الشريط الإخباري

عيد البربارة.. أزياء تنكرية ومأكولات شعبية تسبغ جوا بهيجا

اللاذقية-سانا

أزياء تنكرية ورقصات شعبية مكللة بأجواء من الفرح والبهجة عمت شوارع اللاذقية مساء الأربعاء الماضي احتفالا بعيد القديسة بربارة الذي أصبح أكثر من مجرد مناسبة دينية يحتفل بها المسيحيون في كل عام لتصبح طقسا اجتماعيا ينتظره السوريون بمختلف انتماءاتهم لزرع الفرح والبهجة في قلوب الأطفال والكبار على حد سواء.

ولا تكتمل الاحتفالات بعيد البربارة دون تناول القمح المطبوخ مع السكر أو ما يسمى باللهجة العامية “حبوبية” تزين بجوز الهند والمكسرات إضافة إلى حبوب اليانسون المغطس بالسكر الملون.

ويوضح جاك سمعان في حديثه لنشرة سانا “سياحة ومجتمع” أن قصة ارتداء الأطفال لأزياء تنكرية في هذا العيد يعود لسيرة حياة القديسة بربارة التي هربت من بطش والدها بعد اعتناقها الدين المسيحي فتنكرت وهربت كي لا يعرفها أحد وعندما تبعها والدها اختبأت في حقل للقمح بين السنابل كي لا يعثر عليها لذلك يعمد الأطفال واليافعون على ارتداء ملابس تنكرية وزيارة الأقارب وتوزيع أطباق القمح المحلى فيما بينهم.3

ويلفت سمعان إلى “أن عادة الاحتفال بعيد البربارة قد درجت في كل من فلسطين والأردن ولبنان بالإضافة لسورية حيث ينتظر جميع السوريين بشغف كبير الاحتفالات التي ترافق هذا العيد الواقع في الرابع من كانون الأول وعلى الرغم من أن سورية بجميع محافظاتها تحتفل بعيد البربارة بطريقة واحدة إلا أن اللاذقية تحتفي به بشكل خاص فنجد حي الأميركان قد تحول إلى نقطة تجمع تكتظ بعدد كبير من المارة كبارا وصغارا للاحتفال ضمن أجواء عابقة بالمرح والرقص والغناء تستمر حتى منتصف الليل”.

ويضيف.. “يتفنن الأطفال بعرض أزيائهم التنكرية التي يختارونها وفقا للشخصيات الكرتونية المحببة لهم أو شخصيات شعبية متعارف عليها كما يعمد البعض إلى ابتكار شخصيات غريبة وأزياء متفردة للفت الأنظار والتهكم على الأوضاع حيث عمد بعض الأطفال إلى التنكر بشخصية جرة الغاز التي يصعب الحصول عليها بسهولة هذه الأيام بالإضافة لشخصيات طريفة أخرى”.

من جهتها تحدثت المهندسة ايفا حور مديرة مركز العروبة للأنشطة الثقافية عن البربارة كمناسبة للفرح ونشر السعادة بين الأطفال الذين يحتاجون منا كل رعاية واهتمام قائلة ..” سادت الأجواء المرحة في أوساط الأطفال والشباب ما يدل على حاجة الناس للفرح رغم كل ما يحدث من أزمات حولهم كما أنه إشارة إلى قدرتهم على الفصل ما بين تداعيات الأزمة وأهمية أن يستمر الناس بالحياة “لافتة إلى” أن الجميع شارك بالاحتفال بهذا العيد من مختلف الشرائح والأطياف ما يؤكد أننا شعب متعايش محب لبعضه البعض كما عهدناه دوما”.2

وذكرت حور أن هناك العديد من المنظمات والجهات الأهلية نظمت احتفالات خاصة بعيد البربارة ففي المتحف الوطني أطلق “الفوج14” اللاذقية احتفالا استمر يوما كاملا كما أن “الفوج45 للكشاف اقام يوما مفتوحا في حديقة العروبة للأنشطة الثقافية بالإضافة لإطلاق حفلة تنكرية خاصة في عدة أندية رياضية واجتماعية والتي شهدت حضورا واسعا من الأطفال والأهالي معا.

بدورها أشارت ليال بيطار إلى أنها أتت من ألمانيا خصيصا للمشاركة بموسم احتفالات نهاية العام التي تبدأ بعيد البربارة لافتة إلى أن هذا الاحتفال بات مناسبة ليعود الناس إلى جو الفرح الذي اعتادوه في هذه المناسبات.

وتضيف “بقي الرقص مرافقا للاحتفال بالعيد الذي بدأ من الساعة الرابعة بعد الظهر وحتى العاشرة ليلا لتمتلئ بعدها مطاعم ومقاهي حي الأميركان الحاضن الرئيسي للاحتفال بالمرتادين الراغبين بمتابعة طقوس العيد الذي يعد فرصة لإنعاش السوق سواء من خلال شراء الأزياء التنكرية الجاهزة أو ابتكار أزياء أخرى تصنع يدويا لتوفير بعض النفقات كما أن بعض الأسر كانت تحضر منذ أشهر لابتكار أزياء مميزة لأطفالهم ليظهروا بأحلى هيئة وحلة”.

وأشارت بيطار إلى أن “الناس قاموا بشراء وتوزيع الحلويات التقليدية كالمشبك والعوامات والقطايف كل حسب استطاعته إضافة إلى التفنن بازياء الأطفال ليخوضوا منافسة انتخاب أجمل زي تنكري ولم يقتصر الاحتفال على الشوارع العامة بل تعداه لحفلات صباحية تنكرية للأطفال ضمن رياض الأطفال والجمعيات الكنسية”.

ياسمين كروم

انظر ايضاً

احتفالية عيد البربارة في مرمريتا… نشاطات متنوعة تسبغ البهجة على نفوس الأطفال

حمص -سانا ضمن أجواء من الفرح أحيت جمعية إيمان ونور عيد القديسة بربارة باحتفال شعبي …