دمشق-سانا
يثير التخدير الشوكي أو القطني كما يعرف عامة مخاوف البعض إلى حد رفضه أحيانا وتفضيل التخدير العام في وقت يلقى قبولا من قبل الممارسين لاختلاطاته النادرة وتخفيضه مدة البقاء في المشفى بعد الجراحة.
والتخدير الشوكي حسب رئيسة رابطة اختصاصيي التخدير وتدبير الألم الدكتورة زبيدة شموط يعني حقن المادة المخدرة في السائل الدماغي الشوكي ضمن نسب متعارف عليها علميا وهو يحظى حاليا بقبول واسع في الممارسة السريرية بالولادات القيصرية وعمليات الطرفين السفليين وجراحات أسفل البطن والبولية التناسلية وكذلك الشرج والمستقيم.
وعلى عكس اعتقادات البعض تلفت الاختصاصية في مشفى دمشق في تصريح لـ سانا الصحية إلى أن اختلاطات التخدير القطني نادرة في حال أجري بأيد خبيرة مع مراعاة مبادئ التعقيم بشكل كبير مبينة إمكانية مشاركته مع التخدير العام لتسكين الألم بعد الجراحة حسب موقع العملية.
وتقول شموط إن هذا النوع من التخدير يطبق حاليا بمعظم عمليات أسفل البطن في المشافي الحكومية والخاصة كونه يمنع تعرض الجهاز التنفسي لأي اختلاطات مقارنة مع التخدير العام ويخفض مدة البقاء في المشفى.
ويفضل التخدير القطني أيضا وفقا لـ شموط لأنه يخفف نسبة حدوث الخثار الوردي والانصمام الرئوي والاختلاطات القلبية وينقص خطورة التعرض لذات الرئة والتثبيط التنفسي عند مرضى الداء الرئوي المزمن ويعيد فعالية الجهاز الهضمي بوقت أقصر ويجنب فشل التنبيب وهو الأنبوب الذي يوضع بالرغامى في حالات التخدير العام.
وقد يشكو البعض بعد التخدير القطني كما تشير شموط من صداع وآلام أسفل الظهر ولا سيما في موضع الحقن وهي تزول بعد فترة لا تزيد على يومين ويمكن استعمال المسكنات مبينة أن تطور أنواع الإبر وتحسينها أنقص نسب اختلاطات كانت تحدث سابقا كاحتباس البول منبهة إلى ضرورة الاهتمام الشديد بالتعقيم لتفادي حدوث إنتان في موقع الحقن والتهاب السحايا.
ومقابل ميزاته توجد موانع تحول دون إجراء التخدير القطني منها وفقا للاختصاصية الاعتلالات النزفية وهبوط الضغط الوعائي الشديد وحالات ارتفاع التوتر داخل القحف أو في حال وجود إنتان عند موضع الحقن والتضيقات الدسامية القلبية الشديدة فضلا عن حالات يرفض فيها المريض إجراء هذا النوع من التخدير مبينة أن وجود تخدير شوكي سابق لا يعد مضاد استطباب ويمكن إجراؤه عدة مرات وبشكل آمن.
وطبق هذا النوع من التخدير لأول مرة عام 1898 على يد الدكتور أوغست بيير ومع تطور العلم شهد الإجراء تطورا كبيرا وأصبح استخدامه بشكل أوسع منذ عام 1950.
إيناس سفان