الشريط الإخباري

داعش تستحضر جيناتها الثلاثية

تظن الإدارة الأميركية أن كل ما تفعله يمكن أن يخفى بجرة قلم، ويشطب من ذاكرة وتاريخ الشعوب حين تطلق آلة إعلامها التضليلة، بل يمكن تشبيهها (الإدارة الأميركية) بمن ينجب ولداً عاقاً، يقترف الخطأ والخطايا، يتبرأ منه نهاراً وفي الليل يحضنه مقدماً له كل أسباب القوة لمتابعة آثامه وشروره، هذه حالهم وداعش التي أطلقوها فزاعة ضد شعوب المنطقة التي لا تمضي في ركب سياساتهم العدوانية.

وللحقيقة داعش ليست إلا خلايا متجددة من جذع شرور تراكمت، فالولايات المتحدة بما قامت به من إبادة للهنود الحمر واحتلال أرضهم وسحقهم، والبكاء فوق رؤوسهم، ليست إلا جذراً واحداً لداعش، وكان الاحتلال العثماني قبلها الجذر الأول، ليحل بعده الكيان الصهيوني، فالجذور الثلاثة خلايا داعش التي تجددت، ولاسيما أن إدارة ترامب تعمل على نقل ما تبقى من خلايا لداعش إلى مناطق أخرى وتجمعهم، فقد أشارت مصادر متقاطعة أن إنزالاً أميركياً تم بوادي حوران الذي طهره الحشد الشعبي العراقي ونقلت إليه أميركا خلايا من داعش، وهي التي أطلقت وحوشها أيضاً في الجزيرة السورية، ونظمتهم للعمل كخلايا منفردة ضد الجيش السوري.

وعلى المقلب نفسه يقوم الاحتلال التركي بتنفيذ سياسة الاحلال الاستطياني وعملية التغيير الديموغرافي في مناطق يحتلها، ويظن أنه بذلك سيكون قادراً على فرض سياسة الأمر الواقع، خطوات ليست إلا جزءاً من النهج الصهيوني العدواني، يعاضدها الاحتلال الأميركي بسرقة مقدرات السوريين هناك، وتحت أمرة العصابات الإرهابية التي تنفذ كل ما يأتيها من المشغل الخارجي وحين تشعر أنها أخفقت يتدخل ليعطيها دفعاً نحو ممارسة المزيد من العمل العدواني، فمن الجزيرة السورية إلى ليبيا يبدو نظام أردوغان منتشياً بما حققه، ومن خلال تصريحاته التي لا تخرج عن الصلف والغرور يشعر المتابع أنه لم يتعلم الدرس بعد ومازالت حماقاته سيدة الموقف، وهي لحظات طيش ولعب بالنار تدفع المنطقة ثمنها من مقدراتها، ولكن ذلك لن يستمر طويلاً فما يحققه محور المقاومة ويراكمه من إنجازات ليس عابراً، ولاعادياً، بل هو ترسيخ لعالم جديد، سيكون قادراً على دحر الاحتلال إلى غير رجعة، أما الخسارة الكبرى فهي لمن لايقرأ دروس التاريخ، ولايتعظ حتى بما يجري أمام عينيه، هذا إن كان بصيراً.

بقلم: ديب علي حسن