اللاذقية-سانا
قبل انتشار التلفاز ووسائل الترفيه والتسلية التي نعيشها في وقتنا الحالي كان أجدادنا يعملون في النهار ويحاولون الترفيه عن أنفسهم في السهرات بطرق مختلفة لتمضية الوقت وإدخال الفرح إلى نفوسهم ولذلك لجؤوا إلى الحكايات والحزازير والألعاب الشعبية.
أما اليوم فمعظم هذه العادات والألعاب والأغاني والأهازيج والحكايات الشعبية انتهت وإن كان أكثرها مازال باقيا في أذهان البعض بسبب وسائل الترفيه والتسلية الموجودة في وقتنا الحالي وخصوصا الفضائيات والانترنت ولكن مع الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي عاد البعض إلى ذاكرته الشعبية التي تحتفظ بكم كبير من الحكايات والأهازيج والحزازير القديمة التي يعتبر سردها في فترة انقطاع الكهرباء مسليا وممتعا.
وذكرت الجدة أم خالد انها استغلت انقطاع الكهرباء في فترة المساء وجمعت أحفادها وأبناءها وقامت بسرد بعض الحكايات القديمة التي تحفظها فوجدت الجميع مستمتعين ومتشوقين لمعرفة الحكاية لآخرها مع تفاعل مع الأحداث فشعرت بفرح شديد لأنها استطاعت أن تجمع العائلة مرة أخرى ضمن جو حميمي وألفة لم تشهدها منذ فترة والتي تتلاشى بمجرد عودة التيار الكهربائي فيقوم الجميع إلى الانترنت والوسائل الحديثة التي تشغلهم عن الجلوس مع بعضهم.
وأشار الأب خالد إلى أنه ورغم الضيق الذي أشعر به عند انقطاع الكهرباء إلا أنني استرجع ذكريات الماضي عندما كانت أمي تروي لنا الحكايات التي كنا ننتظرها بفارغ الصبر وخصوصا حكايا علاء الدين والمصباح السحري وحكاية السندباد البحري وحورية البحر.
أما الأم سعاد فتؤكد مدى فرحها لأن أولادها ينصتون إلى جدتهم ويسمعون الحكايات التي كنا نسمعها نحن عندما كنا صغارا من أمهاتنا لأن هذه الحكايات توسع من خيال الطفل وتكسبه مهارة التخيل والاندماج مع شخصيات الحكاية وخصوصا عندما تنتهي الحكاية وتبدأ الجدة بسؤالهم عن المغزى من الحكاية وما فهموا منها والعبرة التي أخذوها وبعد أخذ ورد تعدهم بحكاية جديدة غدا ويظلون بشوق دائم لسماع حكايات الجدة .
كما تقول سعاد أنها لاحظت تغيرا في سلوك وتصرفات أطفالها بعد سماعهم لقصص الجدة وخصوصا مع اعتيادهم على مشاهدة برامج الأطفال الموجودة في التلفاز والتي أغلبها تشجع على العنف والقتال وشخصياتها لا تشبه أبدا شخصيات مجتمعنا حتى إنهم أصبحوا يتقمصون دور الجدة ويقومون برواية كل حكاية يسمعونها من الجدة إلى أصدقائهم الأطفال من الجيران أو من المدرسة كما أن حكايات الألغاز التي تقوم الجدة بطرحها على الأطفال توسع من مداركهم وتشغل ذهنهم ويكتسبون معرفة وخيالا.
كما قامت الجدة بتعليم الأطفال بعض الألعاب القديمة التي يمكن أن يلعبها الأطفال مع بعضهم في البيت مع انقطاع الكهرباء ومنها لعبة صبيان بنات جماد حيوان نبات بلاد حيث يذكر أحد الأطفال حرفا وعلى الآخر أن يذكر أسماء للصبيان والبنات والجماد والحيوان والنبات والبلاد تبدأ بنفس الحرف وهكذا مع كل الحروف يعودهم على التفكير ويقوي لديهم معرفة أسماء الحيوانات والبلاد والنبات .