طرطوس-سانا
قدم الفنان التشكيلي صادق حداد من خلال معرضه الذي أقامه في منطقة مشتى الحلو بطرطوس بعنوان “صرخة لون من قلب الحصار” نتاجه الفني الذي جاء بعد حصار دام سنتين في مرسمه التراثي القديم الواقع ضمن مدينة حمص القديمة والذي دمر معظمه ودفن تحت الأنقاض لتبقى بعض اللوحات فيه كرمز لما تفعله آلة الإرهاب بالفن والجمال.
ومعظم لوحات الفنان تعانق ذاكرة المكان لتصير لوحات تحمل سمة الصمود في وجه الزمن من خلال التناسق والتناغم اللوني الذي يعطي كل لوحة ملمحا له خصوصيته من السحر يشيع في نفسية المشاهد المتذوق للجمال.
وفي حديث لـ سانا أوضح الفنان حداد أن المعرض الذي يشكل انطلاقة جديدة له لمتابعة مسيرته الفنية ضم أكثر من ثمانية وعشرين لوحة تصرخ باللون وتحكي بالفن قصة حارة ومدينة ووطن صامد وقصة البقاء و الحياة والإبداع فمن قلب الحدث ولدت هذه اللوحات التي بقيت له من مرسمه الذي دمره الإرهابيون.
وأضاف أنه من سكان مدينة حمص القديمة هذه المدينة التي تتصف بالطابع التراثي والحضاري وذات أهمية كبيرة على مرور التاريخ وهو من أشد المتأثرين بهذه المدينة التي تسكن داخل قلبه بكل ما فيها من تفصيلات وما حصل بها يعتبره تدميرا للثقافة السورية وسعيا لمحو الحضارة الشامخة على مر العصور في بلدنا.
وأشار إلى أن تدمير مرسمه الذي هو عبارة عن بيت قديم تراثي أثر عليه كثيرا لأنه المكان الذي كان يقضي فيه أكثر أوقاته وهو يمارس الرسم ويضم جميع اللوحات التي رسمها منذ بدء مسيرته الفنية.
وبين حداد انه توقف عن الرسم مع بداية الأزمة واستطاع بفضل مساعدة الأصدقاء والمحبين لفنه أن يحصل على هذه اللوحات التي بقيت داخل مدينة حمص القديمة لمدة سنتين وكانت بالنسبة له شاهدا على ما حصل فيها موضحا ان جميع أعماله تميل إلى أسلوب الفن التجريدي معتمداً على ثنائية اللون والإحساس.
وقال “إن الاقبال الجماهيري على معرضي من قبل الأصدقاء والمهتمين بالفن جعلني اشعر بالفرح والسعادة وخاصة ان تأملات الجمهور لأعمالي وهي تنتقل من لوحة إلى أخرى لحظات تبعث على السرور والفكر الجديدين خارج حدود الرماد”.
وأوضح حداد ان تجربته الفنية جعلته يعشق الألوان كلها فهو لا يستثني لونا في عمله الفني ويأتي حبه للعمل الفني سبباً في إطلاق العنان لريشته التي ترسم احساسه في كل مرة عبر تكوينات وكتل وخطوط فنية تعبر عن فكره وهواجسه وروءيته.
وقالت الأديبة الدكتورة لين غرير التي حضرت المعرض إن الفنان حداد من الفنانين المتميزين ويأتي هذا التميز من خطه الفني الذي ينتهجه والذي أضاف إليه بصمة ميزت لوحاته عن لوحات الآخرين فهو يرسم اللوحة التجريدية بطريقة الألوان المتداخلة مع بعضها التي تشعرك بأنه في كل جزء منها هناك موضوع خاص.
وبينت غرير أنها من المتابعين والمهتمين بفن حداد منذ فترة طويلة وقد اختارت لوحتين من أعماله كغلاف لكتابين من مجموعاتها القصصية .
وأوضحت يارا خوري أن الملفت باللوحات تمازج الألوان وحركة الريشة على اللوحة و انسجام الظل و النور بأسلوب فني و احترافي جذاب يضاف إلى ذلك الإحساس الذي يتمتع به الفنان إلى جانب الروءية مشيرة الى أهمية هذا المعرض المقام ضمن فعاليات ملتقى مشتى الحلو الثقافي العائلي الذي اصبح ملتقى لذواقي الفن الراقي والثقافة والتواصل الحضاري.
يشار إلى ان الفنان التشكيلي صادق حداد من مواليد مدينة حمص 1974 درس الفن التشكيلي في معهد صبحي شعيب للفنون التشكيلية ثم تابع دراسة الفن بصوره خاصة وانتسب إلى اتحاد الفنانين التشكيليين سنة 2004 شارك في العديد من معارض الفن التشكيلي في سورية.
ديمة الشيخ