S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
موسكو-سانا
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن اغتيال الفريق قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني يهدد بتفاقم الوضع في المنطقة.
وجاء في بيان للكرملين نقلته وكالة سبوتنيك إن الرئيس بوتين ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون أعربا خلال اتصال هاتفي عن قلقهما إزاء اغتيال سليماني في ضربة صاروخية أميركية بمطار بغداد مؤكدين أن هذه الخطوة يمكن أن تفاقم الوضع في المنطقة.
لافروف: انتهاك للقانون الدولي
بدوره أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو أن اغتيال مسؤولين في دولة ذات سيادة يعد انتهاكاً للقانون الدولي.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن وزارة الخارجية الروسية قولها في بيان اليوم إن لافروف شدد في المكالمة على أن الإجراءات المستهدفة لدولة عضو في الأمم المتحدة لاغتيال مسؤولين في دولة أخرى عضو في الأمم المتحدة في أراضي دولة ثالثة ذات سيادة دون علمها “تنتهك بشكل صارخ مبادئ القانون الدولي وتستحق الإدانة” موضحاً أن “موسكو تدعو واشنطن إلى التخلي عن أساليب القوة لحل المشاكل الدولية”.
وأشار لافروف إلى أن هذه الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة محفوفة بعواقب وخيمة على السلام والاستقرار الإقليميين ولا تسهم في الجهود المبذولة لإيجاد حلول للمشاكل المتراكمة في الشرق الأوسط بل على العكس تؤدي إلى جولة جديدة من التصعيد.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أكدت أن اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الفريق قاسم سليماني “خطوة متهورة” من قبل الإدارة الأمريكية ستؤدي إلى تصعيد حدة التوتر في المنطقة بأسرها.
ونقل موقع روسيا اليوم عن مصدر في الوزارة قوله في تصريح اليوم: “سليماني كان يخدم بإخلاص قضية الدفاع عن مصالح إيران الوطنية” معرباً عن التعازي للشعب الإيراني.
وفي بيان لها أكدت الوزارة أن اغتيال الفريق سليماني لا يسهم بإيجاد حلول للمشكلات المتراكمة في الشرق الأوسط محذرة من أن “ضربة القوات الأمريكية على مطار بغداد تترتب عليها عواقب وخيمة على الأمن والاستقرار الإقليمي”.
وجاء في البيان: “ننطلق من أن مثل هذه الخطوات لا تسهم بإيجاد حلول للمشكلات الصعبة المتراكمة في الشرق الأوسط”.
إلى ذلك أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن العدوان الأمريكي على بغداد واغتيال الفريق سليماني وأبو مهدي المهندس “لن يؤدي إلا إلى تصعيد التوتر في المنطقة”.
وقالت زاخاروفا على صفحتها على فيسبوك تعليقاً على الجريمة الأمريكية الجديدة إنه “لن يؤدي التصرف الأمريكي إلا إلى تصاعد التوتر في المنطقة الذي سيصيب بالتأكيد ملايين الناس”.
وانتقدت زاخاروفا امتناع الولايات المتحدة عن التوجه إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الهجمات على سفارتها في بغداد مشيرة إلى أن الدول تتوجه عادة في مثل هذه الأحوال إلى مجلس الأمن الدولي وتقدم لرئيسه مشروع بيان بهذا الخصوص لكن واشنطن لم تتجه إلى مجلس الأمن الدولي ولم تناشده وهذا يعني أنها لا تهتم برد الفعل العالمي ويهمها فقط تغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط.
وزارة الدفاع الروسية: خطوة قصيرة النظر ستؤدى إلى عواقب خطيرة على نظام الأمن الدولي بأكمله
من جهتها أكدت وزارة الدفاع الروسية أن اغتيال الأمريكيين للفريق قاسم سليماني هو خطوة قصيرة النظر ستؤدى إلى عواقب سلبية خطيرة على نظام الأمن الدولي بأكمله.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان “إن الخطوات الأمريكية قصيرة النظر والمعبر عنها باغتيال سليماني تؤدي إلى تصعيد حاد في الموقف العسكري السياسي في منطقة الشرق الأوسط وستؤدي إلى عواقب سلبية خطيرة على الأمن الدولي بأكمله” مذكرة بأن سليمان قدم مساهمة لا يمكن إنكارها في الحرب ضد التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش والقاعدة في سورية والعراق مؤكدة أنه كان قائداً عسكرياً كفوءاً وله سلطة مستحقة.
وشدد البيان على أنه “تحت القيادة المباشرة لقاسم سليماني وقبل فترة طويلة من تشكيل ما يسمى التحالف الدولي المزعوم بقيادة الولايات المتحدة تم تنظيم المقاومة المسلحة ضد الجماعات الإرهابية الدولية ومنها تنظيم داعش والقاعدة في سورية والعراق ولا يمكن إنكار مزاياه الشخصية في الحرب بهذا الصدد”.
بدوره قال رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف إن “الولايات المتحدة باغتيالها الفريق سليماني قضت على آمال حل قضية البرنامج النووي الإيراني”.
وكتب كوساتشوف على صفحته على فيسبوك: بالتأكيد ستكون هناك ضربات انتقامية ويمكن أن يقتل أمريكيون في المنطقة.. ولا ندري إذا كان البيت الأبيض مدركا للعواقب.
بدوره اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي أن الاغتيال الخارج عن القانون لسليماني هو استفزاز همجي من قبل الولايات المتحدة ولن يؤدى إلا إلى تصعيد التوتر في المنطقة.. وهذه المرة قد تكون العواقب أكثر خطورة حيث وعدت إيران بالفعل بالانتقام والرد المناسب.
من جانبه صرح النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي ديميتري نوفيكوف بأن عملية اغتيال سليماني تمثل إحدى حلقات تصعيد الوضع في المنطقة.
وكان المتحدث باسم الحشد الشعبي العراقي أعلن فجر اليوم استشهاد الفريق سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي جراء عدوان أمريكي بالصواريخ استهدف سيارتهما بعد خروجهما من مطار بغداد.
