الشريط الإخباري

المقداد: ما تتعرض له سورية هو عدوان يحمل في كل تفاصيله صفة العدوان الخارجي

بيروت-سانا
أكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن سورية تتعرض منذ أكثر من ثلاث سنوات لعدوان مباشر استهدف تدميرها وتغيير نظامها السياسي من خلال استخدام القوة أو إجبارها على الاستسلام خلال بضعة أيام أو أسابيع على الأكثر إلا أنه مع تصاعد صمود سورية والتفاف شعبها حول جيشها وقيادتها جن جنون أصحاب المخطط العدواني على سورية حيث حاولوا في البداية تصوير ما وصفوه بـ /الحراك الجماهيري/على أنه سلمي وأنه على /النظام/ الاستجابة لطلبات الشعب السوري.
وأضاف المقداد في مقال نشرته صحيفة البناء اللبنانية في عددها الصادر اليوم إن استخدام كلمة عدوان لوصف ما يجري في سورية هو أدق تعبير لما يشهده هذا البلد من قتل ودمار وإنهاك وتدخل خارجي لافتا الى ان مفهوم العدوان لم يتغير بل أصبح أكثر تعقيداً إذ تستخدم فيه أشكال أكثر خطراً مثل العصابات الإرهابية المسلحة والإعلام والعقوبات الاقتصادية والبروباغندا والترتيبات الإقليمية والتسليح والتمويل وشراء الذمم ومعاهد البحوث.
وأشار إلى أن الكلمات والتعابير التي استخدمها الغربيون واستخدمناها حتى الآن في وصف ما جرى في سورية مثل /الأزمة/ أو/المشكلة/ أو/الأحداث/ أو/الحرب الأهلية/ و/الأوضاع
والتطورات/ وأخرى كثيرة لا تعكس حقيقة ما يجري إطلاقاً لكن الوصف الدقيق لما جرى ويجري هو أن ما تتعرض له سورية هو عدوان يحمل في كل تفاصيله صفة العدوان الخارجي خصوصاً أن شعب سورية تجاوز المفاهيم الخاطئة عندما خرج بعد ثلاث سنوات من بدء هذا العدوان للمشاركة في الانتخابات الرئاسية وبعشرات الآلاف في سفارات سورية في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأميركا اللاتينية وفي كل أنحاء سورية كي يؤكد وقوفه مع قيادته ومع وحدة أرض وشعب سورية ورفضه للإرهاب ودعمه لجيشه البطل.
وشدد المقداد على أنه لا فرق بين عدوان خارجي كذلك الذي شنه الناتو على ليبيا أو العدوان الذي تقوم به أدوات استخدمتها الدول الغربية في عدوانها على سورية سواء كان ذلك بأدوات محلية أو من خلال استنفار كل القتلة والمجرمين من كل أنحاء العالم وإرسالهم إلى سورية لـ /الجهاد/وتزويدهم بالسلاح والمال والتدريب والإيواء والدعاية وهو ما تقوم به حكومات السعودية وتركيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها بشكل معلن مؤكدا أن هؤلاء القتلة من الدول الغربية والذين وصلوا إلى سورية ودول أخرى في المنطقة إنما جاؤوا بحماية ومساعدة من تركيا وكل أجهزة استخبارات الدول الغربية التي تعرف هؤلاء بالاسم وأن كل ما نسمعه عن عداء من قبل هذه الدول لهؤلاء القتلة هي محاولات لإخفاء ضوء الشمس والحقيقة هي أنهم أرادوهم قتلى في سورية لكنهم لا يرغبون برؤيتهم في شوارع وحارات وساحات أوروبا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا وباريس ولندن.
وقال المقداد “هذا عدوان على سورية تنطبق عليه كل المعايير والتعاريف الدولية فقد عرفت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم 3314 د 29 تاريخ 14-12-1974 العدوان كما يلي.. “تنطبق صفة العمل العدواني على أي من الأعمال التالية سواء بإعلان حرب أو من دونه وذلك من دون إخلال بأحكام المادة 2 وطبقاً لها.. إرسال عصابات أو جماعات مسلحة أو قوات غير نظامية أو مرتزقة من قبل دولة ما أو باسمها تقوم ضد دولة أخرى بأعمال القوة المسلحة تكون من الخطورة بحيث تعادل الأعمال المعددة أعلاه أو اشتراك الدولة بدور ملموس في ذلك”.
وأضاف المقداد إن من الأسلحة الخطيرة التي استخدمت من قبل الدول الغربية وحلفائها في أشكال عدوانها الجديدة هو مجال الإعلام حيث سخرت الدول الغربية أجهزة الإعلام التي تمولها الأنظمة الخليجية التي يغمى قادتها عندما يسمعون بكلمات حقوق الإنسان وحقوق المرأة وأصبحت محطات تلفزة مثل الجزيرة والعربية وأخواتها أبواقا للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا وغيرها لتحقيق أهداف الغرب في الانقضاض على الحكومات التي لا تعجبها في المنطقة إضافة إلى كل ذلك لم يتردد أصحاب الحروب الجديدة /ثورات الربيع العربي/ ومصمموها في استخدام السلاح لقتل المتظاهرين واتهام أجهزة الأمن وحفظ النظام والقوات المسلحة بذلك بهدف اتهام الأنظمة السياسية التي تريد تغييرها
بذلك واستفزاز مشاعر المواطنين لزيادة حجم التظاهرات ولتوليد تدهور جديد لتصعيد الأوضاع لتسريع الانقلاب على الوضع القائم وقد حدث ذلك في سورية وفي دول عربية أخرى.
ولفت المقداد إلى الدور الوسخ الذي قامت به جامعة الدول العربية ضد ميثاقها خدمة للدول الغربية في أشكال حروبها الجديدة من خلال قيامها بدعوة الناتو لاحتلال بلد عربي وتدميره وتحويله إلى مرتع للعصابات الإجرامية المتطرفة وإلى دولة فاشلة قد تحتاج إلى عشرات السنين لإعادة الأمن والاستقرار إليها ناهيك عن تحقيق الهدف الأساسي للعدوان وهو نهب الثروات النفطية الهائلة لهذا البلد العربي.
وشدد المقداد على أن العدوان الأعمى على سورية هو عدوان على ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي حيث وجهت سورية ما يزيد على ثلاثمئة رسالة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وإلى الأمين العام للمنظمة الدولية شرحت فيها جميعاً أن ما تتعرض له سورية هو عدوان وإرهاب ومخالفة صارخة لكل قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة إلا أن رد الدول الغربية التي ساهمت في صياغة الميثاق وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة كان دائماً تجاهل هذه الوثائق الدولية التوافقية واحتقارها ورفض الأخذ بها وكان ذلك التجاهل والإصرار على تنفيذ السياسات العدوانية وابتلاع الميثاق وقرارات الشرعية الدولية هو سبب قيام الاتحاد الروسي والصين الشعبية باستخدام حق النقض /الفيتو/ أربع مرات لمنع العدوان والعبث الغربي بالشرعية الدولية وحفاظاً على الأمن والسلم الدوليين ومنع تحول العالم إلى مزرعة لمصالح الغرب وبعض قادته المرضى وعملائهم المتخلفين والذين لا دراية لهم أصلا بالقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.
وأكد المقداد في ختام مقاله أنه من المعيب تجاهل الدور الداعم للعنف والإرهاب والقتل والعدوان الذي قامت به الكثير من أجهزة الإعلام الغربية وتابعيها في دول كثيرة والتي تتحمل جريمة تعبئة الإرهابيين ضد سورية لكثرة ما حقنت الشباب في أوروبا الغربية بأفكار أهمية الانتصار لأخوتهم /المجاهدين/ في سورية وتركيزهم الموجه من قادة أوروبا ومؤسساتها الاستعمارية على رواية واحدة تمّ من خلالها شيطنة ما تقوم به سورية قيادةً وشعباً وجيشاً لمواجهة الإرهاب والقتلة مشددا على أن وعي الشعب السوري والعربي في كل مكان لأهداف هذا العدوان على بلد عربي أساسي في مواجهة سياسات إسرائيل وداعميها قد بدأ يعطي ثماره متمثلا بتضامن الاف الفلسطينيين والتونسيين والمصريين مع
سورية والأهم هو خروج أحد عشر مليون سوري ليشاركوا في انتخاب رئيسهم وسط قذائف الهاون الإجرامية والتهديد بالقتل في مختلف المحافظات السورية وكل ذلك يزيد من حتمية إيماننا بالانتصار والغد المشرق لشعبنا وأمتنا.