرهاب وان الوسائل التي استخدمتها ومنها محاكاة الغرق كانت اكثر وحشية مما أقرت به الوكالة.
وفي سياق متصل قال موريس دايفيس المدعي العام السابق بسجن غوانتانامو الامريكي إن التقنيات والوسائل التي استخدمتها وكالة الاستخبارات الأمريكية والمذكورة في تقرير مجلس النواب الأمريكي تعتبر “جرائم حرب”.
واضاف دايفيس في مقابلة اجراها مع شبكة سي ان ان الامريكية ان هذه جرائم بحق المجتمع الدولي فنحن لا يمكننا وليس لنا السلطة لارتكاب مثل هذه الجرائم خارج حدودنا.. هذه تعتبر خرقا للاتفاق الدولي حول التعذيب.
وقال دايفيس لم أكن مصدوما بتفصيلات هذه الأساليب المستخدمة وكلنا سمعنا عن تقنيات الإغراق الوهمي إلى جانب وسائل أخرى تم استخدامها مع المحتجزين ولكن أعتقد أن الامر الذي شكل صدمة حقيقية هو اعداد المعتقلين الذين خضعوا لهذا البرنامج ومدى انتشاره.
وكان بن ايمرسون المقرر الخاص للامم المتحدة فى مجال حقوق الانسان ومكافحة الارهاب قال في وقت سابق ان التقرير الذى نشره مجلس الشيوخ الأمريكي يكشف عن سياسة واضحة نسقت على مستوى عال داخل ادارة الرئيس الأمريكي الاسبق جورج بوش وطالب بملاحقة قانونية للمسؤولين الامريكيين الذين امروا بارتكاب جرائم ضد المعتقلين.