فيينا-سانا
عبر كاردينال النمسا كريستوف شونبورن عن بالغ قلقه إزاء الاعمال الارهابية التي ترتكبها التنظيمات المسلحة في سورية وما رافقها من تدمير وقتل وترهيب وتهجير داعيا الى الصلاة من أجل عودة الأمن والاستقرار الى سورية وشعبها.
وحث الكاردينال النمساوي أثناء قداس اقيم في العاصمة النمساوية فيينا شارك من خلاله مع البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذكس على السعي وبذل الجهود لحماية مهد الأديان السماوية سورية ومنع المزيد من عمليات التهجير وطرد وملاحقة المسيحيين في سورية والعراق والمحافظة على النسيج البشري والتنوع الديني.
وأشار الكاردينال شونبورن الى أن مشاركته اليوم مع الرعية السريانية في النمسا وزيارة البطريرك افرام الثاني تعد حدثا مهما للكنيسة الكاثوليكية والسريانية الارثوذكسية معا وعربون تعاون مؤكدا “أن النمسا والكنيسة الكاثوليكية تقفان إلى جانب مسيحيي الشرق الاوسط في معاناتهم وآلامهم ومحاولات المتطرفين
ترحيلهم وطردهم من الشرق الاوسط”.
بدوره دعا غبطة البطريرك أفرام الثاني المسيحيين في سورية والعراق والشرق الأوسط الى التشبث بالجذور واستمرار التواصل مع الأم سورية والصلاة دوما من أجل عودة الأمن والاستقرار لربوعها مشيرا إلى أن المسيحيين يقفون ضد الهجرة من بلادهم ووطنهم وديارهم ويرغبون بالبقاء في أرض الاجداد منذ آلاف السنين.
وحث البطريرك افرام الثاني على المزيد من التعاون والمساعدة في “أصعب ظروف يمر بها بلدنا الحبيب”.
وجاء القداس بمناسبة تسلم أبرشية السريان الارثوذكس مقرا جديدا لها في العاصمة النمساوية بحضور كاردينال النمسا وممثلين عن رجال الدين من جميع الطوائف المسيحية من الكنسية الكاثوليكية والارثوذكسية والأرمنية والقبطية والهندية السريانية والاثيوبية الارثوذكسية وبمشاركة سفير سورية في النمسا ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا بسام الصباغ وعدد من السفراء المعتمدين لدى النمسا.
وفي تصريح لمراسل سانا في فيينا أشار المكتب الاعلامي لبطركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذكس الى ان الزيارة ساهمت في نقل صورة للواقع الذي تعيشه سورية والأعمال الارهابية التي يتعرض لها الشعب السوري وعمليات التهجير التي تقوم بها التنظيمات الارهابية.
وأضاف المكتب الاعلامي إن البطريرك أكد للمسؤولين النمساويين من ساسة ورجال دين “أهمية دور النمسا في لعب دور الوسيط عبر دبلوماسيتها المعهودة في حل النزاعات عبر الحوار والحلول السياسية”.
وكان البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني التقى أمس الأول الرئيس النمساوي هاينز فيشر والمسؤولين السياسيين والدينيين في النمسا وبحث معهم إمكانية العمل لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية حيث تم استعراض وضع المسيحيين في الشرق الأوسط وخاصة سورية والعراق وطالب بإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية عبر استخدام العلاقات الدولية والسبل الدبلوماسية كي تنتهي معاناة الشعب السوري ويعود الأمن والاستقرار إلى أرجاء البلاد داعيا إلى أن تعمل النمسا على عودة المسيحيين المهجرين قسرا وتأمين الحماية الدولية لهم حتى يبقى وجود لهم في أرضهم .