القدس المحتلة-سانا
تشققات وتصدعات بمنازل الفلسطينيين وانهيارات أرضية واسعة في حي باب السلسلة داخل البلدة القديمة بالقدس المحتلة جراء مواصلة الاحتلال الإسرائيلي أعمال الحفريات والأنفاق أسفل الحي وأسفل المسجد الأقصى المبارك وفي محيطه ما ينذر بحدوث انهيارات وتهدم في جدران وأرضيات ومباني المسجد ضمن محاولة الاحتلال لتهويد الأقصى.
أهالي الحي أشاروا إلى توسع رقعة التشققات في الجدران والأسقف وظهور انهيارات في أرضيات منازلهم ومحالهم التجارية وعدم قدرتهم على إغلاق أبواب منازلهم بسبب الهبوط الأرضي وتسرب المياه من الأسقف إضافة إلى تدفق المياه من الأرضيات محذرين من انهيار كامل للمنازل في ظل توسع الانهيارات والتشققات.
مؤسسات حقوقية فلسطينية وثقت وجود أكثر من 104 أنفاق حفرها الاحتلال الإسرائيلي تحت مدينة القدس المحتلة وفي محيط الأقصى بهدف جعله ينهار تدريجيا وتغييب المعالم الحضارية العربية والإسلامية فيه يضاف إلى ذلك مواصلة الاحتلال الاستيلاء على الآثار والأراضي المحيطة بالأقصى لتنفيذ مخططاته الرامية إلى تغيير الطابع الإسلامي للمنطقة وتهويدها.
وزارة الخارجية الفلسطينية أكدت في بيان لها أن أعمال الحفر وشبكة الأنفاق التي يقيمها الاحتلال الإسرائيلي أسفل المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس المحتلة جريمة وفق القانون الدولي واتفاقيات جنيف مطالبة بتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية للوقوف على مخاطرها ومحاسبة المسؤولين عنها.
وأوضحت أن الاحتلال يجبر أهالي حي باب السلسلة على إخلاء منازلهم بذريعة الانهيارات والتشققات لتنفيذ مخططاته الاستيطانية في المناطق المحاذية للأقصى المبارك مشيرة إلى أن هذه الحفريات جزء من مخططات الاحتلال لتهويد القدس وتغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم ما يتطلب من المجتمع الدولي ومنظماته المختصة وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونيسكو” إلزام سلطات الاحتلال بوقفها فورا.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي لفتت في تصريح لمراسل سانا إلى أن الحفريات في القدس المحتلة وخاصة أسفل الأقصى وصلت إلى مرحلة حدوث كارثة مبينة أنه تمت مخاطبة مجلس الأمن الدولي ومنظمة اليونيسكو لإيفاد لجنة تقصي حقائق للوقوف عن قرب على خطورة ما وصلت إليه الحفريات التي تهدد أساسات الأقصى وأحياء سكنية بأكملها في القدس ضمن محاولات الاحتلال لطمس المعالم الأثرية والحضارية لمدينة القدس.
وأشارت عشراوي إلى أنه لا يمكن أن يبقى المجتمع الدولي صامتا على جرائم الاحتلال بحق الأقصى الذي يواجه أخطارا جسيمة ويجب عليه الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف هذه الجريمة والكارثة بحق الأقصى والمقدسات.
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني غسان الخطيب دعا منظمة اليونيسكو التي أدرجت القدس ومقدساتها على لائحة التراث العالمي إلى التحرك وإلزام الاحتلال على وقف الحفريات وعمليات التدمير للتراث والحضارة مشيراً إلى أن المجتمع الدولي يكتفي بالصمت تجاه الكارثة في أسفل الأقصى ومحيطه وفي البلدة القديمة.
أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفي البرغوثي أوضح أن الاحتلال شرع بهذه الحفريات منذ احتلاله مدينة القدس عام 1967 لافتا إلى أن المؤسسات الفلسطينية المعنية طالبت المجتمع الدولي وخاصة اليونيسكو بإنقاذ تاريخ وحضارة القدس من التدمير والتزوير الذي يقوم به الاحتلال ومطلوب الآن من كل المؤسسات الدولية التحرك العاجل لوقف جريمة الاحتلال في القدس وأعمال الحفريات والتهويد التي تهدد الأماكن المقدسة.
مدير مركز وادي حلوة في القدس جواد صيام قال: كل يوم تحدث مأساة من خلال تصدع منازل أو انهيار سقوف منازل أخرى مبينا أنه وقع قبل فترة انهيار في ساحة مدرسة بنات القدس ما تسبب بإصابة 14 طالبة كما وقعت انهيارات في عدد من المحال التجارية وكشفت الأمطار الأخيرة عن حفريات ضخمة نفذها الاحتلال في القدس.
وأشار صيام إلى أن الاحتلال أقام شبكة أنفاق ضخمة تحت أحياء باب السلسلة ووادي حلوة وهي مناطق ملاصقة للأقصى من الجهة الجنوبية وذلك بهدف محاصرة الأقصى واستكمال إقامة الحفريات تحت اساساته داعيا للإسراع بإرسال لجنة تقصي حقائق دولية لإنقاذ المقدسات من الحفريات الإسرائيلية التي تهدد وجودها وإنقاذ حياة المئات من أهالي القدس في هذه الأحياء المهددة بالانهيار والذين يؤكدون صمودهم على أرضهم والدفاع عن منازلهم في ظل الهجمة الاحتلالية التي تستهدف وجودهم.
مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر أشار إلى أن الاحتلال يمنع الفلسطينيين من ترميم المنازل الواقعة في البلدة القديمة بالقدس وقام بتفريغ الأتربة من تحتها ما جعلها معرضة للانهيار محذرا من حدوث انهيارات جديدة في البلدة القديمة وفي باحات الأقصى.
وكانت منظمة اليونيسكو قررت في الثالث والعشرين من حزيران عام 2018 إبقاء مدينة القدس المحتلة وأسوارها مدرجة على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر مطالبة الاحتلال الإسرائيلي بالكف عن انتهاكاته التي من شأنها تغيير الطابع المميز للمدينة.